جولة بومبيو للتحشيد… ودول وقوى المقاومة جاهزة للردّ والمواجهة
معن حمية
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مناسبات عدة، عن أنّ بلاده بصدد سحب قواتها من سورية، لكن بسبب امتعاض مسؤولين في إدارته من هذا الموقف، عاد وربط بقاء هذه القوات بالتمويل الخليجي، إلى أن بدأ الحديث عن إمكانية أن تحلّ قوات خليجية محلّ القوات الأميركية، وهو الطرح الذي أعلنه وزير خارجية السعودية عادل الجبير!
وربطاً بالذهنية التي يفكر بها ترامب، فإنّ ما تقدّم، هو لابتزاز دول الخليج مالياً وتدفيعها فاتورة مضاعفة، خصوصاً أنّ إدارة ترامب تتجه نحو المزيد من التصعيد ضدّ دول المنطقة المناهضة لأميركا. ولهذا الهدف زار وزير الخارجية الأميركي المعيّن حديثاً مايك بومبيو السعودية والأردن والقدس المحتلة. وبدا واضحاً أنّ الوزير الأميركي بحث مع رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، إمكانية أن تخوض «إسرائيل» مواجهة مع إيران، في حال نقضت واشنطن الاتفاق النووي، وقد أعلن بومبيو صراحة أنّ بلاده ستقدّم كلّ الدعم للكيان الصهيوني.
أما الهدف الثاني من جولة بومبيو، فهو وضع حدّ للخلاف بين دول الخليج. وهذا ما أشارت اليه وسائل إعلام أميركية عشية الجولة، حيث نقلت عن مسؤولين في الخارجية الأميركية، قولهم «إنّ صبر واشنطن بدأ ينفد» جرّاء استمرار ما تسمّيه «شجاراً صبيانياً» داخل مجلس التعاون الخليجي. وبالتالي، طبيعي أن تكون لقاءات الرياض بحثت أيضاً ما هو مطلوب من السعودية ودول الخليج، إنْ لجهة تمويل بقاء القوات الأميركية في سورية، أم لجهة استبدالها بقوات خليجية.
واضح من الزيارة ومن مجمل المواقف الأميركية أنّ هناك سعياً للتحشيد ضدّ دول المنطقة، وتحديداً ضدّ سورية وإيران، لكن ما هو مؤكد، أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها ليسوا هم من يفرض الإيقاع على مسرح الأحداث في المنطقة، إذ بدا لافتاً ما يحقّقه الجيش السوري وحلفاؤه من إنجازات ميدانية، تمثّلت بتحرير عدد من البلدات في منطقة الحجر الأسود من تنظيم «داعش»، وأيضاً الوصول لعدد آخر من القرى والبلدات شرق الفرات، إضافة إلى إطلاق عملية عسكرية في بعض مناطق ريف حمص. وهذه الإنجازات التي حققها الجيش السوري وخصوصاً في منطقة شرق الفرات، تمثل رسائل ردع قوية لواشنطن وحلفائها.
وإلى رسائل الردع السورية، فإنّ اجتماع موسكو الذي عُقد بحضور وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا، وأكد وحدة سورية وسيادتها، شكّل رداً على ما يجري التخطيط له أميركياً وغربياً، وضمنا تركياً من محاولات لفرض واقع تقسيمي في سورية، وتثبيتاً لمسار أستانة، الذي حاول مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن ينعاه بقوله إنّ «عملية أستانة استنفدت طاقاتها بالكامل».
وعلى ضفة الاتفاق النووي، فإنّ طهران قابلت التصعيد الأميركي بأشدّ منه، وهدّدت بالانسحاب من معاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة النووية، في وقت لا تزال الدول الأوروبية، خصوصاً فرنسا وبريطانيا وألمانيا، تبلّغ إيران رسائل تؤكد فيها تمسكها بالاتفاق.
وعليه، فإنّ الجنوح الأميركي ـ «الإسرائيلي» نحو التصعيد والعدوان سواء ضدّ سورية أو ضدّ إيران، مأخوذ بعين الاعتبار، حيث إنّ دول المقاومة وقواها على أتمّ الجهوزية للردّ والمواجهة.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي