دمشق تهدّد الكيان الصهيوني بـ «مفاجآت».. ولافروف يؤكد أن الأكراد جزء من المجتمع السوري
أكّدت دمشق أنّ الجيش السوري لا يزال قادراً على توجيه الصفعات ويحمل المفاجآت لكل من يستبيح السيادة السورية.
وقال معاون وزير الخارجية السورية أيمن سوسان في مؤتمر صحافي بدمشق «الجيش السوري لا يزال قادراً على توجيه الصفعات لكل مَن تسوّل له نفسه استباحة سماء وأرض وبحر سورية»، وذلك رداً على سؤال بشأن إسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة «إسرائيلية» قبل أيام وكيف اتخذ القرار.
وبشأن اعتداءات العدو على الأراضي السورية، لفت سوسان إلى أن الرد على هذه الاعتداءات يتم في كل يوم «فنحن نقارع أدوات «إسرائيل» على الأرض»، على حد تعبيره.
وقال سوسان «ثقوا أن المعتدي سيتفاجأ لأنه ظن أن حرب الاستنزاف التي تعرضت لها سورية خلال 7 سنوات جعلتها غير قادرة على مواجهة أي اعتداء وما حصل كذّب هذه القناعة وسيتفاجأ في كل مرة مَن يحاولون الاعتداء على سورية».
وتابع معاون وزير الخارجية السورية «انتصرنا على أدواتهم في سورية.. و»إسرائيل» تخلّت نتيجة مرارة الهزيمة عن دور الوكيل، ودخلت بالأصالة وتلقت ما تستحق، ونحن ليس أمامنا إلا الدفاع عن بلادنا وحماية شعبنا».
وأكد سوسان أن بلاده ترفض الدور التركي بالمطلق في سورية ولا تعتبره دوراً ضامناً، وأضاف «لا نعترف بتركيا ولا نثق بما تقوله، وكلامها لا يتمتّع بأي نوع من المصداقية».
كما اتهم تركيا بأنها «دولة معتدية غارقة في الدم السوري»، وأنها «ترعى وتموّل وتسهّل دخول الإرهاب لقتل السوريين».
وردّاً على سؤال بشأن ما إذا حصل أي ضغط على الدولة السورية من قبل حلفائها في المرحلة الأخيرة، أجاب سوسان «حلفاؤنا يحترموننا بما فيه الكفاية، والعلاقة قائمة على الاحترام المتبادل».
وشدّد معاون وزير الخارجية السورية على أن بلاده ستعود كما كانت «شاء من شاء وأبى من أبى»، مضيفاً أنه لا مكان للوجود الأميركي أو غيره على الأراضي السورية.
أما بشأن مؤتمر سوتشي الأخير، فقد أكد سوسان أن سورية كدولة «ملتزمة فقط بما تم التصويت عليه في مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، وهي غير ملزمة بأية لجنة ليست سورية سورية تشكيلاً ورئاسة وحواراً، ولا علاقة لها بها».
إلى ذلك، صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الولايات المتحدة تقوم بخطوات أحادية الجانب في سورية، ما يقوّض وحدة أراضي البلاد.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البلجيكي ديدييه رينديرز في موسكو، أمس، إن «الأميركيين لا يعملون في سورية من خلال جهود دؤوبة لإيجاد توافق عام في سورية ، بل يتطلعون للقيام بخطوات خطيرة أحادية الجانب».
وتابع قائلاً إن «هذه الخطوات تبدو أكثر فأكثر أنها جزء من نهج لإقامة كيان يشبه دولة على جزء كبير من الأراضي السورية في الضفة الشرقية لنهر الفرات وحتى الحدود العراقية. وهذا يشبه أكثر فأكثر نهجاً لتقويض وحدة أراضي سورية».
وقال لافروف كذلك: «نسمع من زملائنا الأميركيين تفسيرات جديدة لوجودهم في سورية، وهم يتحدثون عن ضرورة الحفاظ على هذا الوجود ليس حتى انتهاء المهام القتالية، بل حتى انطلاق عملية سياسية مستقرة، تؤدي إلى انتقال للسلطة مقبول بالنسبة للجميع، أي للولايات المتحدة. وهذا يعني تغيير النظام. ولدينا الشعور بأن الولايات المتحدة تريد البقاء هناك لفترة طويلة إن لم يكن للأبد».
وأعرب لافروف عن الأمل بأن تأخذ الأمم المتحدة بعين الاعتبار ضرورة التصدي لكافة خطوات اللاعبين الخارجيين في سورية، والتي تؤدي إلى تقويض مبادئ التسوية السورية المثبتة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. كما أعرب عن الأمل بأن تضمن الأمم المتحدة شفافية العملية الدستورية السورية بعد انطلاقها.
وبشأن المسألة الكردية، أكد لافروف أن روسيا لا تزال تدعو لمشاركة الأكراد في كافة العمليات المتعلقة بالتسوية في سورية، ولكن لا يمكن تجاهل موقف تركيا في هذا الشأن.
وقال لافروف: «كلنا نعرف ما هو موقف تركيا من بعض فصائل القوات الشعبية الكردية. ويمكن إعطاء تقييمات مختلفة لهذا الموقف التركي، ولكن هذا الموقف هو الواقع وتجاهل هذا الموقف بشكل كامل يعتبر أمراً قصير النظر».
وأضاف: «ونحن نتابع نتائج قصر النظر هذا في عفرين»، مؤكداً أن روسيا «كانت ولا تزال تؤيد مشاركة الأكراد بشكل مباشر في كافة الجهود للتسوية السورية. والأكراد جزء لا يتجزأ من المجتمع السوري… وبدون مشاركتهم لن نتمكن من تسوية هذه الأزمة بشكل ثابت ونهائي».
وأشار لافروف إلى أن «مشروع خلافة داعش فشل، وقبل كل شيء بفضل أعمال الجيش السوري بدعم القوات الجوية الفضائية الروسية. ونحن لا ننفي أن التحالف الأميركي كانت له أيضاً مساهمة في تحقيق ذلك». وأضاف أنه على الرغم من ذلك، لم يتم دحر داعش بشكل نهائي، وهناك فصائل متفرقة انتشرت في سورية وتحاول الانتقال إلى الدول المجاورة.
وكانت موسكو قد قالت الخميس الماضي إن واشنطن «تتبع نهجاً مزدوج المعايير» في تعاونها مع روسيا في مكافحة الإرهاب.
كما رفضت روسيا في آخر جلسة لمجلس الأمن الدولي قبل حوالي أسبوع إحياء آلية التحقيق الكيميائي المشترك في سورية لأن نتائجها «خلت من المصداقية»، حيث قال المندوب الروسي إنّ بلاده «تشك في وجود مضاربة متعمّدة حول موضوع التحقيق في حوادث استخدام الكيميائي».
وكان ممثّل روسيا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أليسكاندر شولغين، قال في شهر أيار/ مايو 2017 أيضاً إن «قصة الهجوم الكيميائي في مدينة إدلب أخذت «منحىً سينمائياً» خلال اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
ميدانياً، أكّد مصدر مطلع أنّ الجيش السوري يقدم دعماً لوجستياً لمقاتلي وحدات الحماية الكردية منذ بدء المعارك في مدينة عفرين شمال سورية.
وقال المصدر إنه منذ بداية المعركة في عفرين بين الوحدات الكردية والقوات العسكرية المدعومة تركيّاً كان هناك دعم لوجستي من قبل الجيش السوري لصالح الكرد، وذلك من خلال تقديم معونات طبّية وإنسانية بشكل كامل عبر المنفذ التي تسيطر عليها الدولة السورية في نبّل والزهراء إلى داخل المدينة التي تشهد مواجهات مستمرّة.
وأضاف المصدر أن نهار أمس، شهد نقلاً للمقاتلين الكرد بإشراف الجيش السوري، من منطقة الجزيرة السورية، من منبج والحسكة والقامشلي، إلى داخل عفرين من أجل تعزيز الصمود على جبهات القتال.
وأشار إلى أن الجيش السوري لم يتدخل عسكريّاً بشكل مباشر حتى الآن في المعارك الدائرة في عفرين، لافتاً إلى أن قافلة أولى للهلال الأحمر السوري المحمّلة بالمساعدات الإنسانية ستدخل إلى المدينة.
وكان استشهد 4 مدنيين وأصيب العشرات أمس، جراء قصف الجيش التركي لمحيط مستشفى عفرين شمال سورية بـ 3 صواريخ غراد وهي منطقة مكتظّة بالسكان.
وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها القوات التركية وسط عفرين بعد أن كانت معظم ضرباتها على أطراف المدينة، ولفت مصدر إلى أن المستشفى هو الوحيد الذي بقي يعمل في المدينة، الأمر الذي سيؤدي إلى تأزيم الوضع الإنساني في المنطقة.
ورأى أن استهداف محيط المستشفى مرحلة جديدة أطلقها الجيش التركي، مشيراً إلى أن الاستهداف قد يعرض أكثر من مليون شخص للخطر جراء الضربات الصاروخية.
وأوضح المصدر أن مناطق سيطرة المسلّحين بعيدة عن مكان استهداف محيط المستشفى وأنه ليس لدى المسلحين إمكانيات عسكرية لقصف مكان بعيد عن مناطقها، ما يؤكد أن الجيش التركي هو المسؤول عن هذه الضربة.
وأول أمس الإثنين، حدثت اشتباكات عنيفة على جبهة دير بلوط جنوب جنديرس في عفرين بين «وحدات حماية الشعب» الكردية من جهة والجيش التركي من جهة ثانية.
وفي السياق الميداني، قالت وزارة الدفاع الروسية أمس إن جبهة النصرة تحضّر بالتعاون مع «الخوذ البيضاء» لاستفزازات في إدلب لاتهام دمشق باستخدام أسلحة كيميائية.
وأضافت وزارة الدفاع أن «النصرة نقلت إلى إحدى القرى أكثر من 20 أسطوانة تحتوي على الكلور وتحضر لعملية استفزازية».