طهران ترفض اتهامات واشنطن بتزويد «الحوثيين» بالأسلحة.. ودعوات لاستئناف عمل السفارة الروسية في صنعاء
استنكرت الخارجية الإيرانية الاتهامات الأميركية والسعودية لطهران بشأن تزويد «حركة أنصار الله» بالأسلحة في اليمن.
وفي معرض تعليقه على هذه الاتهامات، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي «أنه لو دعمت طهران الحوثيين بالسلاح، لأعلنت عن ذلك بشجاعة»، نافياً وجود أيّ صفقة تسليح بين إيران و»أنصار الله».
وقال قاسمي «ليس لدينا صفقة أسلحة مع اليمن ونرفض الاتهام بتزويد الجماعات المختلفة بالشرق الأوسط بالأسلحة وننكرها بشدة».
وكانت الولايات المتحدة الأميركية أدانت «الهجوم الصاروخي» الذي شنّته القوة الصاروخية للجيش اليمني على الرياض أول أمس، والذي قال الجيش اليمني «إنه استهدف قصر اليمامة بالعاصمة السعودية».
الخارجية الأميركية وفي بيان لها أمس، اتهمت طهران بـ «تقديم أسلحة متطوّرة تهدّد الأمن الإقليمي وتطيل الصراع اليمني».
وأبدت الخارجية «انزعاجاً عميقاً» مما قالت إنها «أعمال عدوانية» يمارسها «الحوثيون» بدعم من الحرس الثوري الإيراني، ودعت الأخير إلى «وقف هذا الدعم الذي يستهدف جيران اليمن، بما في ذلك السعودية»، وفق البيان.
كما أشار بيان الخارجية إلى أنّ «الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل في اليمن، وإنهاء معاناة الشعب اليمني»، ودعا جميع الأطراف إلى «وقف الأعمال العدائية فوراً، وتفادي اتخاذ تدابير انتقامية متبادلة والعودة إلى المفاوضات السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة».
وختم بيان الخارجية الأميركية «واشنطن لا تزال تشعر بقلق عميق إزاء الأوضاع الإنسانية الصعبة في اليمن، وتواصل حثّ جميع الأطراف على تسهيل دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية بما في ذلك الوقود، إلى جميع أنحاء اليمن، ومن جميع موانئه بما في ذلك ميناء الحديدة ومطار صنعاء».
وفي سياق آخر، أفادت معلومات عن «اتصالات جرت بين موسكو وحركة أنصار الله لاستئناف عمل السفارة الروسية في صنعاء».
ودعت حركة «أنصار الله» موسكو إلى «استئناف عمل السفارة الروسية في صنعاء»، وبحسب مصادر خاصة في العاصمة الروسية فإنّ «الحركة أجرت اتصالات عبر قنوات دبلوماسية مع الجانب الروسي لإعادة طاقم السفارة الذي غادر العاصمة اليمنية في 12 من الشهر الحالي».
واستناداً إلى المصادر فإن «أنصار الله» أعربت للروس عن «استعدادها لتأمين عمل البعثة الدبلوماسية الروسية بشكل طبيعي وتوفير الحماية اللازمة لها».
وقالت المصادر إنّ «حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية برئاسة عبد العزيز صالح بن حبتور التي يشارك فيها الحوثيون بحثت خلال اجتماعها الأخير في 18 الحالي تدابير تطبيع الأمن والاستقرار في صنعاء لاستمرار عمل مؤسسات الدولة ومكاتب المنظمات الدولية، بالإضافة إلى البعثات الدبلوماسية، ولا سيما السفارة الروسية».
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية قد قالت في وقت سابق «إنّ موسكو علّقت وجودها الدبلوماسي في اليمن، وأن أفراد بعثتها غادروا البلاد إلى الرياض بشكل مؤقت بسبب الوضع في العاصمة صنعاء».
على صعيد آخر، حذّرت منظمة «أوكسفام» البريطانية في ذكرى مرور ألف يوم من الحرب المفروضة من التحالف السعودي على اليمن من «اقتراب المجاعة من السكان اليمنيين بشكل أسرع من أي وقت مضى بسبب حصار الموانئ الشمالية الرئيسة التي تُحرم المدنيين من الغذاء والوقود والأدوية».
وأضافت المنظمة في بيان لها أمس «أنّ المجاعة الجماعية تستخدم كسلاح من أسلحة الحرب في اليمن».
وتابعت «قطع الأغذية والوقود والأدوية الحيوية عن السكان ليس له أيّ مبرر ولا ينبغي التساهل بذلك أبداً، وهذا تكتيك يخلو من أي إحساس بالمروءة، وأي إحساس بالأخلاق وأي إحساس بالإنسانية».
من جهته، أعرب الرئيس التنفيذي لمنظمة أوكسفام البريطانية مارك غولدرينغ عن «القلق المتزايد من مواصلة هذه الحرب من الدول التي تدعم الدمار من خلال مبيعاتها للأسلحة وخاصة أميركا وبريطانيا».
كما أكد على أنّ «بريطانيا بوصفها البلد المسؤول عن العمل على اليمن في مجلس الأمن الدولي، يمكن أن تُحدث فرقاً».
وجاء في بيان المنظمة أيضاً «أن هناك نحو 8 ملايين ونصف المليون يمني في مرحلة حرجة من الانزلاق إلى المجاعة، كما أصيب ما يقرب من مليون شخص بالكوليرا في أسوأ تفشّ للوباء تم تسجيله على الإطلاق، ناهيك عن اضطرار 3 ملايين شخص إلى الفرار من منازلهم».
من جهته، أعلن التحالف السعودي أنه «قرّر إبقاء ميناء الحديدة، الميناء الرئيسي في اليمن مفتوحاً على الرغم من الهجوم الصاروخي الأخير على الرياض».
وكان التحالف فرض حصاراً كاملاً على الموانئ البحرية والبرية والجوية اليمنية، ومنع دخول المساعدات إليها بعد إطلاق صاروخي مماثل على مطار الملك خالد في الرياض.
وبعد رفع الحصار منع التحالف 7 سفن محمّلة بالوقود والمواد الغذائية من الوصول إلى ميناء الحديدة.
فيما جدّدت الأمم المتحدة مطالبتها بـ «رفع كامل للحصار المفروض على موانئ اليمن»، وحذّرت من «أكبر مجاعة سيشهدها العالم منذ عقود عدة، إذا لم يسمح التحالف بوصول المساعدات إلى اليمن، وهي مجاعة سيكون ضحاياها بالملايين»، وفق مساعد الأمين العام للأمم المتحدة مارك لوكوك مسؤول المساعدات الإنسانية.
على صعيد آخر، أفاد مصدر يمني بـ «استشهاد 15 مدنياً بينهم نساء وأطفال في غارة جوية للتحالف السعودي استهدفت منزلهم في منطقة عبيه في مديرية بيحان»، وبحسب المصدر فقد «استهدفت مقاتلات التحالف منزل المواطن اليمني علي بن علي السوادي، ما أدّى إلى استشهاده وجرح مَن في المنزل غرب محافظة شبْوة شرق اليمن».
كما استشهد 6 أطفال و3 نساء بقصف مدفعي لقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي استهدف منزل المواطن طه علوان عبده بقذيفتين مدفعيتين في قرية الشعوبه بمديرية الوازعية جنوبي غرب محافظة تعز، وقد بلغ عدد الشهداء في كل من محافظات تعز وشبوة والحديدة 32 شهيداً.
وأفاد مصدر طبي يمني بـ «استشهاد وجرح 16 مدنياً بغارات جوية للتحالف السعودي على مدينة صعدة شمال اليمن»، مشيراً إلى «استشهاد 3 أطفال إلى جانب 3 نساء و5 رجال آخرين، فيما جُرح 5 مدنيين إثر الغارات الجوية التي استهدفت منزل المواطن محمد عبد الباري الشيخ وسط المدينة ظهر أمس».
كما استشهد مدني بغارة جوية للتحالف السعودي استهدفت منزله في منطقة السواد جنوباً، كذلك طالت الغارات الجوية للتحالف السعودي مستودعات غذائية في منطقة الحصبة شمالي العاصمة صنعاء. فيما استهدفت غارتان جويتان للتحالف جبل المَرَحَة في مدينة عَمْران شمال اليمن.
في السياق نفسه، جدّدت مقاتلات التحالف السعودي شنّ غاراتها على مناطق متفرّقة في مديريتي كِتاف وباقِم الحدوديّتين غرب المحافظة شمال اليمن.
على الصعيد الميداني، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية «مقتل وجرح العديد من قوات هادي خلال مواجهات مع الجيش واللجان في منطقة يَعيْس في مديرية مُريْس شمال محافظة الضّالْع جنوب البلاد».
أما في محافظة الجوف، فقد نفّذ الجيش واللجان الشعبية عملية هجومية مباغتة على مواقع قوات هادي في تلّتَيْ نوبة صابر وبيت السيد في منطقة وادي شواق في مديرية الغَيل شمال غرب المحافظة الواقعة أقصى شرق البلاد.
وفي سياق المعارك الدائرة بين الجيش واللجان الشعبية وقوات هادي فقد قُتل 36 عنصراً من قوات الأخير فيما دمّرت 4 آليات عسكرية لهم بالإضافة إلى أسر آخرين بينهم قائد ميداني، كما قتل 10 عناصر منهم برصاص قناصة الجيش اليمني واللجان الشعبية بالتزامن مع مقتل 16 آخرين خلال تدمير 3 آليات عسكرية لهم بتفجير شبكة ألغام.
وتمكن الجيش واللجان من إحباط محاولة زحف لقوات هادي والتحالف السعودي باتجاه قرية الحوايط شمالي منطقة يَخْتُل، ما أسفر عن مقتل 12 عنصراً من قوات هادي وأسر عدد آخرين بينهم القائد الميداني محمد جزيلان شرق المخا غرب محافظة تعز.
وفي جبهة نِهْم، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية «مقتل وجرح العشرات من قوات هادي إثر استهداف الجيش واللجان اجتماعاً لهم بصاروخ زلزال2 بمنطقة فرضة نهم شمالي شرق صنعاء».
وعلى صعيد المواجهات عند الحدود اليمنية السعودية، قتل وجرح العديد من الجنود السعوديين جراء تدمير آليتين عسكريتين لهم بشبكة ألغام في الخط الرابط بين منطقتي الطلعة وصلة بنجران السعودية.
وقصف الجيش اليمني واللجان الشعبية بصاروخ محلي الصنع من نوع «صمود» معسكر مسحية كتيل، وقد جاء ذلك بالترافق مع قصف مدفعي استهدف تجمّعات الجنود السعوديين في موقعي البيت الأبيض والعبادية بجيزان السعودية.
هذا وتمكّن الجيش اليمني واللجان الشعبية من إحباط عملية زحف جديدة للقوات السعودية فجر اليوم الأربعاء في جيزان، حيث أفاد مصدر عسكري يمني بمقتل وجرح عدد من الجنود السعوديين خلال تصدّي الجيش واللجان لمحاولة تقدّمهم باتجاه منفذ الطِوال الحدودي. في المقابل شنت طائرات التحالف السعودي 93 غارة جوية على مواقع الجيش اليمني واللجان الشعبية في منطقتي الحَثيْرة والرَمْضة بجيزان.