«إسرائيل» تتوقّع سلفاً: مفاجآت أيار
روزانا رمّال
كشف مرجع سياسي بارز لـ «البناء» أنه و«بعد إعلان أبرز اللوائح الانتخابية صار المشهد واضحاً لجهة أغلبيات المجلس النيابي الجديد، ووفقاً للتحالفات الانتخابية يبدو أن حزب الله وحلفاءه يتوجّهون نحو السيطرة على هوية المرحلة السياسية المقبلة، إذ إن حاصل الانتخاب سينتج حداً «أدنى» لحزب الله وحلفائه من المقاعد «أعلى» من حدّ خصومه «الأقصى»، بحيث من الممكن أن تصل النتيجة إلى ما يقارب 72 مقابل حوالي 42 مقعداً لخصومه أو ما كان يُعرَف بـ 14 آذار سابقاً، بدون المستقلين والحزب التقدمي الاشتراكي. وعلى هذا الاساس تدور المعركة الانتخابية اليوم وفق سفارات الدول المراقبة والمتابعة عن كثب للمشهد اللبناني والتي تضخ أموالاً في ساحات واقعة تحت عين حزب الله الذي أعلن في أكثر من مناسبة أن بعض اللوائح مدعومة من سفارات سيتكفل اقتراب موعد الانتخابات بكشفها، وهي بالغالب سفارات خليجية».
هذه النتيجة كانت قد أكدت عليها أجهزة البحث والاستخبارات الإسرائيلية التي اعتمدت على وثائق ودراسات بحثية من ضمن متابعتها اليومية لحركة حزب الله الانتخابية منذ فترة فنشرت «يديعوت احرونوت» قبل حوالي الشهر من اليوم مقالاً استباقياً، بعنوان «مفاجآت في أيار.. الحرس الثوري الى لبنان» للكاتب سمادار بيري يقول فيه «بعد أسبوع فقط من الانتخابات، ينتظر العالم ما سيفعله الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي حدّد 12 أيار موعداً نهائياً للتوصّل إلى اتفاق مكمّل لسدّ الثغرات التي تشوب الاتفاق النووي مع إيران». ويتابع: يتوقّع مسؤولون في قاعدة «كيريا العسكرية» في تل أبيب أن «حزب الله» يمكن أن يحصل على أغلبية 70 في المئة من مجلس النواب، بانتظار «المفاجآت السوداء»، وفقاً لتعبير الكاتب الإسرائيلي… وفي مقال قبله للكاتب نفسه تناول فيه سلوك الحريري وعدم قدرته على مواجهة حزب الله. قال الكاتب «أقسم رئيس الوزراء الحريري على أن الانتخابات ستجرى في 6 أيار، وهو لا يعتزم التأجيل، مهما كان الأمر. وبعد أسبوع من ذلك بالضبط، في 12 أيار، سيكون الرئيس ترامب ملزماً بأن يقرّر ماذا سيكون مصير الاتفاق النووي مع إيران. ويحرص ترامب على أن يغرّد بأنه لن يكون بصّيماً.. ومن الجانب اللبناني، هذا الاسبوع من أيار سيكون دراماتيكياً. وفي تل أبيب يتنبأون بصعود حزب الله في البرلمان حتى أغلبية 70 في المئة… من ناحية «إسرائيل» فإن سيطرة حزب الله على مؤسسات الدولة في لبنان وعملية اتخاذ القرارات هي خطوة يجب وقفها. فما الذي يمكن للحريري أن يفعله كي يوقف تعزيز قوة حزب الله بإسناد ايراني؟ «صفر مربع». فحزب الأغلبية لديه سيبقى على أي حال يعمل مع ممثلي حزب الله في البرلمان».
«صفر مربع»، إذاً هي النتيجة التي تخلص إليها القراءة الإسرائيلية في ما يتعلق بإمكانية مواجهة فريق حزب الله، وبالتالي فإن الإسرائيليين يتوقعون سلفاً أن الواقع الجديد يجب التعاطي على أساسه عند فتح الملف الأمني في الحدود الشمالية مع لبنان او حتى مسألة اندلاع حرب مع الفلسطنيين. وهو الأمر الذي حذّر منه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوت امس، باعتبار ان الجيش الإسرائيلي صار قلقاً من « انفجار الوضع في الأراضي الفلسطينية». كيف لا ونقل السفارة الأميركية الى القدس مفترض أن يكون الحدث الأبرز في أيار في الاراضي المحتلة مع تأكيد رئيس الأركان ان هذه في الحلبة الفلسطينية «تلزمنا بالحفاظ على الاستعداد أو التيقظ بشكل متواصل».
أما «في الشمال اي الحدود مع لبنان، فتتشبث إيران بالأراضي السورية وفي لبنان تدعم تسلح حزب الله «، وبالتالي «ينبغي العمل بصرامة وقوة حيال التهديدات المتطورة في الحلبة الاستراتيجية المتغيرة، وإثبات تفوقنا الواضح بهدف الدفاع عن الدولة وحسم المعركة أمام العدو».
السؤال حول تقبّل «إسرائيل» فكرة تفوق حزب الله الذي ربطته بحضور الحرس الثوري الايراني الى لبنان، يفرض نفسه حول اشتباك قبل الانتخابات نصب أعين المراقبين، الا ان ذلك بحده الادنى اي مطلق اشتباك عسكري مع حزب الله، هو بالتأكيد قادر على تأجيل الانتخابات من دون إلغاء نتائجها التي ستصبّ حينها بشكل أكبر في الساحة الشيعية عند حزب الله وترفع اوراقه وطنياً عند أي اعتداء. بالتالي لا خوف من خطوة إسرائيلية من هذا النوع مع العلم، أن التحركات على السياج الحدودي مستفزة خلال الساعات الماضية.
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد المرشح القوي عند الحزب يؤكد ما يقلق الإسرائيليين ويقول «إنّنا مرتاحون للنتائج الانتخابية وذلك لثقتنا بأهلنا»..
هذه الثقة التي تجعل العين الإسرائيلية اكثر يقظة الى النتائج لا تعني ان شهر أيار هو شهر استحقاق لبناني فقط فـ»إسرائيل» أيضاً على موعد مع استحقاقين مفصليين: الأول يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني، والثاني باستحقاق نقل السفارة الإسرائيلية. والحدثان قد يأخذان شهر أيار نحو اللهيب الأميركي، إذا قرّر الرئيس ترامب خوض مغامرات في المنطقة، خصوصاً بعد رفع سقف المواجهة مع روسيا بطرد دبلوماسييها من معظم الدول الغربية ضمن حملة مقاطعة مدروسة تشي بالمزيد من الأخطار..
أيّار شهر المفاجآت فعلاً..