تظهرات دوما للتغطية؟
ـ ذاقت دمشق ومعها كلّ سورية مرارات وآلام كان مصدرها الجماعات المسلحة التي تسيطر على الغوطة وكانت العلاقات الاجتماعية بين الدمشقيّين وسكان غوطتهم تسمح بالاستنتاج أنّ الجماعات المسلحة تستقوي بدعم كبير من أهالي الغوطة أنفسهم، وكثيرة هي الحوارات التي تدور عبر وسائل التواصل بين أشخاص عرفوا بعضهم من العمل والدراسة وتوصل لهذا الاستنتاج.
ـ شكوك الكثيرين بصدقية مواقف سكان الغوطة الذين خرجوا أو الذين يتظاهرون اليوم في دوما طلباً للحلّ ودعوة لإنهاء الحرب بدخول الدولة إلى مدينتهم يجب تفهّمها لأنها نابعة من جرح عميق ليس أقله ما حدث لآلاف السوريين من الذين أسرتهم جماعات الغوطة وعاملتهم بما هو دون التصرف الآدمي البشري وسط هتافات تشجيع همجية متوحشة لآلاف المتظاهرين المحتفلين يومها.
ـ تظاهرات أهل الغوطة في دوما اليوم وقبلها في مناطق أخرى تدعو للتأمّل منعاً لحكم متسرّع باتهامها بالنفاق أو باعتبارها تعبيراً صادقاً.
ـ الأقرب للمنطق أنّ هذه التظاهرات تشبه ما جرى في لبنان عندما خرج عشرات آلاف السوريين إلى صناديق الإقتراع يصوّتون للرئيس بشار الأسد بينما أغلب السوريين النازحين إلى لبنان جاؤوا بصفتهم معارضين.
ـ الحروب هي أقسى الاختبارات التي تعيشها الشعوب والجماعات لأفكارها ومعتقداتها وخياراتها وتجربة حكم الجماعات المسلحة في سورية هي مدرسة لفئات صدّقت كذبة الثورة وكذبة الحكم بالشريعة الذي روّج له تنظيم الأخوان والجماعات الوهابية، لتكتشف أنّ العودة للدولة المدنية العلمانية يستحق المخاطرة والخروج بتحدّي المسلحين والمجاهرة بطلب الخروج من الكذبة.
التعليق السياسي