يومٌ «قومي» لفلسطين يعمّ المناطق اللبنانية والسورية من القاع وحلبا إلى جلّ الديب وحلب الناشف: لا يجتمع الولاء للقدس وأميركا… السياسة في الحرب هي القتال… للوحدة والمقاومة

كتب المحرّر السياسي

ينظر مجلس الأمن الدولي اليوم في مشروع قرار تقدّمت به مصر بالتشاور مع السلطة الفلسطينية، يستهدف إبطال أيّ مفاعيل قانونية لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة موحّدة لـ«إسرائيل»، انطلاقاً من كونه سابقة تفتح الطريق لسواها، في انتهاك محرّمات وضعتها قرارات عديدة لمجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، تمنع المساس بوضع المدينة المقدّسة وفرض أيّ أمر واقع بقوة الاحتلال، خصوصاً التصرّف بالسيادة عليها، وجعلها عاصمة لـ«إسرائيل»، ومنعت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من نقل سفاراتها إلى القدس، وينصّ مشروع القرار على تأكيد أن «لا شرعية لكلّ قرار يمسّ المدينة المقدسة واعتباره باطلاً قانونياً وكأنه لم يكن»، بينما أكدت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة أنّ واشنطن ستستخدم حق النقض «الفيتو» لإسقاط القرار.

المصادر الفلسطينية المواكبة لخيار الانتفاضة وقوى المقاومة، أكدت أنّ هذا المسعى الدبلوماسي المفيد إعلامياً، يثبت بالمقابل أنه ليس طريق المواجهة الذي سيؤدّي إلى إبطال مفاعيل القرار الأميركي، فالطريق واضح مهما حاول الكثيرون تجنّبه وتفاديه، وقيادة السلطة الفلسطينية التي تقف وراء المسعى الدبلوماسي الدولي، مطالبة رغم أهمية ما تقوم به لفضح إدارة ترامب، ورغم أهمية توسيع دائرة مناصري الحقوق الفلسطينية، بجعل الزخم الرئيسي لحركتها في استنهاض الشعب الفلسطيني لخيار الانتفاضة والمقاومة، بدءاً من إعلان سقوط اتفاقيات أوسلو، وسحب الاعتراف بـ «إسرائيل»، وصولاً لرسم سقف قطع العلاقات بـ «إسرائيل» أمام كلّ الحكومات العربية والإسلامية، كشرط لصدقية الادّعاء بالوقوف مع فلسطين وشعبها وقضيتها. وقالت المصادر إنّ الانتفاضة تواصل فرض حقائقها، بوحدة وطنية فلسطينية، ستترجمها تظاهرات الغضب بوجه زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس للمنطقة، وسط مقاطعة سجّل الرئيس الفلسطيني وحامل مفاتيح كنيسة القيامة وبابا الأقباط وشيخ الأزهر، مواقعهم فيها ولا تزال تنتظر فحص جدّية وصدقية الآخرين من الذين أعلنوا معارضة قرار ترامب.

السوريون القوميون الاجتماعيون، حدّدوا لحركتهم برنامجاً يمتدّ على أيام الأسبوع ابتداء من أول أمس ويستمرّ في مدن ومناطق لبنانية وسورية، وكان أمس الذروة فيه، بعدما شملت التحركات حلبا وطرابلس والشويفات والسويداء وسلمية وحاصبيا والقاع ووصلت التظاهرات إلى دمشق وحلب واللاذقية وتصل اليوم إلى حمص، وتوّجَها أمس مهرجان مركزي في جلّ الديب تحدّث خلاله رئيس الحزب حنا الناشف محدّداً رؤية الحزب للقضية والمهمات.

أكد الناشف معادلة أنّ الجمع بين الولاء للقدس والصداقة مع أميركا استحالة، وأنّ طريق المقاومة والوحدة هو وحده الذي يُعيد الحقوق التي سُلبت بالقوة، واستغلّ الأعداء لتضييعها حال التفكك والانقسام، واعتمدوا في بلوغ أهدافهم على خطط التقسيم.

وتساءل الناشف، إذا كان يزعم بعض العرب، أنهم مع فلسطين المغتصبة، ومع القدس الجريحة، فلماذا هم مع أميركا التي تعاديها وتناصر عدوّها الغاصب؟ ألم يسمعوا بمقولة هم وضعوها: «صديق عدوّك هو عدوُّك». وتابع مجيباً، إذا كانت أميركا صديقة عدوّكم فهي عدوّكم، فلماذا تهرولون وراءها لتقوم بالوساطة كوسيط «عادل» بينكم وبين «إسرائيل»؟ وهل بإمكانها أن تكون وسيطاً عادلاً إذا كانت جهاراً نهاراً هي مَن تدعم عدوّكم، وتؤازره ليستكمل اغتصابكم؟

أضاف الناشف، لقد امتشقت أميركا عداوتكم منذ خمسينيات القرن الماضي، ولم تكن مرة وسيطاً عادلاً. وهي ليست وسيطاً عادلاً، إلا في أوهامكم، وها هو ترامب يستهين بعنترياتكم، ليقول لكم جهاراً: «إنّ القدس ليست مدينتكم، إنّ القدس ليست لكم، إنّ القدس هي لمغتصبي أرضكم، هي لمن دجّجتْه بلاده بالسلاح والطائرات والقنابل الفوسفورية والانشطارية والعنقودية والنووية».

وتوجّه الناشف للقادة العرب قائلاً، عبثاً تلهثون وراءه ليعود عن قراره، فهو من ذلك العالم الذي لا يفهم إلا لغة القوة، وليس قوة الحق والعدالة. هو من ذلك العالم الذي لا يخضع إلا للأقوياء، ولا يلتفت إلى الضعفاء.

وتوجَّه للفلسطينيّين بالقول: يا شعبنا في فلسطين، انتفض، قل للغاصب سنجعل أرضنا كرة نار تحت أقدامك.

قل لـ «إسرائيل» كلّ أساطيلك وطائراتك وسلاح دمارك لن يقوى على إرادتنا، لأننا شعب يحبّ الموت متى كان الموت طريقاً للحياة. قل لها إنّ إرادتنا هي الحق والحقيقة والعدل والعدالة، وهي القضاء والقدر، وإنّ انتصار المصالح في صراع الحياة، كما يقول سعاده يُقرَّر بالقوة بعد أن يُقرَّر بالحق.

قل لها: القدسُ لنا، وهي عاصمتنا الى الأبد. وفلسطين لنا، لنا منذ الأزل وستبقى لنا الى الأبد. ارفضوا أية مفاوضات بعد اليوم، فهي لم تعُد عليكم إلا بخسارة أجزاء عزيزة من أرضكم.

وتابع متوجّهاً للفلسطينيين، صمّموا على القتال. ونحن معكم، وأحرار العالم ومقاوموه كلهم معكم، ومع مقاومتكم. وكما كان أحرار العالم مع شعبنا في الشام ناراً على جيوش الدمار والحقد والظلام، وتحقّق النصر، سيكونون معكم، وسيتحقق النصر. نحن مع مقاومتكم، ومقاومتنا هي مقاومتكم، فلا خيار غير القوة لانتزاع حقنا القومي في كلّ أرضنا في فلسطين. وتأكدوا أنه لا يصنع النصر إلا البندقية، لا يصنع النصرَ إلا وحدتُكم ووحدتُنا كشعب واحد وكأمة واحدة، فالدولة اليهودية على أرضكم لم تنشأ بفضل المهارة اليهودية، بل بفضل التفسُّخ الروحي الذي اجتاح الأمة السورية ومزّق قواها وبعثر حماسَها وضربَها بعضها ببعض، وأوجدَها في حالة عجز تجاه الأخطار والمطامع الأجنبية، كما علّمنا سعاده.

وختم الناشف بالدعوة للوحدة، قائلاً للفلسطينيين، انبذوا خلافاتكم وانشدوا وحدتكم خلف مقاومتكم. وانبذوا الذين يُلبسون التخاذل والاستسلام دثار الواقعية والتسووية. واعلموا أنّ السياسة في زمن الحرب هي سياسة القتال، ولن تصنع سلامكم سوى سواعدكم وبطولاتكم وتضحياتكم. وثقوا أنه لن تُستردّ أرضكم وقدسكم إلا بالقوة. ولا ريب إذا فعلتم فإنه سيأتي يوم النصر وستعود القدس، وسيرفرف فوقها شامخاً علم فلسطين. وثقوا أنّ بطون أمّهاتنا لن تبخل علينا بولادة أنطون سعاده آخر، وصلاح الدين آخر.

قانون الانتخاب يُوازي إنجازات التحرير

بات مؤكداً أن ما قاله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير علناً يوم الجمعة الماضي، هو الكلام نفسه الذي كانت تقوله المملكة العربية السعودية همساً منذ ما بعد إقرار قانون الانتخاب. وبيّن الجبير أن الحسابات السعودية التي دفعت بالرئيس سعد الحريري الى تقديم استقالته في 4 تشرين الثاني، لها علاقة بالتفاصيل الداخلية اللبنانية المتصلة، بحسب السعوديين، بقانون الانتخاب غير المتوازن.

لقد ردّ حزب الله أمس، مواربة على كلام الجبير الذي أشار فيه إلى أن «رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحزب الله لم يسمحا للرئيس سعد الحريري بالحكم ولم يعطياه الهامش السياسي، واستخدماه كواجهة لتغيير القانون الانتخابي»، مؤكداً بحسب ما جاء في كلمة النائب حسن فضل الله من بنت جبيل أن قانون الانتخاب الجديد يوازي إنجازات التحرير، معتبراً أنه «لولا وجود الرئيس عون في سدّة الرئاسة لما حصل ما حصل من إنجازات»، معتبراً أن «واحدة من الإنجازات الكبرى التي نفاخر بها، أننا أسهمنا بشكل كبير بتقديم قانون انتخابي جديد للبنانيين قائم على النسبية التي تُعطي لكل مواطن القدرة على التأثير في الانتخابات، لا سيما وأنه قد وضعت الأسس القانونية للانتخابات».

المستقبل: نحن شاركنا في إنتاج القانون

وأكدت مصادر تيار المستقبل لـ «البناء» أن تيار المستقبل شارك في إنتاج القانون الانتخابي ولولا موافقته على هذا القانون لما أبصر النور، مشيرة الى أن هذا القانون كان ثمرة تسوية بين القوى السياسية الأساسية حزب الله، المستقبل، الوطني الحر، أمل والاشتراكي التي وضعت نصب أعينها «إلهاً من حجر» أسمته النسبية، وبدلاً من أن تذهب إلى تطبيق النسبية بشكل واضح وكامل ذهبت إلى تطعيم هذا القانون بما يُسمّى الصوت التفضيلي».

أصعب امتحان منذ 14 شباط

وأكد رئيس الحكومة سعد الحريري في كلمة ألقاها ممثله الأمين العام لـ «تيار المستقبل» أحمد الحريري في الضنية، خلال ندوة إنمائية بعنوان «الضنية 2025»، أننا قد تحمّلنا المسؤولية في أصعب الظروف، والحرب لإلغائنا وشطبنا من الحياة الوطنية لم تقف لليوم وما زالت مستمرة، مع اختلاف أدواتها في كل مرحلة، وتقاطع المصالح، بين من هم خصومنا في الأصل، ومَن كانوا في قلب بيتنا وطعنونا في الظهر، وهدفهم وما عشناه في الأسابيع الماضية، كان أصعب امتحان بعد 14 شباط 2005. وتابع نحن نعمل لتأمين التوافق السياسي وغيرنا يعمل لتسعير نار الاشتباك. نمارس العمل السياسي من أجل مصلحة الناس وغيرنا يتلاعب بمشاعر الناس ومصلحة البلد على وسائل التواصل. لكن في النهاية، لن يصحّ إلا الصحيح، ومن ينتظرنا على الكوع، «الكواع» كثيرة وخطيرة، وسينتظر كثيراً».

