الصمّاد: العدوان السعودي يمهّد لاحتلال أميركي مباشر لليمن
أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن صالح الصماد خلال تظاهرة حاشدة في ميدان السبعين بصنعاء في الذكرى الثالثة لحرب التحالف على البلاد «أنّ العدوان السعودي يمهّد للاحتلال الأميركي المباشر لليمن».
وقال الصمّاد «إنّ الأميركيين يشرفون مباشرة على الحرب التي يخوضها التحالف السعودي على اليمن ويشاركون فيه ولا سيما في المناطق الساحلية».
وفي كلمة له خلال تظاهرة حاشدة في ميدان السبعين بصنعاء في الذكرى الثالثة لحرب التحالف، أشار الصماد إلى أنّ «العدوان سعى إلى احتلال الشعب وتمزيقه ونشر الفوضى في البلاد وهو يمهّد للاحتلال الأميركي المباشر».
وقال الصماد «إنّ السعودية حاولت منذ عقود إحكام السيطرة على القرار اليمني واستطاعت من خلال نخبها ترسيخ الوهن لدى البعض، كما رأى أنّ الرياض حرصت على إسقاط نظام اليمن الذي استطاع في المقابل الصمود بقوته وصمود شعبه».
وفي السياق عينه، حذّر الصماد من أنه «في حال استمرار العدوان فإنّ لليمنيين الحق في استخدام كل الوسائل المتاحة لصدّه».
كما أكّد رئيس المجلس السياسي الأعلى «ضرورة إرساء مبدأ العمل المؤسسي الذي يضمن إدارة الدولة»، مشدّداً على أنّه «لا يمكن أن يمرّ النفوذ الخارجي في اليمن». وأضاف «معركتنا تعتمد على ركيزتي الدفاع عن الأرض ومعركة بناء دولة حقيقية».
وعليه أعلن الصماد عن «إطلاق مشروع بناء الدولة وإرساء العمل المؤسسيّ تحت شعار يد تحمي ويد تبني»، مشيراً إلى أنّ «أنصار الله على أعتاب مرحلة جديدة من الصمود ومستعدّة للتعاطي بإيجابية مع أي فرص للحوار».
كما دعا الصماد دول التحالف السعودي إلى «اقتناص الفرص وعدم إعاقة الحوار بين اليمنيين»، قائلاً «نحن مع السلام العادل والمشرّف»، متمنياً أنّّ «يدرك المبعوث الأممي الجديد أسباب فشل سلفه الذي انحاز إلى جانب العدوان»، داعياً كل القوى الداخلية التي تشارك في العدوان الخارجي إلى «العودة عن ذلك واستئناف الحوار».
من جهة أخرى، أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة يوجوف أمس، «أنّ 75 في المئة من الفرنسيين يريدون أن يعلق الرئيس إيمانويل ماكرون مبيعات الأسلحة للدول التي تشارك في الحرب على اليمن منها السعودية والإمارات».
وتتزايد الضغوط على ماكرون لتقليص الدعم العسكري للبلدين الخليجيين بسبب المخاوف من استخدام الأسلحة الفرنسية في الحملة العسكرية التي أكملت عامها الثالث.
ويعتقد 88 في المئة من المشاركين بالاستطلاع «أنّ بلادهم ينبغي أن توقف صادرات الأسلحة إلى جميع الدول التي قد تستخدمها ضد المدنيين، بينما أيّد 75 في المئة إيقاف فرنسا صادرات الأسلحة للدول المشاركة في الحرب على اليمن».
وقال سبعة من كل عشرة شملهم الاستطلاع «إن على الحكومة وقف تصدير الأسلحة للسعودية والإمارات».
وتأتي نتائج الاستطلاع في وقت قلصت فيه دول أوروبية، أبرزها ألمانيا، علاقاتها بالتحالف العسكري بقيادة السعودية، دون أن يقابل ذلك خطوة مماثلة من قبل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.
وتحتل فرنسا المركز الثالث كأكبر مصدر للأسلحة في العالم، وتعتبر السعودية والإمارات من بين أكبر المشترين لأسلحتها.
يُذكر أنه وبخلاف الكثير من حلفاء فرنسا، لا تخضع إجراءات تراخيص تصدير السلاح للضوابط في البرلمان الفرنسي مما يجعل النظام معقداً على نحو خاص.
وفي هذا السياق، بيّن استطلاع الرأي «أنّ 69 في المئة من الفرنسيين يرغبون في تعزيز دور البرلمان في السيطرة على مبيعات الأسلحة».
