اتهام حزب الله بالإرهاب أهداف «إسرائيلية» في بيان بالعربية
معن حمية
بعد بيان «وزراء الخارجية العرب»، من مقرّ «جامعة الدول العربية»، وما تضمّنه من توصيف لحزب الله بأنه منظمة إرهابية، بات واضحاً أنّ هذه «الجامعة» التي تأسّست قبل سبعين عام ونيّف، من أجل العمل العربي المشترك، انقلبت على ميثاقها الذي ينصّ على احترام سيادة الدول الأعضاء، وباتت لها أهداف تآمرية، ووظائف تفتيتية، وهذا الاتجاه برز مع بدء الحرب الإرهابية ضدّ سورية، حيث لم تكتفِ جامعة الدول العربية بأن شكلت رأس حربة في التحريض على سورية، بل وفّرت كلّ أشكال التغطية للمجموعات الإرهابية بتسمياتها المتعدّدة، وطالبت الدول الأجنبية مراراً وتكراراً بشنّ عدوان عسكري مباشر لإسقاط الدولة السورية.
وعليه، فإنّ إطلاق صفة الإرهاب على حزب الله، ومن مقرّ جامعة الدول العربية، ليس بالأمر المستهجَن، بعدما ثبت بالدليل القاطع أنّ هذا الإطار المسمّى «جامعة الدول العربية» يعمل لتحقيق مصالح وأهداف غير عربية. وهذا التحوّل لا يحتاج الكثير من الأدلة لإثباته!
من الأدلة القاطعة، أنّ سورية، دولة حاضنة للمقاومة في فلسطين ولبنان، رفضت الإملاءات الأميركية بإقفال مكتب الفصائل الفلسطينية في العاصمة دمشق، ولم تقبل المسّ بالمسألة الفلسطينية وبحق العودة والتحرير، رغم ذلك رأينا دولاً خليجية تقبض على مؤسّسات العمل العربي المشترك وتستخدمها ضدّ سورية، وترصد وتصرف المليارات لتدميرها بواسطة الإرهاب.
ومن الأدلة القاطعة، أنّ حزب الله في لبنان، استطاع أن يكمل مسيرة المقاومة لتحرير الأرض اللبنانية من الاحتلال اليهودي، ونجح في ذلك، لا بل استطاع أن يؤسّس لمعادلة ردع بوجه العدوان، بعد أن خرج منتصراً في حرب تموز 2006، تلك الحرب التي استهدفت تصفية المقاومة ونزع سلاحها. وهي بالمناسبة لم تكن حرباً «إسرائيلية» وحسب، بل كانت حرباً أميركية وغربية وبتواطؤ وتمويل من قبل أنظمة النفط الخليجي. لذلك ليس بالأمر الغريب أن نجد حزب الله مصنّفاً إرهابياً في بيانات وزراء البلاط العربي!
الدول الخليجية التي صاغت بيان وزراء الخارجية العرب، تعلم جيداً أنّ مفاعيل هذا البيان تساوي صفراً، وتعلم جيداً أنها عاجزة عن المواجهة، لأنّ حزب الله، حزب مقاوم، ويمثل نبض الشعوب العربية، وعاجزة عن المواجهة، لأنها فقدت الكثير من أذرعها الإرهابية في سورية والعراق وجرود لبنان، لكن هذه الأنظمة العاجزة والمتهالكة، أصرّت على أن لا تنأى بنفسها عن ترجمة الأهداف «الإسرائيلية» في بيان بالعربية.
وعليه، فإنّ البيان الخليجي لن يجعل حزب الله إرهابياً، لكنه بالتأكيد يثبت تورّط أصحاب البيان بالتطبيع مع العدو والتآمر على فلسطين والقضايا العربية.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي