نتن ياهو الكذّاب يقاتل طواحين الهواء في ميونيخ…!

محمد صادق الحسيني

كلّ الدلائل والمؤشرات والقرائن تفيد بأنك قد خسرت لتوّك معركة استراتيجية جوية من الوزن الثقيل مع سورية العرب جعلت مستقبلك السياسي في مهبّ الرياح…!

ومن بعد ذلك مباشرة فتحت أبواب جهنم على بحريتك من بوابة البلوك اللبناني التاسع لدرجة أنك قد تخسر المليارات خلال ساعات معدودة إذا فكرت بالتطاول على نفط المقاومة والشعب والجيش اللبناني…!

مَن هو في موقعك كيف يخطر بباله إذن أن يقارع الجمهورية الإسلامية إذا لم يكن كذّاباً يبيع الكلام في سوق المهرّجين..!؟

يقول المثل العربي الشائع: مَن كبّر حجره فلن يضرب…!

وهو ما ينطبق تماماً على بنيامين نتن ياهو، الغارق في قضايا الرشوة والفساد والذي يحاول بتصريحاته العنترية في ميونيخ الهروب الى الأمام محاولاً تصدير أزمته الى الخارج، لكنه ولضيق أفقه لا يعلم أنّ تهديداته لإيران وحلفائها خلال إلقاء كلمته في مؤتمر الأمن الذي انعقد هناك، لا تثير إلا السخرية ولا تؤكد إلا على إتقانه حرفة الكذب الواضح حتى على الإسرائيليين أنفسهم.

فهو يعلم تماماً، ومن خلال تقدير الموقف الذي تسلّمه من رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي قبيل مغادرته مطار اللد متجهاً الى ميونيخ، وإن كان يرفض الإفصاح عنه هو أن قادة جيشه المهزوم أبلغوه بما يلي:

أن الثغرة الأساسية في الاستراتيجية الاسرائيلية المتعلقة بلبنان هي الحوض النفطي، أو ما يطلق عليه البعض البلوك، رقم 9، أي ان جيشه عاجز عن فرض السيطرة الاسرائيلية على هذا الحوض النفطي/ الغازي والمملوك للدولة اللبنانية.

إن موضوع الحوض النفطي اللبناني، رقم 9، قد فتح جبهة جديدة رابعة ضد «اسرائيل»، الى جانب جبهات القنيطرة الجولان، جبهة جنوب سورية وجبهة جنوب لبنان.

إن الأزمة المتعلقة بالحوض النفطي رقم 9 مع لبنان، وما يمكن أن تفضي إليه تشكل إرباكاً كبيراً لخطط قيادة الجبهة الشمالية التي لم تكن قد أدخلت هذا العامل في مخططاتها المعدة لمواجهة تطوّرات الميدان في سورية ولبنان.

وهذا يعني في العمل العسكري، الذي يجهل نتن ياهو أيّ شيء عنه، يعني أن هيئة أركان الجيش الاسرائيلي غير قادرة على مواجهة التداعيات التي قد تنتج عن الخلاف مع لبنان حول هذا الحقل النفطي. كما يعني أن ضباط الأركان الإسرائيليين قد فهموا بالضبط أبعاد وجدّية الرسالة التي وجّهها لهم السيد حسن نصر الله في خطابه يوم 16/2/2018، تماماً كما فهموا رسالة إسقاط طائرة الـ» F 16» الأسبوع الماضي. تلك الرسالة البالغة الأهمية، والتي تعني بلاغاً أو إشعاراً أو إعلاناً نهائياً لكامل الأجواء الفلسطينية منطقة حظر على الطيران «الاسرائيلي» وأن تنفيذ ذلك لا يحتاج إلا لإصدار أمر العمليات من غرفة العمليات المركزية لقوات حلف المقاومة، حيث إن صواريخ الدفاع الجوي السورية التي حلقت في أجواء حيفا واللد وتل أبيب لم تكن طائشة، كما يعتقد الجهلاء، بل كانت موجّهة لطائرات سلاح الجو «الاسرائيلي» التي كانت تقلع لتوّها من قواعد جوية إسرائيلية في تلك المناطق، وذلك لتنفيذ غارات انتقامية ضد مواقع سورية انتقاماً لإسقاط الطائرة الإسرائيلية. مما منع قيام طائرات سلاح الجو من تنفيذ أي مهمة سواء قتالية أو تدريبية طوال الأربع والعشرين ساعة التي تلت إسقاط الطائرة الإسرائيلية، وذلك خوفاً من قيام الدفاعات الجوية السورية بإسقاط أي طائرة تقلع من قاعدتها.

فكيف إذن لمن هرع مذعوراً لطلب المساعدة من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لبذل الجهود لدى الرئيس السوري لتهدئة الوضع على الجبهة السورية وإعلانه السريع أنه لا يريد حرباً ومنعه وزراءه من الإدلاء بأي تصريح بشأن الطائرة التي أسقطت؟

كيف لمثلك أن يتطاول ويذهب بعيداً ويهدّد بالتعامل مع إيران مباشرة حاملاً حطام معركته الخاسرة، مدعياً أنها قطعة من طائرة إيرانية مسيّرة…!؟

نقول لنتن ياهو، الذي لا يفهم العربية ويتجاهل صلابة إرادة الناطقين بها وحلفائهم، نقول له:

رحم الله امرئ عرف قدر نفسه فوقف عنده…!

أنت لست في وضع يسمح لك بتهديد أحد، لا في لبنان ولا في سورية. وقبل ذلك ليس في إيران التي تملك من عناصر القوة ما يشكل رادعاً لدول عظمى. فكيف بـ»زعطوط» يتخيّل أن له «دولة» وقادرة على تهديد الدول الحقيقية!؟

لقد فشلت في تحقيق أهداف عدوانك الجوي على الأراضي السورية وفشلت في الانتقام لسقوط طائرتك، وبان عجز آلتك العسكرية حتى عن حماية أجواء قلب «إسرائيل» فما أنت فاعل يا هذا؟

وفِي ظل عجزك المتعدّد الأطراف والمجالات هذا، فإننا ننصحك بوقف الاشتباك الذي تديره حالياً مع رئيس الوزراء البولندي، حول قانون المحرقة الذي أقرّ في بولندا مؤخراً، والعودة إلى الواقعية وقراءة متغيرات الواقع بدقة، لأنك ستضطر قريباً، عندما يزول هذا الكيان «الاسرائيلي» الذي تتوهم أنه «دولة» وتقارنه بالدولة الإيرانية التي يزيد عمق جذورها في التاريخ على ألفين وخمسمئة عام، الى التسلح بجواز سفرك البولندي لتعود به إلى أرض أبيك بنتسيون ميلايكوفسكي Binzion Mileikowsky الذي ولد في مدينة وارسو البولندية وأرض أجدادك في بولندا أو إلى أن تتسلح بجواز سفرك الثاني غير «الإسرائيلي»، الا وهو الجواز الأميركي الذي حصلت عليه أنت وعائلتك عندما هاجرتم الى مدينة شيتيلهام Shetelham في ضواحي مدينة فيلاديلفيا الأميركية، وذلك من سنة 1956 وحتى سنة 1967، وذلك كي تعود الى تكلم الانجليزية بلهجة أهل فيلاديلفيا، وكما تعلمتها خلال سنوات إقامتك الطويلة هناك.

قد تتعلم كل لغات العالم يا نتن ياهو، لكنك لن تتعلم لغة الانتصار، فهي ما يهبها الله لخاصة أوليائه فقط. وإما عليك وعلى أمثالك فإنها ستبقى محرمة ما دامت أيدي رجال الله قابضة على الزناد مصوبة باتجاه بيت المقدس حيث بوصلة الفتح المبين.

بعدنا طيبين قولوا الله…

اترك تعليقاً

Back to top button