مزيد من الاعتصامات التضامنيّة مع فلسطين والانتفاضة تظاهرة لحزب الله عند جدار فاطمة والعدو يردّ بقنبلتَين
في إطار فعّاليات التضامن مع فلسطين المحتلة، و تحت عنوان «القدس عاصمة أبدية لفلسطين»، أقام حزب الله تظاهرة بمحاذاة جدار فاطمة الإسمنتي على تخوم فلسطين، نصرةً للقدس، شارك فيها رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين وعدد من رؤساء بلديات ومخاتير الاتحاد، وحشد من أهالي الجنوب أتوا حاملين الأعلام اللبنانية والفلسطينية ورايات حزب الله وعلم كبير لفلسطين، يتقدّمهم مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله الشيخ حسن عزّ الدين وفاعليات وممثّلو القوى والأحزاب السياسية في المنطقة وعوائل الشهداء، وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة للجيش وقوى الأمن في مكان الاحتفال، حفاظاً على السلامة العامّة ومراقبة من قوات «يونيفيل» وفريق مراقبي الهدنة الدوليين، ومراقبة من جنود العدو بواسطة الكاميرات المنتشرة على طول الجدار، الذي سبق أن أطلق العدو إرهاباً، قنبلتين صوتيّتين باتجاه عددٍ من الشبان اقتربوا من السياج التقني، قبل بدء التظاهرة.
وانطلقت التظاهرة سيراً على الأقدام، من نهاية الجدار جنوباً الذي شيّده العدو باتجاه ساحة بوّابة فاطمة، بعدما جرى إطلاق بالونات بيضاء باتجاه الأراضي المحتلّة، على وقع الهتافات المؤيّدة للقدس والقضية الفلسطينية وللمقاومة، ومندّدة بالقرار الأميركي الجائر وصيحات «الموت لأميركا وإسرائيل».
وألقى الشيخ عزّ الدين كلمة، توجّه فيها بالتحية إلى المرابطين في القدس، وإلى الذين يواجهون العدو الصهيوني في الضفة الغربية وبيت لحم وغزة، وتحية إلى شهداء الانتفاضة، مؤكّداً أنّ القدس هي عاصمة أبدية لفلسطين.
وقال: «نلتقي هنا لا لنتضامن مع القدس، بل لنعلن نصرتنا للقدس. وإنّنا شركاء في المواجهة، وإنّ القدس هي العنوان الذي يجمع ولا يقسّم ولا يفرّق. القدس الهويّة والانتماء، العروبة والقومية، الإسلام والمسيحية، الإنسانية جمعاء، القدس هي جوهر الصراع».
ودعا إلى دعم القدس والفلسطينيين بكلّ الوسائل المتاحة، «بالموقف السياسي والإعلامي والاعتصام والحجر والسكين، في أيّ مكان من العالم يجب أن يكون باتجاه القدس»، مجدّداً العهد بأنّ القدس هي الرمز الذي يوحِّد الأمّة.
وفي الختام، جرى حرق العلمَين الأميركي و»الإسرائيلي» على وقع الهتافات المندِّدة بالقرار الأميركي والموت لها ولـ»إسرائيل».
معتقل الخيام
ودعماً لقضية الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني وتضامناً مع أيقونة فلسطين عهد التميمي وأطفال الانتفاضة، أقامت هيئة الأسرى والمحتجزين في سجون الاحتلال الصهيوني بالتعاون والتنسيق مع «كشّافة الإمام المهدي» لقاءً تضامنياً في معتقل الخيام، حضره حشد من الأسيرات والأسرى وأطفال من كشّافة الإمام المهدي.
تحدّث في اللقاء معاون مسؤول العلاقات الفلسطينيّة في حزب الله الشيخ عطاالله حمّود، الذي اعتبر أنّ صفعة عهد التميمي للجنود الصهاينة هي صفعة في وجه الملوك والأمراء العرب الذين ضيّعوا البوصلة وباعوا القضية وتآمروا على الفلسطينيّين. وشدّد على وقوف حزب الله إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية والانتفاضة الباسلة في مواجهة العدو الصهيوني، مؤكّداً أنّ القدس ستبقى عاصمة فلسطين كلّ فلسطين، من البحر إلى النهر ومن الشمال إلى الجنوب.
وتخلّل اللقاء كلمات لحركة أمل ألقاها عباس قبلان، وحركة الجهاد الإسلامي ألقاها أبو وسام محفوظ، وكشّافة الإمام المهدي ألقتها زهراء حمّود.
جب جنين
وبدعوة من اتحادي بلديات البحيرة والسهل ورابطة المخاتير في راشيا والبقاع الغربي، أُقيم لقاء تضامنيّ أمام سراي جب جنين دعماً للقدس ورفضاً لقرار ترامب، شارك فيه قائمقام البقاع الغربي ورئيسا اتحادي البلديات ورؤساء البلديات والمخاتير ومسؤولو الأحزاب والفاعليات الشعبية والثقافية والتربوية والاجتماعية.
وتخلّلت اللقاء كلمة لمختار القرعون فادي أبو فارس، بِاسم رابطتَي المختارين في البقاع الغربي وراشيا، وجاء فيها: «قبل قرن من الزمن كان وعد بلفور المشؤوم وبدء الهجرة اليهودية إلى فلسطين مروراً بقرار الأمم المتحدة عام 1974، الذي نصّ على تقسيم فلسطين دولتين عربية ويهودية، ووضع القدس وضواحيها تحت نظام دولي خاص لمدة عشر سنوات تابع لهيئة الأمم المتحدة».
وتابع: «قرار تقسيم فلسطين هو في الأساس قرار لا حقوقي، لأنّ ليس لأحد في العالم ولا لهيئة الأمم المتحدة التصرّف بأرض بلادنا أو أيّ قرار يخالف مصلحتنا ويعطّل حقوقنا، لذلك فهو باطل ولا يمكن القبول به».
وأضاف سائلاً: «أيّ شعب يمكنه أن يسمح باقتطاع أجزاء من أرض أبائه وأجداده وتقديمها لمجموعات تقاطرت من جميع بلدان العالم تدّعي لها حقوقاً وتسعى لإقامة اغتصاب بربري في أرضه، وأيّ شعب يمكنه أن يقبل بتشريد مئات الآلاف من أبنائه ليعانوا العوَز والذلّ والحرمان من أبسط حقوق الإنسان».
وتابع: «لم يعرف العالم مأساة تفوق في فظاعتها مأساة فلسطين، حيث ترافق اغتصابهم للأرض مع الغدر والمذابح والإبادة. ورغم هذا، لم تتوقّف مخطّطات الصهاينة الإجرامية حتى عند الحدود التي أعطتهم إيّاها قرارات غير أخلاقية وغير حقوقية، فيما هو الواقع حيث تتهدّدنا مخاطر عظيمة فادحة، والخطة الصهيونية ماضية في تنفيذ المراحل للإطباق علينا، تساندها قوى خارجية عظيمة وداخلية رخيصة، لا تتوقّف عن التآمر علينا، حيث وصل الاستهتار إلى أن يعلن ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال دونما الأخذ برمزيّة هذه المدينة الدينية حتى من خارج الشرعية الدولية، علماً أنّه لم يكن يوماً لما يسمّى بالشرعية الدولية قرار إلّا لمصلحة الكيان المغتصب، ولقد ثبت بالتجربة والبرهان أنّه لا يمكن تثبيت حقّنا في الحياة إلّا بالاعتماد على أنفسنا، فهل الشرعية الدولية حقّقت لنا تحرير الجنوب أو أعادت اليسير من حقوق الفلسطينيين! بل إنها رعت الظلم وشرّعت الاحتلال» .
وقال: «لهذا، الصراع قائم، ومقاومة الظلم باللحم الحيّ والحجارة والسكاكين مستمرّة، وشعبنا لن يستكين ولن ينتظر المتخاذلين، ليس ليتراجع ترامب عن قراره، بل لاستعادة فلسطين كلّ فلسطين، فاستعادة الحق لا تكون إلّا بقدر ما تدعمه من قوة، لأنّ الحق ليس موجوداً إلّا في العالم حيث توجد نفوس تصون هذا الحق، ولن يضيع حق وراءه مطالب».
