هدنة الثلاثين يوماً في سورية… ما لها وما عليها
معن حمية
هدنة الثلاثين يوماً في سورية التي نصّ عليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401، لا تشمل داعش و النصرة و القاعدة والمجموعات المرتبطة بهذه التنظيمات الإرهابية. وهذا يعني أنّ جبهات القتال ستظلّ بمعظمها مشتعلة، وأنّ كلّ الضغط الذي مارسته الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها هدفه الحؤول دون سقوط الغوطة الشرقية بيد الجيش السوري.
الهدنة التي أقرّها مجلس الأمن الدولي، لن تدخل حيّز التنفيذ العملي. فالتنظيمات الإرهابية غير المشمولة بهذه الهدنة، هي التي تنتشر على جبهات القتال، بما فيها جبهات الشمال السوري، حيث تنتشر قوات أميركية وأخرى تركية، وهناك تنسيق كامل في مناطق إدلب على وجه التحديد بين الاحتلال التركي وبين جبهة النصرة الإرهابية.
ولأنّ المواجهة على معظم الجبهات هي بين الجيش السوري والمجموعات الإرهابية غير المشمولة بالهدنة، فإنّ قرار الهدنة في مهبّ الريح.
واضح أنّ غاية الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها من وراء قرار الهدنة هي توفير الحماية للمجموعات الإرهابية المرتبطة بها وبالسعودية وقطر، غير أنّ التداخل الحاصل بين هذه المجموعات وبين المجموعات التي لا يسري عليها قرار الهدنة، وتحديداً في مناطق الغوطة الشرقية، سيقوّض الهدف الذي سعت إليه واشنطن وحلفاؤها، خصوصاً بعد أن بدأ الجيش السوري عملياته العسكرية ضدّ التنظيمات الإرهابية في مناطق الغوطة الشرقية، والتي بمجرّد طرد الإرهابيين منها، فإنّ بؤر مجموعات الرياض والدوحة تصبح ساقطة لا محال.
اللافت أنّ ضغوط واشنطن وحلفائها لفرض هدنة في سورية بقرار من مجلس الأمن، قد أتى بنتائج عكسية، فهو يسقط مزاعم حلف رعاة الإرهاب والاتهامات التي توجه لدمشق بفرض الحصار والتجويع وقصف المدنيين. وهذا أمر بالغ الأهمية، ولم يكن ليحصل لولا براعة الروس في إدخال تعديلات على مشروع القرار قبل التصويت عليه.
لكن هذا لا يعني انتفاء التهديد الأميركي، فواشنطن ستلجأ الى وضع مقاييس استنسابية تستند عليها لاتهام الجيش السوري بخرق الهدنة، ولتبرير القيام بعمليات عدوانية تستهدفه. وهذا أمر تأخذه سورية وحلفاؤها في الحسبان، وقد صدرت مواقف روسية بهذا الخصوص تنبّه الولايات المتحدة، إلى خطورة القيام بأيّ أعمال عدوانية تستهدف الجيش السوري.
أما في ما يتعلّق بالعدوان التركي على عفرين السورية، فإنّ مجلس الأمن الدولي يواجه تحدياً كبيراً، فالأحزاب الكردية السورية ليست مصنّفة إرهابية من قبل مجلس الأمن، كما أنّ عناصر شعبية تتبع للدولة السورية دخلت مدينة عفرين، والرئيس الفرنسي دعا تركيا لوقف الهجوم على المدينة تطبيقاً للقرار الدولي، لكن رغم ذلك فإنّ تركيا تدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية لمواصلة الهجوم؟
وعليه، فإنّ السؤال هل حقق قرار الهدنة مصلحة لرعاة الإرهاب أم انقلب السحر على الساحر؟
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي