تهديدات أيزنكوت… وهذا هو سيناريو الردّ
معن حمية
وضع رئيس أركان جيش العدو الصهيوني غادي أيزنكوت، سيناريو لحرب «إسرائيلية» على لبنان، مهدّداً بأنّ «كلّ ما يقع تحت استخدام حزب الله في لبنان سيُدمّر، من بيروت وحتى آخر نقطة في الجنوب». وبأنّ «صورة الدمار التي ستخلفها الحرب لن ينساها أحد في المنطقة»، وأنّ «الحصانة لن تُمنح للمدنيين»!
تهديدات الإرهابي أيزنكوت، لم يكترث لها اللبنانيون، لأنّ كيان العدو الصهيوني خاض أكبر وأخطر حروبه ضدّ لبنان، ودمّر البنى التحتية واستهدف المدنيين في كلّ المناطق، وقتل الأطفال في مقار الأمم المتحدة، ولا تزال مجازر قانا والمنصوري والجميمجة وسحمر حاضرة في أذهان اللبنانيين كشواهد على إجرام العدو.
الحروب التدميرية والمجازر بحق المدنيين لا سيما الأطفال، هي ترجمة لغريزة الإرهاب الصهيونية العنصرية. وبالتالي فإنّ ما صدر عن أيزنكوت، ليس مفاجئاً، غير أنّ كلّ ما تحدّث عنه مأخوذ من قبل لبنان ومقاومته بعين الرصد، وهناك مئات، لا بل آلاف الأهداف «الإسرائيلية» موضوعة في مرمى صواريخ المقاومة.
رئيس الأركان الصهيوني تحدّث عن أهداف الحرب المقبلة على لبنان، لكنه لم يتطرّق إلى حجم الدمار الذي سيصيب المواقع والمؤسسات والمستوطنات الصهيونية.
ولأنّ التهديد الصهيوني يأتي في توقيت يتلقى فيه الإرهاب ورعاته هزائم متتالية في سورية، فإنّ هناك أحد احتمالين: الأوّل هو أنّ قيادة جيش الاحتلال تطلق التهديدات لاستثمارها في مواجهة غضب الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة، والاحتمال الثاني أنّ القيادة العسكرية الصهيونية ستدفع بجيشها إلى مصير أسوأ بكثير من المصير الذي واجهه في حرب تموز 2006، لتواجه «فينوغراد» جديدة على خلفية ما سيلحق بكيان العدو من هزيمة مدوية.
واضح، أنّ هذه السنة، هي السنة الأخيرة لأيزنكوت رئيساً لأركان جيش الاحتلال، وفي حال شنّت «إسرائيل» حرباً على لبنان، فإنّ نتائجها ستكون شبيهة بنتائج حرب تموز 2006، أما في حال عدم وقوع الحرب فسيستثمر تهديداته لتبوّء مناصب أخرى، وربما يكون هذا هو الدافع من وراء تهديداته للبنان…
على أية حال، إنّ أبلغ ردّ على تهديدات أيزنكوت، هو أنّ اللبنانيين لم يعيروها أدنى اهتمام، ولسان حالهم يردّد دائماً وصف أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، لـ «إسرائيل» بأنّها «أوهن من بيت العنكبوت».
نعم، إنّ كيان العدو الصهيوني ضعيف في مواجهة المقاومة، ولا يخيف اللبنانيين سيناريو حرب مقبلة يضعه رئيس أركان العدو، لأنّ لدى لبنان ومقاومته قدرات صادمة، لا تستخدم للتهديد والتهويل، بل لسحق كيان الاغتصاب.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي