لا حرب في أيار ولا هزيمة في حزيران والانتصارات في تموز وآب…!
محمد صادق الحسيني
تضجّ وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك صحف وفضائيات العدو والصديق بما بات يُسمّى باستعدادات الحرب وأهوالها على لبنان مرّة وعلى إيران مرة أخرى ودائماً وأبداً على سورية وتحديداً في أيار المقبل….!
وكأن ما كان يجري على سورية منذ سنوات حتى الآن مجرد حفلة ألعاب نارية، وليست كل أشكال الحرب الضروس الممكن تصورها في خيال الصهاينة والأميركان بالأصالة والوكالة…!
يبدو أن أجواء الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في الغوطة الشرقيه، منذ ان بدأ عمليته العسكريه هناك قبل أقل من شهر، لا تروق لسيد البيت الأبيض وأذنابه في المنطقة العربية، بمن فيهم قادة وساسة «إسرائيل».
ولهذا السبب قرّر قادة «إسرائيل» يوم أمس الإعلان عن قيام سلاح الجو الإسرائيلي سنة 2007 بتنفيذ عملية قصف جوي، بقيادة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الحالي الجنرال غابي إيزنكوت، حيث استهدفت العملية موقعاً عسكرياً سورياً قديماً في محافظة دير الأرجوزة ادعت «إسرائيل» أنه موقع لمفاعل نووي في طور الإنشاء.
أما الأسباب التي دفعتهم الى الإعلان عن ذلك يوم أمس، فهي التالية:
1 عجز الجيش الإسرائيلي والقيادة الإسرائيلية، ومن ورائها الولايات المتحدة والدول الاوروبية الاستعمارية، عن تنفيذ مخطط تدمير الدولة الوطنية السورية وتقسيم سورية الى دول عدة.
2 استمرار مفاعيل وتأثير إسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة الـ»اف 16» الإسرائيلية على الجمهور الإسرائيلي ومحاولة استبدال صورة الانكسارالتي تعرّض لها سلاح الجو الإسرائيلي بصورة «الانتصار» الذي حققه هذا السلاح قبل أكثر من عشر سنوات.
3 التغني بأمجاد الماضي للتغطية على عجز الحاضر، فَلَو كان سلاح الجو الإسرائيلي يتمتع بالقدرة على تنفيذ أي عدوان جوي على أي نقطة في العالم العربي لما توانى عن ذلك لحظة واحدة.
أي أن سلاح الجو ومعه صنوف الجيش الإسرائيلي الأخرى، ورغم امتلاكها أحدث انواع الأسلحة في العالم، الا أنها عاجزة عن تنفيذ أي عدوان ضد محور المقاومة، لأنهم يعرفون بأن أي يد ستمتد لضرب قوات هذا المحور، وعلى أي جبهة كانت، سوف تُقطع دون تأخير.
4 يضاف الى ذلك ان الجيش الإسرائيلي بكامله يعاني من مشكلة وجودية تتمثل في أنه قد تحول الى جزء من الجبهة الداخلية بدلاً من أن يكون حامياً لهذه الجبهة، التي تعاني من عدم جهوزية لمواجهة أي حرب. اذ تؤكد تصريحات جميع القاده العسكريين والمدنيين الإسرائيليين على هذه الحقيقة مما يعني أنهم لن يتخذوا قراراً للدخول في حرب طالما أن جنودهم قد فقدوا الدافع لخوض أي حرب وتحوّلوا مجموعات غير مقتنعة بالدور المسند إليها وبحاجة لمن يدافع عنها.
5 أما في ما يتعلق بتهديدات أذناب أميركا ضد إيران، مثل إبن سلمان وغيره، فلا تعدو كونها خرافات تغذيها جرايد كوشنر صهر الرئيس الأميركي بهدف استمرار ابتزاز حكام دول النفط لسرقة الولايات المتحدة للأموال العربية. وهذا ما أعلنه ترامب بنفسه يوم أمس الأول الثلاثاء 19/3/2018 في البيت الأبيض عندما قال إن السعودية دولة ثرية ويحب أن تعطينا قسماً من هذه الثروة.
لذلك ومن أجل مواصلة حملة الابتزاز وبسبب عدم وجود أي تهديد من قبل إيران لأي كان، سواء في «الشرق الأوسط» أو في العالم، فإنّ ترامب سيكتفي بفرض عقوبات مختلفة على هيئات وشخصيات إيرانية…