في سياق ميداني، استهدف الجيش اليمني مواقع سعودية عدة وداخل قطاع جيزان بصواريخ بالستية واسعة. في هذا الشأن، أعلنت القوة الصاروخية اليمنية في وقت متأخر أول أمس «تنفيذ ضربات صاروخية بالستية واسعة على أهداف سعودية».
وفي بيان لها قالت القوة الصاروخية «إنها دشّنت العام الرابع من حرب التحالف السعودي على اليمن بضربات بالستية واسعة باسم عملية الشهيد أبوعقيل وفاء لوعد القائد».
وشملت الضربات الصاروخية استهداف «مطار الملك خالد الدولي في العاصمة السعودية الرياض بصاروخ بركان 2H، إضافة إلى استهداف مطار أبها الإقليمي في عسير السعودية بصاروخ بالستي من نوع قاهر 2m. «.
كما أطلقت القوة الصاروخية دفعة من صواريخ بدر البالستية باتجاه مطار جيزان وأهدافٍ أخرى في القطاع.
ولاحقاً أكّدت القوة الصاروخية «إصابة كل الصواريخ أهدافها بدقة من دون تمكّن الدفاعات الجوية من اعتراضها».
في هذا الصّدد، قال عضو المجلس السياسي لحركة أنصار الله محمد البخيتي «إنّ الصواريخ البالستية هي أقوى رسالة للسعودية».
وأشار البخيتي إلى أنّ «الحركة على استعداد للدخول في حوار ندّي مع السعودية لوقف الحرب»، موضحاً أنّ «الحوار يصبّ في مصلحة كل الأطراف ويضمن سلامة وكرامة الجميع»، قائلاً «الكرة في ملعب العدوان الآن».
وبحسب البخيتي فإنّ «هناك حرصاً على الحوار مع السعوديين وعدم الانتقاص من كرامتهم، لكن عليهم فعل المثل».
وفي هذا الإطار، رأى عضو المجلس السياسي لحركة أنصار الله «أنّ السعودية لم تتمكن حتى الآن من تحقيق هدفها بإعادة عبد ربه منصور هادي إلى الحكم».
من جهتها، قالت قناة الإخبارية السعودية «إنّ الدفاع الجوي السعودي اعترض صاروخاً بالستياً قبل سقوطه شمال شرق الرياض».
ولاحقاً، قال التحالف السعودي «إنّ قوات الدفاع الجوي اعترضت ودمّرت 7 صواريخ بالستية باتجاه المملكة بينها 3 صواريخ باتجاه الرياض، وصاروخين كانا متجهين نحو جيزان، وصاروخاً باتجاه خميس مشيط وآخر باتجاه نجران».
ووصف متحدّث باسم التحالف الهجوم بـ «التطوّر الخطير» وأعلن «مقتل شخص يحمل الجنسية المصرية وإصابة إثنين آخرين».
ونشر ناشطون سعوديون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة لاعتراض صواريخ في سماء الرياض ولما قالوا «إنّه حطام صاروخ في أحد شوارع العاصمة».
وأظهرت المقاطع المصوّرة فشل أحد الصواريخ السعودية في اعتراض الصاروخ اليمني والتفافه وسقوطه في أحد الشوارع بالعاصمة.
من جهته قال رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي معلقاً على تساقط صواريخ الدفاعات الجوية السعودية «هذه مضادات السعوديين تعود بين المواطنين، غداً يقولون صواريخ الشعب اليمني استهدفتهم».
وكتب على صفحته على فيسبوك «القوة الصاروخية اليمنية أعلنت أماكن استهدافها، فعلى السلطات السعودية تحمّل مسؤوليتها عن نيرانها الصديقة».
وقد دان كل من الولايات المتحدة وروسيا والأردن والكويت والبحرين والإمارات والرئاسة الفلسطينية «الهجمات» الصاروخية على المملكة.
وتأتي هذه الضربات الصاروخية بعد ساعات من توعّد زعيم حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي دول التحالف السعودي بأنّها «ستشهد تطوراً في القدرات العسكرية للجيش اليمني واللجان الشعبية في مجال الطائرات المسيّرة وتفعيلاً غير مسبوق للمؤسسة العسكرية ومنظومات صاروخية ومتطوّرة ومتنوّعة تخترق كل أنواع أنظمة الحماية الأميركية».