وأضاف: «إنّنا اليوم بهذه الوقفة التضامنيّة مع القدس وفلسطين نشدّ على أيدي المقاومين والمنتفضين على الظلم، ونخصّ بالذكر فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون على مواقفه القومية المتقدّمة والجريئة، كما نعبّر عن سخطنا وإدانتنا للقرار الجائر بحقّ القدس، وللّذين أعلنوه وتخلّوا عن مسؤولياتهم وارتضوا بشريعة الغاب فأضحوا شركاء في الجريمة.»
وختم أبو فارس شاكراً بِاسمه وبِاسم رابطتَي المختارين في البقاع الغربي وراشيا، كلّ من حضر وشارك في هذا اللقاء التضامني مع القدس وفلسطين.
سبلين
ونفّذ حزب الله وحركة «حماس»، وقفة تضامنيّة مع القدس في سبلين ووادي الزينة، وتمّ وضع ثلاث خيم في أماكن متفرّقة، ووُزّعت الأعلام الفلسطينية والملصقات التضامنية مع القدس. كما أُلقيت كلمات لممثّلي الأحزاب والفصائل في المنطقة.
مواقف
وفي المواقف، اعتبرت الهيئة الإداريّة في «تجمّع العلماء المسلمين» في اجتماعها الأسبوعي، وأصدرت بعده بياناً، أنّ «المواجهة الحاصلة اليوم بين محور المقاومة من جهة، ومحور الشر الأميركي، تتركّز على الساحة الفلسطينية، ويحاول أعداء أمّتنا إعادة تحريك الملفات الداخلية في دول محور المقاومة بإثارة فتن تهدف لا إلى حلّ المشاكل الداخلية وما يطالب به الشعب، بل لإشغال هذه الدول وحرفها عن معركتها الأساس مع العدو الصهيوني».
وأشار التجمّع إلى أنّه «ينظر إلى التحرّكات المحدودة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية انطلاقاً من هذه الصورة، ويؤكّد أنّ أعداء الشعب الإيراني يريدون استغلال مطالب قد تكون مُحقّة للشعب لتحويلها إلى عمليات فوضى وغوغاء تمسّ أمن الوطن، ظنّاً منهم أنّ ذلك سيُثني الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن توجّهها في قيادة محور المقاومة».
ووجّه التحية إلى شعبنا الفلسطيني، الذي انتفض أمس في جمعة غضب جديدة «أقوى ممّا سبقها، ما يجعلنا نطمئنّ أنّ جذوة الانتفاضة لن تنطفئ، وأنّ العدو الصهيوني لن يستقرّ له حال حتى يتراجع ترامب عن الخطوة الإجرامية التي اتّخذها. كما حيّا «إطلاق الصواريخ على المستوطنات كردّ طبيعي للدفاع عن النفس، وسط تمادي الكيان الصهيوني بإجرامه وإيقاع الشهداء والجرحى وأسر الأطفال وتهديم البيوت»، مطالباً «الفصائل الفلسطينية بالتوجّه نحو تصعيد المقاومة على كامل التراب الفلسطيني».
بدوره، أكّد العلّامة الشيخ عفيف النابلسي، أنّ «لا مكان بعد اليوم للتعويل على وعود عربية»، وقال: «وعد العرب الفلسطينيّين بعد احتلال الصهاينة لبلدهم عام 1948 باسترداد فلسطين سريعاً، وعبرت الأيام من دون أن يحصل شيء من هذا على الإطلاق».
وأكّد أنّ «الأمل الوحيد المتبقّي هو في المقاومة، مقاومة هؤلاء الشباب الأبطال الذين يحملون الحجارة والسكاكين، هؤلاء المقاومين المخلصين الذين دحروا المحتلّين الصهاينة من لبنان، ودحروا الإرهاب من سورية والعراق. هذه المجموعة من الأحرار والشرفاء هم أمل الأمّة وغدها، أمّا الأنظمة فلا يأتي من ورائها إلّا السراب».