عفرين والموقف الكردي
ـ لا جدال حول اعتبار الاحتلال التركي لمدينة عفرين السورية عدواناً موصوفاً واحتلالاً أجنبياً ينتهك سيادة دولة ويحتلّ بالقوة أرضها ويهجّر شعبها، وهذا هو موقف الدولة السورية قبل وبعد احتلال عفرين وسيبقى حتى تحريرها.
ـ النقاش يدور حول ما كان على الدولة السورية فعله تجاه خطر العدوان والاحتلال في الظروف المحيطة بمعاركها الأخرى ونوع التحدّي الذي تطرحه المواجهة في عفرين في ظلّ الموقف الراهن للجماعات الكردية.
ـ تمسكت القيادة الكردية بصيغتها للإدارة المحلية للمناطق الخاضعة لسيطرتها وبسيطرة تحت مسمّى «قوات سورية الديمقراطية» التي تشكل واجهة سورية للاحتلال الأميركي، وخرج قادتها رغم احتلال عفرين يتحدثون عن مواصلة التحالف مع الأميركيين، ويحمّلون روسيا مسؤولية سقوط عفرين! كأنّ المطلوب من روسيا وسورية خوص المعارك بالنيابة عن حلفاء أميركا.
ـ الذي حدث فعلياً هو أنّ عفرين كانت تحت راية الناتو بحليف محلي للأميركيين وصارت تحت راية الناتو بشريك إقليمي للأميركيين، وفي الحالتين لم يكن مطروحاً استعادتها للسيادة السورية إلا في حال قرّرت القيادة الكردية اعتبار الأميركيين والأتراك شكلين مختلفين من الاحتلال، وأعلنت دعوة الجيش السوري لدخول مناطق سيطرتها وفرض سلطة الدولة السورية مقابل حوار سياسي حول الحلّ السياسي ومن ضمنه مشاركة في حكومة جديدة تضع دستوراً جديداً ينصف الأكراد بمطالبهم الشمروعة طبعاً وليس في التطلعات نحو فدرالية وانفصال.
ـ بانتظار هذا الموقف يصير لسورية وحلفائها الحق باختيار توقيت المعركة مع الأتراك والأمل بصحوة كردية تكشف وتفضح التلاعب والخداع الأميركيين على الأقلّ في ظلّ التخلي عن الأكراد في عفرين ومنبج كحليف للفريقين المتحاربين وأخذ العبر من تجربة أكراد العراق قبل حدوث المزيد من الكوارث بسبب الرهانات الخاطئة.
التعليق السياسي