لافروف: أميركا تسعى إلى الوجود العسكري في سورية إلى الأبد
اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة بالسعي إلى الوجود العسكري في سورية إلى الأبد عبر تأسيس شبه دولة بالارتكاز إلى الكرد.
كلام لافروف جاء خلال حديث مع قناة «يورونيوز»، حيث قال إنه «من الواضح وعلى الأرجح أن الولايات المتحدة تملك استراتيجية، على ما أعتقد، تنص على البقاء بشكل دائم في سورية بقواتها المسلحة. وتريد فعل الشيء نفسه في العراق وأفغانستان، خلافاً لجميع الوعود التي قطعتها سابقاً».
وبحسب لافروف «بعد استقرارها الدائم في سورية تهدف أميركا إلى عزل جزء كبير من البلاد، منتهكة بذلك سيادة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية». وأضاف «إنها تخلق بعض السلطات المحلية وتحاول بكل الوسائل الممكنة خلق نوع من الحكم الذاتي مستندة إلى الكرد».
اقتراح تركي لتيلرسون
وفي السياق، قال مسؤول تركي أمس، إن أنقرة اقترحت على وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية السورية إلى شرق الفرات، وأن تتمركز قوات تركية وأميركية في منبج السورية.
ولفتت المسؤول التركي الذي طلب عدم نشر اسمه إلى أن أميركا تدرس المقترحات التركية.
وكان تيلرسون قد وصل إلى تركيا أول أمس الخميس، في زيارة قال مسؤولون إنها ستشهد على الأرجح مناقشات صعبة بين البلدين اللذين توترت علاقاتهما بسبب عدد من القضايا لا سيما الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.
واليوم أكّد المستشار الإعلامي لوحدات الحماية ريزان حدو أنّ عفرين مدينة سورية والوحدات تدافع عن السيادة السورية، مضيفاً أنّ مخطط «حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان» لا يستهدف حزباً أو مكوناً معيناً بل الوطن السوري برمته.
وأوضح حدو «مخطط أردوغان يستهدف دول المنطقة بالعمل إما على زعزعة استقرارها أو بإفشال الجهود الدبلوماسية لحل الأزمات».
وأكّدت مصادر خاصة حصول اتفاق بين الدولة السورية ووحدات الحماية يقضي بانتشار الجيش السوري بعفرين.
وكان مصدر رئاسي تركي أكّد أمس، أن أردوغان نقل أولوياته وتطلعاته بشأن سورية وقضايا المنطقة الأخرى إلى تيلرسون خلال اجتماع الخميس في أنقرة. وأضاف المصدر أنّ أردوغان وتيلرسون ناقشا أيضاً العراق والتطوّرات في المنطقة ومكافحة الإرهاب.
وذكر المصدر أنّه تمّ خلال اللقاء إبلاغ تيلرسون «بكل وضوح» أولويات وتطلعات تركيا في هذه المواضيع كافة.
ويأتي الاجتماع الذي استمر ثلاث ساعات و15 دقيقة بحضور وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو في مستهل المحطة التي يُنظر إليها على أنها الأصعب في جولة تيلرسون التي تستغرق خمسة أيام بالمنطقة.
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو وبعد لقائه نظيره الأميركي عقد مؤتمراً صحافياً مشتركاً معه، وقال إنّ «الجانب الأميركي لم يلتزم ببعض وعوده لنا»، مضيفاً «علاقتنا مع واشنطن متوترة منذ فترة».
وأشار أوغلو إلى أن بلاده «تنتظر تحركاً أميركياً يتعلق بفتح الله غولن والتنظيمات الكردية المسلحة»، مؤكداً أنه تمّ الاتفاق على تشكيل آلية لمواجهة الإرهاب في شمال سورية.
وأضاف وزير الخارجية التركي «أنقرة يمكن أن تتخذ خطوات مع أميركا بمجرد أن تغادر وحدات حماية الشعب منبج السورية».
من جانبه شدد وزير الخارجية الأميركي على «العلاقة العميقة» مع تركيا وأنّ الأهداف مع أنقرة «متطابقة».
وقال تيلرسون «سنواصل العمل مع تركيا حول شمال سوريا ومنبج ستكون على رأس أولوياتنا.. أكدنا على أنّ السلاح الذي تمّ تقديمه إلى وحدات حماية الشعب هو من أجل الحرب ضد تنظيم داعش وكذلك الميزانية التي تمّ تخصيصها ستكون موجّهة ضد التنظيم».
العدوان التركي مستمر
ميدانياً، تعرّضت منطقة الخالدية، شرق عفرين، لأعنف الهجمات التركية نظراً لموقعها الاستراتيجي قرب جبل برصايا.
وأشار مصدر إلى أن الإجراءات التنفيذية لدخول الجيش السوري إلى عفرين بدأت للدفاع عن هذه المنطقة في مواجهة الجيش التركي، إلا أن التوقيت لم يتم تحديده بعد.
ونقل عن مصادر لـ «وحدات الشعب» والجيش السوري قولها إن «لا شروط لدخول الجيش السوري إلى عفرين ولا سيما لجهة تسليم وحدات حماية الشعب الكردية السلاح».
وأكد نقلاً عن المصادر نفسها أنه تمّ التوقيع على الاتفاق وأن الأمر يحتاج فقط إلى إجراءات تنفيذية، حيث بدأت مختلف السلطات العسكرية تتخذ مختلف خطواتها التي تحتاجها لنشر جنود الجيش السوري في عفرين، وفي المنطقة المحيطة بها.
وبحسب المصادر فإنّ مسألة نشر نقاط عسكرية مشتركة بين الجيش السوري ووحدات حماية الشعب في عفرين ليست نقطة خلاف بين الطرفين.
كما لفتت إلى أن من المتوقع أن تشهد المنطقة تعاوناً عسكرياً بين الجيش السوري و«وحدات حماية الشعب» كما حدث سابقاً في أكثر من منطقة، خاصة حينما كانت تتعرّض مدينة حلب للقصف من الجماعات المسلحة، حيث كان هناك تعاون كبير بين الجيش السوري ووحدات حماية الشعب في منطقة الشيخ مقصود والأشرفية. وهذا المشهد سوف يتكرر في عفرين.
وأشارت المصادر إلى أن هذه العملية، وبحسب مصادر سورية تحتاج إلى تحضيرات وهدوء وإلى خطة محكمة لدخول الجيش لا سيما أن المنطقة هي منطقة حرب أولاً والجيش يحتاج إلى عديد كبير لتغطية كل المساحة في المنطقة، والنقطة الثانية هي فصل الآليات وتحديد الجهة المختصة داخل مجموعات الجيش التي ستدخل.
كما أكدت أن هذا الأمر عند القيادات الكبرى قد حُسم فعلاً، مشيراً إلى أن المواطن في عفرين سوف يرى الجيش السوري على الخطوط في مواجهة الجيش التركي والجماعات المسلحة المدعومة من تركيا.
أما بالنسبة إلى توقيت دخول الجيش فقالت المصادر إلى أنّ تحديد موعد انتشاره يحتاج إلى إجراءات لوجستية دقيقة لا سيما أن المنطقة ليست صغيرة بل عبارة عن مساحات شاسعة تمتد من أعزاز في الشرق وصولاً إلى الحدود التركية عند راجو في الغرب، وفي الجنوب أيضاً في مواجهة انتشار الجيش التركي في دارة عزة وأطمة.
وكانت مصادر خاصة أكدت أول أمس الخميس، أنّ الدولة السورية و«وحدات حماية الشعب» توصلتا لاتفاق يقضي بانتشار الجيش السوري في عفرين بعد تفاهم بين الطرفين، في وقتٍ صرّحت فيه مصادر سورية أن تنفيذ كلام نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد حول الدفاع عن عفرين بات قاب قوسين، وتأكيد قوات حماية الشعب أنها لا ترفض دخول الجيش السوري إلى عفرين.
وفي سياق متصل، أكدت وزارة الدفاع الأميركية، أن مسألة التعليق على أنباء إمكانية توصل «وحدات الحماية» والحكومة السورية لاتفاق على دخول الجيش السوري إلى عفرين، هي من اختصاص وزارة الخارجية الأميركية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، إريك باهون، لوكالة «نوفوستي» الروسية: «وزارة الدفاع الأميركية لا تقوم بأي شكل من الأشكال بعمليات عسكرية في عفرين.. في حال تم التوصل إلى اتفاق دبلوماسي بين دمشق و«وحدات الحماية» فإن التعليق سيكون من جانب وزارة الخارجية الأميركية وليس الدفاع».