وفي إطار الجولات المناطقية العونية المتواصلة، تنقل وزير الخارجية جبران باسيل في عطلة الأسبوع بين صيدا وطرابلس. وبينما ترددت في الآونة الأخيرة تسريبات عن تحالف سيجمع التيار الوطني الحر وتيار المستقبل في صيدا، في ضوء تأكيد تيار المستقبل أن الرئيس سعد الحريري لن يخوض الانتخابات النيابية بلوائح ضد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في المناطق المشتركة، كان لافتاً حرص الوزير باسيل خلال زيارته «أم نادر»، «أم الكل» النائب بهية الحريري، كما وصفها على الاستفسار من الحريري عن العديد من القضايا المتصلة بهذه المنطقة. وكان تأكيد مشترك على أهمية ما تشكله صيدا ومنطقتها من نموذج ورسالة في التنوّع والعيش الواحد بين اللبنانيين، وضرورة الحفاظ على هذا النموذج.

ومن الميناء أكد باسيل «أننا نريد ان نعمل معاً في السياسة، لا لنكسب الأصوات فقط في الانتخابات، ولكننا نعمل لتعود هذه المدينة كعاصمة ثانية للبنان. وهذه متطلباتها كثيرة، وكلنا سوياً سنجري الانتخابات، ومن ثم نذهب إلى ورشة عمل كبيرة في طرابلس لتكون محطة لإعمار لبنان وإعمار سورية، معتبراً خلال افتتاحه مكتباً لـ «التيار الوطني الحر» في طرابلس أنّ «التيار عاد ليأخذ مكانه الطبيعي في طرابلس بعد أن مرّت ظروف غير طبيعية».

جلسة مقالع ونفايات وكسارات

من ناحية أخرى، يودّع مجلس الوزراء جلسات العام 2017 بجلسة سيترأسها الرئيس سعد الحريري في السراي الحكومية هذا الأسبوع، ستستكمل البحث في جدول أعمال جلسة الخميس الماضي. ومن المرجّح أن تبتّ الجلسة أيضاً بطلب المديرية العامة لأمن الدولة تطويع 400 عنصر إضافي برتبة مأمور متمرّن.

وعلمت «البناء» من مصادر وزارية معنية أن ملفي النفايات، والمقالع والكسارات سيكونان محور الجلسة التي ستعقد إما الثلاثاء وإما الاربعاء وسيقدّم خلالها وزير البيئة طارق الخطيب خطة عمل لمعالجة المخالفات في قطاعَي المقالع والكسارات على مختلف الأراضي اللبنانية مع فرض رسم ضريبة على كل متر مكعب من الإنتاج، قد يساعد الدولة على تنظيم قطاع الكسارات وتشجير للمناطق. وتشير مصادر وزارية لـ «البناء» إلى أن الحلّ النهائي والجذري لأزمة النفايات لم يبصر النور حتى الساعة بسبب سوء إدارة النفايات الصلبة لغياب الفرز من المصدر والتخلّص من النفايات الصلبة وحرقها ضمن المكبات العشوائية، هذا فضلاً عن أن بدائل مطمري الكوستابرافا وبرج حمود لم تطرح بعد لحسابات القوى السياسية. وبالتالي فإن لبنان سيكون مقبلاً على مشكلة كبيرة إذا تأخّر الحل، مشيرة إلى أن حل أزمة النفايات يجب أن يقع على عاتق جميع المحافظات، مؤكدة ضرورة أن تعالج كل منطقة نفاياتها بالتي هي أحسن.

عيتاني يمثل اليوم أمام أبو غيدا

من ناحية أخرى، يمثل المخرج والممثل المسرحي زياد عيتاني للمرة الأولى اليوم أمام قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، لاستجوابه في ادعاء النيابة العامة العسكرية ضده بـ «جرم التواصل مع العدو «الإسرائيلي» وتزويده بمعلومات عن سياسيين وإعلاميين وحيازة المخدرات».

اترك تعليقاً

Back to top button