لافروف يرحّب بالوفد الموحّد للمعارضة… وأردوغان مستعدّ للقاء الأسد إبن سلمان يهدّد الحريري إذا عاد عن الاستقالة… ويرفض التسوية مع إيران
كتب المحرّر السياسي
ثلاثة ملفات حضرت بالتزامن لتشكل خلفية مشهد مليء بالمفاجآت، تشكل حالة خلط الأوراق فيه التعبير الأوضح عن الارتباك الذي تعيشه «إسرائيل»، في ظلّ ازدواج مسارات الحركة الأميركية، حيث يسهل استعمال الضعف السعودي، وحاجة الجماعات الإرهابية لبديل عن خسارتها معاقلها في سورية والعراق.
العنصر الأول في المشهد هو النجاح الروسي في ترتيب وفد تفاوضي معارض موحّد يخرج من مؤتمر الرياض بسقوف متعدّدة ستتعرّض للفكّ والتركيب في مسار التفاوض نفسه، خصوصاً مع ضمّ الأكراد للعملية السياسية لاحقاً وتقدّم مساري سوتشي وأستانة، وهذا ما جعل وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف يرحّب بما وصفه بالإنجاز الذي يضع الحلّ السياسي في مساره الصحيح، بعد اجتماع له مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، الذي قال إنّ الفضل في رسم مسارات عملية وواقعية للحلّ السياسي في سورية وجعله ممكناً يعود لروسيا، بينما كانت نتائج قمة سوتشي التي ضمّت رؤساء روسيا وإيران وتركيا قد بدأت بالظهور مع كلام جديد للرئيس التركي رجب أردوغان يظهر استعداده للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، بجوابه عن سؤال حول فرصة مثل هذا اللقاء بالقول: «هناك أشياء لا تستطيع أن تبقى ترفضها إلى الأبد».
العنصر الثاني تمثل في الموقف السعودي الذي عبّر عنه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو موقف يتساوق مع الموقف «الإسرائيلي»، سواء بالتسليم بقيادة روسيا للمسار السوري وتحاشي التصادم معها، كما أظهر مؤتمر الرياض للمعارضة ومخرجاته بوفد موحّد يملك فيه الذين يلتزمون المسار الروسي للحلّ حق الفيتو بتمثيلهم بأكثر من الربع المعطل لقرارات الهيئة، كما ظهر الموقف السعودي المتساوق مع الموقف «الإسرائيلي»، بالسعي لعرقلة التهدئة التي تقودها فرنسا ومصر في لبنان أملاً بجعل لبنان ساحة اشتباك بالواسطة مع حزب الله عبر تأجيج الفتن من بوابة منع عودة الحكومة لتشكيل غطاء سياسي يحفظ الاستقرار. وهو ما ظهر من خلال التهديد لرئيس الحكومة سعد الحريري على لسان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في كلامه لصحيفة «نيويورك تايمز»، بقوله بلغة جازمة لا تحترم وجود رئيس حكومة في لبنان له قراره، إنّ «الحريري لا يستطيع أن يرأس كواحد من السنة حكومة يسيطر عليها حزب الله الشيعي»، والسيطرة على الحكومة المنسوبة لحزب الله في الكلام السعودي تنطلق من تحالفه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي لا يزال هدفاً لحملات إعلامية سعودية معادية، بينما جاء تريّث الحريري في تقديم الاستقالة محاولة لإفساح المجال لحوار يديره رئيس الجمهورية بين الحريري وحزب الله لبلورة صيغة تسوية تتيح إعادة الحياة للعمل الحكومي، وتصريح إبن سلمان وفقاً لمصادر على اطلاع بمضمون الصيغة الفرنسية المصرية للتسوية التي أعادت الحريري إلى لبنان وضمنت تجميد استقالته، يشكل تعقيداً لجهود التسوية وسعياً لنسفها قبل ولادتها، ويضع سقف الاستقالة شرطاً وحيداً أمام الحريري، بينما كان كلام إبن سلمان عن إيران مشابهاً في اتجاهه التصعيدي، وهو تصعيد غير مرتبط باليمن أو لبنان أو سورية، بل بقراءة لم يسبق أن قدّمها غير «الإسرائيليين» لإيران، عنوانها أنّ إيران تشبه ألمانيا النازية، وأنّ السعي لإرضائها على الطريقة التي عاملت بها أوروبا ألمانيا النازية سيؤدّي لمواجهة خطر حرب شبيهة بالتي شنّتها ألمانيا النازية، وهذا كلام سابق لسفير واشنطن الأسبق في تل أبيب مارتن أنديك قبل عشرين عاماً، ومقالته عن الفاشية الإسلامية، ودعوته لمواجهة استباقية مع إيران.
