«قمة الظهران» تدين الصواريخ اليمنية و«تسهو» عن إدانة العدوان الثلاثي على سورية بوتين يوجّه رسالة للقمة وبوغدانوف يجتمع مع بعض القادة

عُقدت القمة العربية الـ29 أمس، في مدينة الظهران في السعودية، بحضور 16 ملكاً ورئيساً، من أصل 22 دولة، حيث تغيّب 6 رؤساء عنها.

بوتين

وأعرب الرئيس فلاديمير بوتين في رسالة وجهها للقمة العربية المنعقدة في السعودية، عن أمله في أن «تتمكن روسيا والدول العربية في مرحلة ما بعد دحر القوى الأساسية لداعش في سورية والعراق، من الإسهام سوية في تفعيل عمليات التسوية السياسية وإعادة الإعمار وحل المشكلات الإنسانية الملحة في هذين البلدين».

أكد بوتين في رسالته التي نشرت على موقع الكرملين أمس، «استعداد روسيا للتعاون مع جامعة الدول العربية من أجل ضمان الأمن الإقليمي».

ودعا إلى «ضرورة الاستمرار في محاربة الجماعات الإرهابية، مع الاحترام الصارم لسيادة الدول العربية ووحدة أراضيها».

بوغدانوف

بدوره، بحث نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، مع رؤساء فلسطين ولبنان واليمن، على حدة، عدداً من المسائل الثنائية، على هامش القمة العربية في السعودية.

وقالت الخارجية الروسية «إنّ بوغدانوف التقى في 14 نيسان، عشية القمة الـ29 لجامعة الدول العربية في الظهران السعودية، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس اللبناني ميشال عون والرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وبحث معهم عدداً من المسائل الهامة بالإضافة إلى العلاقات الثنائية».

وحول لقاء مبعوث الرئيس الروسي، مع الرئيس عباس، ذكر البيان أنّه «تمّ التطرق إلى آفاق التقدم في التسوية الفلسطينية الإسرائيلية.. ونظراً للتفاقم الخطير للوضع في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة، وكذلك على خلفية الخطوات الأحادية الجانب التي تتخذها الولايات المتحدة بشأن القدس واستمرار الاستيطان الإسرائيلي، فقد تمّ الإعراب عن موقف مشترك لصالح الإسراع في إرساء عملية مفاوضات سياسية مستقرة على أساس معروف من القانوني الدولي».

وأكد البيان «أنّه جرت مناقشة جادة لمسألة «إعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، على الأساس السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، المتضمّن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 1967 مع عاصمتها في القدس الشرقية، والتي ستعيش في سلام وأمن مع جيرانها، بما في ذلك إسرائيل».

وفي ما يخصّ اللقاء مع الرئيس اللبناني، قال بيان للخارجية الروسية، إنه «جرى خلاله تبادل وجهات النظر حول تطور الوضع في لبنان والشرق الأوسط بشكل عام.. الجانب الروسي عبر عن دعمه لسيادة الجمهورية اللبنانية ووحدتها وسلامة أراضيها.. في الوقت نفسه، تم التعبير عن الأمل في أن تساهم الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في 6 أيار، في لبنان، في زيادة تعزيز الاستقرار في هذا البلد المتعدّد الأديان بما يتفق تماماً مع المصالح الحقيقية لجميع مواطنيه».

وحول لقاء بوغدانوف مع الرئيس اليمني، قالت الخارجية الروسية إنّ «الموضوع الرئيسي للمحادثة، الذي حضره أيضاً نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، كان تطوّر الوضع العسكري والسياسي والإنساني في اليمن، مع التركيز على ضرورة وضع نهاية سريعة للنزاع المسلح هناك، واتخاذ تدابير عاجلة لتخفيف الوضع الحرج للسكان المدنيين. وأكد الجانب الروسي، على أن الطريق إلى استعادة السلام والاستقرار في اليمن، يكون من خلال حوار وطني بمشاركة كافة القوى السياسية الرئيسية في اليمن».

رؤساء تغيّبوا عن القمة

في سياق القمة، تغيّب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ومثّل الدوحة مندوبها الدائم لدى الجامعة، ويعود ذلك أساساً إلى الأزمة الخليجية بين قطر والدول الأربع المقاطعة لها السعودية، الإمارات، البحرين، مصر . أما السبب الثاني لتغيّبها، هو إعلان الجامعة العربية رسمياً أنّ «ملف الأزمة الخليجية غير مُدرَج على جدول أعمال القمة».

كما غاب عن القمة رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وحلّ مكانه محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات حاكم إمارة دبي، من دون ذكر أسباب تغيبه.

أما بخصوص التمثيل المغربي للمشاركة في أعمال قمة الظهران فقد اقتصر على الأمير رشيد بن الحسن الثاني نيابة عن ملك المغرب محمد السادس.

فيما أرسلت الجزائر رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ممثلاً للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في أعمال القمة.

كذلك، تغيّب سلطان عمان قابوس بن سعيد لأسباب غير معلنة، وأرسلت السلطنة نيابة عنه نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد.

البيان الختامي

وأكد البيان الختامي للقمة العربية التاسعة والعشرين، المنعقدة في مدينة الظهران السعودية، بطلان القرار الأميركي بشأن الاعتراف بالقدس «عاصمةً لإسرائيل».

وحذّر البيان من «اتخاذ أيّ إجراءات من شأنها تغيير الصفة القانونية والسياسية الراهنة للقدس، حيث سيؤدي ذلك إلى تداعيات مؤثرة في الشرق الأوسط بأكمله».

وشدّد البيان على «ضرورة إيجاد حلّ سياسي ينهي الأزمة السورية بما يحقق طموحات الشعب السوري» متهماً «الدولة السورية باستخدام السلاح الكيميائي»، من دون الإدانة للعدوان الثلاثي على الأراضي السورية. كما أدان البيان الصواريخ «الحوثية» تجاه الأراضي السعودية.

عباس

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعتبر في كلمته خلال أعمال القمة «أنّ الولايات المتحدة الأميركية فقدت مصداقيتها، بعد أن أصبحت طرفاً في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي».

وأضاف «أن القدس مهدّدة بسبب مواصلة واشنطن دعمها للاستيطان ومساندتها للاحتلال في التملّص من تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالحقوق الفلسطينية».

السيسي

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «أن الدول العربية تواجه تحديات غير مسبوقة، وأن بعضها يواجه تهديداً وجودياً، ومحاولات ممنهجة لإسقاط مؤسسات الدولة الوطنية».

وأكد السيسي أنّ «العرب لا يزالون متمسكين بالسلام خياراً استراتيجياً وحيداً، وما زالت المبادرة العربية للسلام، هي الإطار الأنسب لإنهاء الاحتلال، وتجاوز عقود من الصراع».

وبين الرئيس المصري «أنّ الحق العربي في القدس ثابت وأصيل وغير قابل للمساومة»، مضيفاً أنّ «مصير الشعب السوري ومستقبله بات رهناً لقرارات الأمم وتوازنات القوى الإقليمية والدولية»، مندّداً بـ «التدخل الدولي في الأراضي العربية»، مطالباً بـ «تحقيق دولي شفاف حول استخدام أسلحة محرّمة في سورية».

وأفاد بأنّ «بلاده ملتزمة باستعادة الاستقرار والحل السياسي العادل في اليمن الذي لا يمكن أن يتأسس إلا على مبادئ احترام وحدة الدول وسيادتها ورفض منطق الغلبة ومحاولة فريق سياسي فرض طموحاته التوسّعية على عموم اليمنيين بالقوة والاستقواء بقوة إقليمية وأجنبية»، مشدّداً في السياق على أنه «لا مكان للأطماع الإقليمية أو منطق قوة الغلبة».

وأشار إلى أنّ «القاهرة مستمرّة في دعم كل جهد للحفاظ على وحدة ليبيا واستعادة مؤسسات الدولة فيها، بالإضافة إلى توحيد المؤسسة العسكرية وخلق ضمانة أمنيّة تتأسس عليها عملية استعادة الدولة الوطنية والقضاء على الإرهاب».

سلمان

من ناحيته، دعا الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في كلمته إلى «حل الأزمة في اليمن بالسبل السياسية وفق المبادرة الخليجية»، مشدّداً على «أهمية الجهود الدولية في إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن»، على حد تعبيره.

وقبيل القمة جرت مناورات عسكرية بين 25 دولةً من بينها الولايات المتحدة في شرق السعودية، شاركت فيها عدد من دول الخليج باستثناء قطر، بالإضافة إلى مصر وتركيا والبحرين والهند وباكستان.

اترك تعليقاً

Back to top button