حلف رعاة الإرهاب تصدّع والمايسترو «الإسرائيلي» يوزّع الأدوار
معن حمية
بلغ تصدّع علاقات الدول الراعية للإرهاب بعضها بالبعض الآخر حدّ انعدام الثقة والافتراق. فبين الولايات المتحدة وتركيا علاقة مهزوزة وتراكم سلبيات واتهامات منذ المحاولة الانقلابية في تركيا قبل عام ونصف العام، حيث لم تقف واشنطن على «خاطر» الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتسليمه الداعية التركي فتح الله غولن. ولاحقاً قرّرت واشنطن دعم تنظيمات كردية، ولم تأخذ بالحسبان حساسية تركيا تجاه «الأكراد».
قبل أيام، استحضر أردوغان المحاولة الانقلابية، متهماً الولايات المتحدة بالوقوف وراءها، وبأنها تبحث عن طريقة أخرى للانقلاب، معبّراً عن استيائه من الدعم الأميركي لتنظيمات إرهابية بمختلف أنواع السلاح، وأنه لم يبقَ ما يبحثه مع الأميركيين.
في المقابل، فإنّ الولايات المتحدة تعتبر أردوغان ناكراً للجميل، على اعتبار أنّها منحته حماية غير مسبوقة من حلف شمال الأطلسي، ووفرت له كلّ الدعم من أجل أن يصبح والياً على الدول العربية بعد أن يحقّق ما سُمّي الربيع العربي أهدافه وينتقل الحكم إلى «الاخوان المسلمين» وفق ما تمّ التخطيط له.
وكما العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا، فإنّ العلاقة بين السعودية وقطر مقطوعة نهائياً وتشهد توترات متصاعدة، علماً أنّ المملكة السعودية والإمارة القطرية، شكلتا رأس حربة في دعم وتمويل الإرهاب ضدّ سورية، ووفرتا لهذا الإرهاب المنصات الإعلامية، وهذا ليس خافياً، وباعتراف مسؤولين قطريين.
التصدّعات والتباينات بين الدول الراعية للإرهاب لا تقتصر على الدول الآنفة الذكر. فهناك توتر في العلاقات بين تركيا وبعض الدول الأوروبية. كذلك هناك تباين بين أميركا ودول أوروبية، ولأسباب عديدة، ما يعني أنّ حلف رعاة الإرهاب الذي اجتمع لنشر الإرهاب والفوضى يشهد حالة من التفكك والتأزّم، لكن كلّ دولة على حدة، لا تزال تقدّم الدعم للإرهاب، وكأن هناك «مايسترو» يوزّع الأدوار!
وبما خصّ ممارسة الإرهاب ودعمه، فإنّ أميركا ضالعة في محاولة الهجوم بالطائرات المسيّرة على القواعد الروسية في حميميم وطرطوس. و«إسرائيل» شنّت هجمات جوية وصاروخية على القطيفة، والسعودية وقطر حرّكتا كلّ على حدة المجموعات الإرهابية التابعة لكليهما في حرستا والغوطة الشرقية، وتركيا تصرخ من جراء تقدّم الجيش السوري وحلفائه في أرياف حماة وحلب وإدلب، وتقدّم كلّ أشكال الدعم والمؤازرة للعناصر الإرهابية الحزب التركستاني والنصرة ومتفرّعاتها لشنّ هجمات معاكسة، وفرنسا استعادت أسطوانة اتهام الدولة السورية بقصف المدنيين!
والسؤال مَن يحرّك كلّ هؤلاء في توقيت متزامن، في حين أنّ حلف رعاة الإرهاب تصدّع وكلّ يغني على ليلاه؟
هناك جهة وحيدة لها علاقة استراتيجية بالأميركي وعلاقة مع الفرنسي ومعاهدات عسكرية مع التركي، وعلاقات تطبيع مع السعوديين وممثليات تجارية مع القطريين وعلاقة عضوية مع الإرهابيين والمتطرّفين.
إنه المايسترو «الإسرائيلي» يوزع الأدوار…
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي