هل تنشب الحرب عام 2019 بين إيران والعدو الصهيوني؟

حميدي العبدالله

مركز أبحاث أميركي توقع أن تنشب حرب بين إيران والعدو الصهيوني في عام 2019، وستكون الشرارة الأولى لهذه الحرب مواجهة في سورية ولبنان بسبب ما أسماه تزايد النفوذ الإيراني ورفض تل أبيب تعاظم وجود إيران في هاتين الدولتين. وتوقع أن تتحوّل الحرب إلى ما يشبه الحرب الدولية الإقليمية، نظراً للدعم الأميركي غير المحدود لـ»إسرائيل». لكن هل تصحّ هذه التوقعات وهل تنشب الحرب؟

مثل هذا الاحتمال من الناحية الافتراضية لا يمكن استبعاده بصورة مطلقة، ولكنه يظلّ احتمالاً ضعيفاً في ضوء تضافر مجموعة من العوامل التي تندرج في إطار ما يُعرف بسياسة الردع المتوازي. أول هذه العوامل، أنّ أيّ حرب تندلع بين «إسرائيل» وإيران تكون شرارتها أو نقطة بدايتها من سورية ولبنان، ستحمل معها دماراً كبيراً ليس فقط لسورية ولبنان بفعل ما لدى تل أبيب من قدرات تدميرية، ولكن أيضاً ستحمل دماراً مماثلاً للكيان الصهيوني لما لدى سورية والمقاومة اللبنانية وإيران من قدرات تدميرية متمثلة بمجموعة متنوّعة من أجيال مختلفة من الصواريخ. لكن من المعروف أنّ المناطق المستهدفة من «إسرائيل» وهي منطقة التجمّع الأساسي للمرافق الحيوية والكثافة السكانية، توازي نصف مساحة لبنان، في حين أنّ المناطق المستهدفة من قبل «إسرائيل» في سورية ولبنان هي أكثر اتساعاً بحوالي ثلاثين مرة عن المساحة المستهدفة من الكيان الصهيوني، وهذا يعني أنّ الآثار التدميرية سيكون وقعها أقسى على «إسرائيل» من سورية ولبنان.

ثاني هذه العوامل، أنّ الجيش الإسرائيلي إذا ما شنّ حرباً جديدة، فسيواجه هذه المرة المقاومة اللبنانية والجيش السوري، والحرس الثوري، وجماعات ثورية أخرى تقاتل إلى جانب الحرس الثوري في سورية، سواء جماعات عراقية أو أفغانية أو باكستانية، وعديد هذه القوات كفيل بمواجهة واحتواء أيّ تفوّق في القتال البري إذا ما لجأ الجيش الإسرائيلي إلى عمليات برية.

ثالث هذه العوامل، إذا دخلت الولايات المتحدة الحرب مباشرةً، كما توقع التقرير، فهذا يعني أنّ القوات الأميركية في العراق وفي الخليج وفي سورية، ستكون هدفاً للقوات الإيرانية، سواء كانت قوات الحرس الثوري، أو الجيش الإيراني، وستترتب على هذه الحرب تبعات كارثية واسعة تلحق الضرر بكلّ مصالح العالم.

حرب بهذه الكلفة وهذه التداعيات ليس من مصلحة أحد الانجرار بسهولة إليها، حتى من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، لا سيما أنّ أيّ خطر وجودي لا يواجه الكيان الصهيوني الآن.

اترك تعليقاً

Back to top button