نتنياهو يقطع زيارته لقبرص.. وجيش الاحتلال يدعو الاحتياط
أحدث أعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، في وقت وقّع فيه على عقوبات قاسية ضدها.. أحدث توتراً على صعيد جبهات المواجهة مع العدو من جهة، وتوتراً إقليمياً ودولياً تخوّفاً من انفجار الوضع في كامل منطقة الشرق الأوسط، وحيث تنتشر القواعد الأميركية وبخاصة في الخليج.
وكان ترامب زعم خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض أن الاتفاق النووي سمح لإيران أن تستمرّ في تخصيب اليورانيوم، ورفع العقوبات التي كانت تشلّ إيران مقابل تحديد ضعيف مقابل لأنشطتها النووية.
ولفت إلى أنه «منذ التوصل للاتفاق حتى الآن زادت ميزانية إيران 40 في المئة، والشروط التي وضعت ليست مقبولة، ولو سمحتُ لهذا الاتفاق أن يستمر فسيكون هناك سباق تسلح نووي بالشرق الأوسط»، بحسب تعبيره.
وأوضح أنه «سيوقع مذكرة لفرض عقوبات جديدة، وسيفرض أعلى درجات العقوبة»، وهدّد بالقول: «أي دولة ستساعدها ستخضع لعقوبات، وأميركا لن تكون رهينة لابتزاز الاتفاق النووي».
وفي أول تعليق على قرار ترامب، أشاد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو به. وقال في مؤتمر صحافي «نثمن عاليًا قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران»، مشيرًا إلى أن ترمب اتخذ قرارًا شجاعًا وصحيحًا.
وأضاف – في كلمة تلفزيونية استمرت دقيقتين ألقاها بالعبرية والإنكليزية – أن الاتفاق الإيراني كان «وصفة لكارثة، وكارثة لمنطقتنا وكارثة للسلام في العالم».
كما أعلنت المملكة العربية السعودية، عن تأييدها وترحيبها بالخطوات التي أعلنها الرئيس الأميركي حيال انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران.
وذكر بيان صادر عن الخارجية السعودية أن الرياض تؤيد ما تضمنه الإعلان من إعادة فرض للعقوبات الاقتصادية على إيران والتي سبق وأن تمّ تعليقها بموجب الاتفاق النووي.
وفي حين حذرت روسيا من أن الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران سيؤدي إلى عواقب وخيمة، وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إن موسكو تعتبر الحفاظ على هذا الاتفاق أساساً لإبقاء الوضع الراهن.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقادة ألمانيا وبريطانيا فقد أسفوا للقرار الأميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.
هذا وقرر قادة سياسيون وعسكريون صهاينة أمس، إنهاء مهام مخطط لها مسبقًاً ضمن جدول أعمالهم، فيما أعرب آخرون عن خشيتهم من اللحظات المقبلة، بعد إعلان ترامب انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران.
إلى ذلك، عقد قادة الأمن الصهيوني اجتماعًا استثنائيًا مساء أمس، في مقر وزارة الجيش في مدينة تل أبيب للتنسيق حول التطورات المحتملة على الساحة الفلسطينية خلال الأسبوعين المقبلين.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن الاجتماع ضمّ كلاً من رئيس هيئة الأركان غادي آيزنكوت، ورئيس جهاز الأمن العام الشاباك نداف أرغمان، بالإضافة لمفتش الشرطة العام روني الشيخ وضباط كبار في أذرع الأمن المختلفة.
وبيّنت أن الاجتماع تمّ تكريسه للتنسيق بين الأذرع الأمنية المختلفة خلال الفترة المقبلة والتي قد تشهد توترًا كبيرًا في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة على خلفية القرار الأميركي بنقل السفارة للقدس، وكذلك ذكرى النكبة والمسيرات الضخمة المتوقعة منتصف الشهر.
وفي هذه الأثناء، كشفت القناة الثانية العبرية عن استعدادات غير مسبوقة تجريها شرطة العدو الأسبوع المقبل على ضوء القرار الأميركي بافتتاح السفارة بالقدس الاثنين المقبل.
ووصفت القناة الأسبوع المقبل بالقابل للانفجار لأكثر من سبب أولها نقل السفارة، والثاني إحياء ذكرى النكبة الثلاثاء المقبل وما سيرافقها من تظاهرات ومسيرات على الحدود.
وفي هذا السياق، عاد نتنياهو من قبرص مساء أمس، بعد زيارة استمرت ساعات قليلة، بدلاً من يوم كامل بسبب توتر الوضع الأمني.
كما ألغى رئيس أركان جيش العدو الجنرال غادي آيزنكوت مشاركته في مؤتمر «هرتسليا» للأمن القومي الصهيوني، بسبب التوتر في الجولان المحتل وعلى الحدود مع لبنان.
وجاء تحذير السفارة الأميركية في كيان العدو مساء أمس، موظفيها ورعاياها من الذهاب أو البقاء في مناطق التوتر الأمني في الجولان السوري المحتل، ليضيف تخوّفاً في بيئة العدو.
وفي السياق، قال وزير المال الصهيوني عضو الكابينيت المصغر للشؤون السياسية والأمنية موشيه كحلون: «هذه أكثر الأوقات المتوتّرة منذ دخولي الكابينيت ». وأضاف «صحيح أننا لسنا بليلة حرب، لكن العدو يقصد إيران يريد أن يضربنا، ونحن يجب أن نكون جاهزين».
كما أوضح الوزير الصهيوني نفتالي بينيت أن «جميع الأنظمة الدفاعية والهجومية في الجيش على أهبة الاستعداد».
إلى ذلك، استدعى جيش العدو جنود احتياط من ضمن استعدادات قصوى في الجولان السوري المحتل، ويدعو الى فتح الملاجئ في المنطقة.