في ظلّ الارتياح «الإسرائيلي» للتعاون مع السعودية والانضباط السعودي بالمواقف «الإسرائيلية»، والقلق «الإسرائيلي» من كلّ ما عدا ذلك من حولها، من الملف الفلسطيني إلى الوضع في لبنان وسورية ودور مصر في الملفات الثلاثة، بدا أنّ التنظيمات الإرهابية المهزومة في سورية والعراق ولبنان، والباحثة عن ملاذ آمن قد حازت فرصة التفاهم مع «إسرائيل» لاتخاذ سيناء معقلاً يتيح الانطلاق نحو ليبيا وأوروبا، ويستنزف مصر، ويرسل لها بالواسطة رسائل الغضب «الإسرائيلي» من الدور والمواقف، وقد ترجم الإرهابيون رسائلهم الدموية بمذبحة أمس سقط فيها مئات الشهداء والجرحى.
وإذا كان ما جرى في مصر هو نصف العنصر الثالث من المشهد العام للمنطقة، فإنّ تتمّته كانت في لبنان في اكتشاف محاولة «إسرائيلية» لاغتيال وزير الداخلية نهاد المشنوق والوزير السابق عبد الرحيم مراد، وإعلان جهاز أمن الدولة عن امتلاكه تفاصيل العملية. والمشنوق ومراد كانا حلقة اتصال وجسر حوار يقرّب المواقف خلال أزمة تغييب رئيس الحكومة، وتربطهما علاقات متينة بمصر، ويمثل كلّ منهما ثقلاً وازناً في كلّ من قوى الرابع عشر من آذار وقوى الثامن من آذار، فالمشنوق من أقرب المقرّبين في الحلقة الضيّقة للرئيس الحريري، ومراد يمثل واحداً من أكثر الحلفاء قرباً من حزب الله، وكان لعملية الاغتيال لو نجحت لا سمح الله أن تأخذ عبر الاتهامات التي تكون مُعَدّة مسبقاً لمواكبتها، لبنان نحو الفتنة.
توقيف عيتاني بجرم التعامل مع «إسرائيل»
وفي ما كان لبنان ينفض غبار «أزمته الحريرية»، ضجّت الساحة المحلية بنبأ توقيف جهاز أمن الدولة الممثل والمخرج والكاتب المسرحي زياد أحمد عيتاني بجرم التخابر والتواصل والتعامل مع العدو «الإسرائيلي»، وفق بيان أمن الدولة.
وأشارت مصادر مطلعة لـ «البناء» الى أن «التحقيقات مع عيتاني لم تنته بعد وتتمحور حول الأشخاص الذين كان يتواصل معهم في لبنان والخارج والذين أمّنوا له التسهيلات اللوجستية والدعم المالي لتمكينه من إنجاز المهام المطلوبة منه»، ولفتت الى أن «عناصر أمن الدولة كانوا يتابعون ويرصدون تحرّكاته بدقة في الداخل والخارج لا سيما عبر مكالماته الهاتفية»، وكشفت المصادر عن أن عيتاني يعمل ضمن شبكة تضمّ مجموعة أشخاص سيجري توقيف بعضهم في الأيام القليلة المقبلة بعد أن تمّ تحديد أسمائهم»، بينما تحدّثت مصادر أخرى عن أن «عيتاني اعترف بالاتصال بضابطة «إسرائيلية» في تركيا طلبت معلومات تتعلّق بالتخطيط لمحاولة اغتيال وزير الداخلية نهاد المشنوق والوزير السابق عبد الرحيم مراد، علماً أن عيتاني هو صديق قديم لحسن مراد نجل الوزير مراد». ولفتت المصادر الى أن «عيتاني اعترف بوجود تحويلات مالية من الضابطة الإسرائيلية التي كان من المفترض أن تلتقيه في لبنان بعد أن تدخل بجواز سفر أجنبي».
وتمّ توقيف عيتاني بناءً على اعترافات جنى أبو دياب رئيسة جمعية «معاً إلى فلسطين» التي أوقفها جهاز الأمن العام من داخل فندق في الحمرا منذ قرابة الأسبوع. وحذّرت مصادر أمنية من «إعادة تنشيط وتجنيد شبكات العملاء «الإسرائيليين» في لبنان بعد إلقاء القبض على العديد من الخلايا والشبكات الإرهابية التي كانت «إسرائيل» تحرّك بعضها للعبث بالأمن في لبنان».
وأشارت المديرية العامة لأمن الدولة قسم الإعلام والتّوجيه والعلاقات العامّة في بيان، إلى أن عيتاني اعترف بما نسب إليه، وأقرّ بالمهام التي كلف بتنفيذها في لبنان، ومنها:
رصد مجموعة من الشخصّيات السياسّية رفيعة المستوى، وتوطيد العلاقات مع معاونيهم المقرّبين، بغية الاستحصال منهم على أكبر كمّ من التفاصيل المتعلّقة بحياتهم ووظائفهم والتركيز على تحرّكاتهم.
– تزويدهم بمعلومات موسّعة عن شخصيتين سياسيتين بارزتين، سيتمّ الكشف عن هويتهما في بياناتنا اللاحقة.
– العمل على تأسيس نواة لبنانية تمهّد لتمرير مبدأ التطبيع مع «إسرائيل»، والترويج للفكر الصهيوني بين المثقفين.
– تزويدهم بتقارير حول ردود أفعال الشارع اللبناني بجميع أطيافه، بعد التطورات السياسية التي طرأَت، خلال الأسبوعين الفائتين على الساحة اللبنانية.
ورفضت المديرية العامة لأمن الدولة الإفصاح عن مزيد من المعلومات للحفاظ على سرية التحقيق. وعلمت «البناء» أن المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا سيعقد مؤتمراً صحافياً مطلع الأسبوع المقبل عند اكتمال التحقيقات يعرض خلاله حيثيات الملف.
وكان الأمن العام قد أوقف الشهر الماضي ثلاثة أشخاص هم عباس مصطفى سلامة وكمال أجود حسن وكرم أكرم إدريس بجرم التعامل مع «إسرائيل» والثلاثة شاركوا في التظاهرات التي نظمها المجتمع المدني على خلفية أزمة النفايات منذ عامين، وكان أجود حسن على تواصل مع الناطق باسم جيش الاحتلال «الإسرائيلي»، أفيخاي أدرعي وعلى علاقة مباشرة مع العميل «الإسرائيلي» الملقب بـ «الكويبوي».
إبن سلمان يحذّر الحريري!
بالعودة الى المشهد السياسي، يبدو أن مساعي إنعاش التسوية الرئاسية عبر مدّها بجرعات «الأوكسجين السياسي» قد نجحت بعد مكوثها لأكثر من أسبوعين في غرفة «العناية الفائقة»، كما تمكّنت الجهود المكوكية لرئيسي الجمهورية والمجلس النيابي بتعاون ومرونة لافتة من حزب الله، من إعادة بث الروح في جسد العهد بعد محاولات الرياض بتر أحد أركانه الأساسيين ومن ضخ الدم السياسي في أوردة الدولة المالية والاقتصادية.
لكن إدخال «الاتفاق الرئاسي» في العناية المركزة لن يمنحه فرصة الشفاء العاجل، بعد أن أمضى عامه الأول على قيد الحياة بلا أمراض سياسية قاتلة، كما لن يتيح للحريري العودة الآمنة الى السراي الحكومي في ظل استمرار النيات السعودية المبيتة للبنان وللرئيس سعد الحريري نفسه، والعبث مجدداً بالساحة الداخلية من بوابة التحريض المذهبي بعد إجهاض مخططها التفجيري الفاضح في لبنان عبر إجبار الحريري على تقديم استقالته واحتجازه في الرياض.
وما التصريحات الاستفزازية لولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان لـ صحيفة «نيويورك تايمز» إلا محاولة لضمّ لبنان الى محور الرياض الذي يخوض حروبه العبثية على دول عربية عدّة، تصريحات لم تخلُ من رسائل تحذير مشفرة للضغط على الحريري لإجباره على تنفيذ الشروط السعودية مقابل تثبيت تراجعه عن الاستقالة وبقائه في منصبه، وقد اعتبر إبن سلمان أن «الرئيس سعد الحريري لن يستمرّ في توفير غطاء سياسي للحكومة اللبنانية التي تخضع في شكل رئيس لسيطرة ميليشيا حزب الله الشيعية اللبنانية والتي بدورها تخضع في شكل رئيس لسيطرة طهران».
أما في بيروت، فقد خضع مبدأ النأي بالنفس لعملية جراحية ووضع على المشرحة السياسية لتحديدٍ أدق وأشمل لحجمه الداخلي ومداه الخارجي، لكن عن أي نأي بالنفس يتحدّثون والسعودية أول من خرقه من خلال تصريحات إبن سلمان؟ وما الذي حققته السعودية من انتصارات على مستوى الإقليم لتفرض تغييراً في المعادلة اللبنانية وتنسف اليوم أسس التسوية الرئاسية التي وافقت عليها العام الماضي؟ في المقابل حقق محور المقاومة سلسلة من الانتصارات في لبنان والمنطقة كان أبرزها: القضاء على تنظيمات الإرهاب في الجرود اللبنانية السورية، إدخال معادلة الصواريخ الباليستية في اليمن، تحرير مدن سورية وعراقية عدّة من الارهاب كان آخرها مدينة البوكمال، إجهاض مؤامرة انفصال إقليم كردستان، تثبيت إيران للاتفاق النووي الإيراني وعجز إدارة الرئيس دونالد ترامب عن نقضه…
مرونة حزب الله تجاه الحريري
مصادر سياسية أشارت لـ «البناء» الى المرونة الذي يبديها حزب الله وفريق المقاومة تجاه مطالب رئيس الحكومة التي أودعها الرئيسين ميشال عون ونبيه بري في لقاءات عيد الاستقلال وذلك للعودة عن الاستقالة»، ولفتت الى أن مخارج وصيغ عدة تجري جوجلتها بين فريق المقاومة نفسه وبين الرؤساء عون وبري والحريري»، متحدّثة عن «تقدم على هذا الصعيد ويتم درس صيغ وعبارات توضيحية لمبدأ النأي بالنفس والعلاقة مع الدول العربية والسياسة الخارجية للحكومة اللبنانية»، لكن المصادر رفضت أن يكون المخرج لصالح محور على حساب محور آخر أو يتظهّر وكأنه انتصار لدولة معينة، ودعت الى صيغة متوازنة ترضي الأطراف كافة ولا تلتزم أي قرار مع أي دولة ضد أخرى». كما رفضت المصادر «مقاربة اتفاق الطائف من منطلق وضع سلاح حزب الله على بساط البحث».
غير أن مواقف الرئيس الحريري لم توح بأي نية للتصعيد السياسي، بل كانت أقرب الى التهدئة والحوار والتمسك بالتسوية الرئاسية ووضع المخارج في عهدة الرئيس عون الذي بات الحليف الاستراتيجي كما وصفه الحريري، الذي أشار إلى أن «لبنان يواجه تحديات كبيرة جداً، لأننا نعيش في منطقة مشتعلة وهناك تدخلات كثيرة، ولذلك لا بد للبلد أن ينأى بنفسه، من هنا ستحصل مشاورات وسنرى نتائجها ونأمل أن يكون لكل الأفرقاء السياسيين موقف واضح فعلاً وليس قولاً».
ووجّه الحريري خلال لقاءاته عائلات وشخصيات بيروتية ومن مختلف المناطق، جاءت لتهنئته بسلامة العودة إلى بيروت، انتقاداً لاذعاً الى بعض من اعتبرهم أصدقاء وحلفاء من «البيت المستقبلي»، مشيراً الى أن «هناك مَن يهوى العنتريات وإطلاق الخطب النارية ويعمل في الوقت نفسه لغايات شعبوية ومصالح خاصة وبعيدة كل البعد عن مصلحة الناس والوطن. أما أنا فمواقفي واضحة: هناك خلاف سياسي وضعناه جانباً في مرحلة من المراحل، والآن نطالب بالنأي بالنفس قولاً وفعلاً، ونريد أفضل العلاقات مع أشقائنا العرب».
خلية عمل في بعبدا
وتحوّلت بعبدا خلية عمل للتواصل مع مختلف الأطراف للبحث عن تخريجة ملائمة توافقية للأزمة القائمة، وتكثفت المشاورات والاتصالات في اليومين الماضيين، بحسب ما علمت «البناء» في هذا السياق، «قد تفضي في حال نجاحها الى الدعوة الى جلسة أولى للحكومة في الاسبوعين المقبلين كحدٍ أقصى، لا سيما في الأمور المستعجلة لتسيير شؤون الدولة». وأبدت المصادر تفاؤلها الكبير إزاء «قرب التوصل الى حل وعودة الأمور الى طبيعتها». وجددت مصادر بعبدا نفيها لأي نية لدى الرئيس عون بطرح مسألة سلاح المقاومة تحت وطأة الضغوط السعودية والأزمة المستجدة»، وتوقعت «عودة الحريري عن استقالته في الأسابيع المقبلة».
وأكد الرئيس عون «أننا تمكنّا من تجاوز الأزمة واستطعنا إعادة الامور الى طبيعتها في فترة قصيرة نتيجة الوحدة الوطنية». وفي وقت دعا «الى عدم الخوف، فما من أزمات إلا وستُحلّ وفق مصلحة لبنان، ولن يؤثر علينا أحد في كل ما يتعلق بسيادتنا واستقلالنا طالما نحن نغلّب مصلحة لبنان على ما عداها من مصالح»، شدّد أمام وفد من الليونز، على أن «عيد الاستقلال هذا العام كان عيداً حقيقياً»، موضحاً أن «لم يعُد هناك مَن هو قادر على التأثير علينا بما يهدد استقلالنا وسيادتنا». وقال: «اطمئنوا لقد بات لدينا وطن يتعامل مع غيره من الدول، من باب المساواة والندية وليس من باب الخضوع».
بيت الوسط يستعد للتغييرات الداخلية
على الرغم من أن غيمة الصيف التي مرت على لبنان، كما وصفها رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، أمس، بعد لقائه رئيس الحكومة في بيت الوسط، لكن السحابات السوداء التي تجمّعت فوق بيت الوسط في غياب الحريري عن لبنان لن تُزل بسلام، بل يستعد الحريري بحسب أوساط مستقبلية لحملة تغيير في بعض القيادات المستقبلية والمستشارين المحيطين به، أو ما بات يُعرف بـ «السبهانيين» نتيجة مواقفهم وسلوكهم خلال الأزمة التي مرت مع الحريري.
وقد كان لافتاً تصريح وزير الثقافة غطاس خوري الذي يُعَدّ من الحلقة الضيقة للحريري، ولفت الى أن «الوفاء لسعد الحريري يتطلب منا الا نطعن في الظهر وكل مَن طعن بالظهر يعرف نفسه وأنا لا أسمّي أحداً». وتابع: «البعض تصرّف وكأن الحريري انتهى ومَن اعتقد ذلك لا يعرف لبنان». وأضاف: «للحريري الحق بالمراجعة، ولكنه ليس بجوّ حملة انتقامات فهو يتصرف دوماً بشكل إيجابي، ولكن في مرحلة معينة يحق له إجراء تغييرات وسيقوم بتغييرات في الحلقة الضيقة والواسعة».
وفي حين نقلت مصادر «البناء» عن إحباط كبير في أوساط حزب «القوات اللبنانية»، تحدّثت الأوساط المستقبلية عن فتور في العلاقة بين «القوات» و«المستقبل» أقرب للقطيعة، وستظهر خلال المراحل المقبلة وستلقي بثقلها على الاستحقاقات الانتخابية والسياسية في المستقبل.