غزة عنوان المواجهة المقبلة
– يترنّح رئيس الحكومة «الإسرائيلية» تحت ضربات الاتهامات بالفساد وتراجع الشعبية والضعف في اتخاذ القرارات والوفاء بالوعود، لكنه بمثل ما يبدو أنه علامة على أزمة «إسرائيل» في إنتاج قيادات تاريخية يبدو مستفيداً من أزمتها، لأن لا بديل يشكّل منافساً مقنعاً ليسرّع سقوطه.
– تبدو كذلك إسرائيل المتباهية بقوتها وتدّعي القدرة على خوض حروب والفوز بها عاجزة عن ترجمة هذا الادعاء كلما صار مطروحاً على الصعيد العملي، كما حدث في كل من التهديد النفطي للبنان وفي تعاملها مع إسقاط سورية طائرتها الـ«أف 16» التي تشكل مصدر التباهي الأول بتفوّق سلاحها الجوي.
– تذهب الأنظار «الإسرائيلية» نحو غزة لتكون حلبة الصراع، لكونها تتّصل مباشرة بالعمق الفلسطيني، حيث الانتفاضة المتصاعدة والرهان على قطع مسارها بنصر «إسرائيلي» رادع في غزة، كما تتصل بالموازين الفلسطينية المقرّرة لمستقبل الخيار التفاوضي فنصر «إسرائيلي» موضعي على قوى المقاومة يعني ترجيحاً لعودة فلسطينية لخيار التفاوض من دون تغيير جوهري في النظرة الأميركية «الإسرائيلية» لمستقبل القدس.
– تبقى القضية حسابات القدرة على خوض حرب في غزة. وهي بنظر «إسرائيل» فرصة أفضل من جبهات سورية ولبنان، لكنها أيضاً جبهة معقدة وفقاً لتجارب «إسرائيل» السابقة.
– تذهب «إسرائيل» للتسخين وجسّ النبض واختبارات النار، لكنها ربما تنتبه أو لا تنتبه أن المقاومة الفلسطينية تلاقيها بحماس بالرغبة ذاتها لاختبار القوة. وهذا يعني فرضية الانزلاق للحرب بخروج واحدة من المواجهات الساخنة عن السيطرة وتصاعدها لحرب من جهة، ويعني من جهة مقابلة فرضيات دخول حساب ميزان الردع لمحور المقاومة على الخط، خصوصاً إعلان السيد حسن نصرالله أن الحرب على جبهة من جبهات قوى المحور ستعني توسّعها إلى سائر الجبهات.
التعليق السياسي