فلسطين تستعدّ للمواجهة… وواشنطن تباهي بالتعاون الخليجي الإسرائيلي عشية افتتاح السفارة حردان لحكومة تستعيد الثقة بالأفعال لا بالأقوال… والحريري يبدأ الفكّ والتركيب في «المستقبل»
كتب المحرّر السياسي
بينما تواجه المفوضية العليا للانتخابات في العراق أدق أوقاتها وأكثرها حرجاً صباح اليوم، مع حلول موعد حدّدته سلفاً لإعلان نتائج الانتخابات النيابية، سجلت مصادر سياسية واسعة الاطلاع في العراق قلق الجميع من دخول العراق مرحلة من الفوضى السياسية في ضوء حجم المشاركة الضئيلة في الإنتخابات التي بقيت دون الثلاثين في المئة في العديد من المحافظات من جهة، والتشكيك بعملية الفرز الإلكترونية التي اعتمدتها المفوضية وصل إلى الدعوة لإلغاء العملية الانتخابية في كردستان من قبل كتلة التغيير، وفي العراق كله، كما قال أياد علاوي رئيس الكتلة الوطنية العراقية.
التتمة ص8
بالتزامن مع الاختبار العراقي المفتوح على احتمالات كثيرة في ظل تضارب توقعات النتائج، لم تصل أكثر التوقعات تفاؤلاً إلى تظهير وجود أغلبية قادرة على تسمية رئيس حكومة ينجح بتوفير أغلبية تدعم تشكيلته الحكومية فرئيس الحكومة حيدر العبادي الذي يتطلّع مع تحالف يقوده السيد مقتدى الصدر لتشكيل هذه الأغلبية تحدّثا عن نيلهما معاً مئة وعشرة مقاعد أي أقل من الأغلبية اللازمة بخمسة وخمسين مقعداً، بينما شككت مصادر لائحتي الفتح ودولة القانون المدعومتين من الحشد الشعبي والرئيس السابق للحكومة نور المالكي بالمعلومات المسرّبة، مؤكدة أن ما لديها من معطيات يؤكد أن لوائح الفتح لا زالت في المقدّمة.
في غموض المشهد العراقي تبرز الدعوة لحكومة وحدة وطنية، ومناخ المصالحات وحفظ التوازنات، خصوصاً أن مصير سلاح الحشد الشعبي من جهة والموقف من الاحتلال الأميركي لن يجرؤ أحد على مراجعتهما في المجلس الجديد، مع استحالة تشكيل أغلبية اللون الواحد.
مناخ المصالحات يحضر في استانة في الجولة التاسعة التي تنعقد اليوم، بعد الانتصارات التي سجلها الجيش العربي السوري، ونجاحه في تحرير كل الجزر الواقعة بين شريطَيْ الحدود الشمالي والجنوبي، حيث القرار العسكري رغم وجود عناوين سورية للتشكيلات المسلحة، يبقى بيد الرعاة الدوليين والإقليميين، ولذلك تركّز موسكو، كما نقلت مصادر متابعة عن مسؤولين روس مشاركين بالتحضير للقاء أستانة، على تثبيت التهدئة وفق شروط جديدة شمالاً وجنوباً، عبر تأمين انتشار الجيش السوري حتى الحدود السورية الأردنية والحدود التركية السورية، بعد فتح الطرقات الدولية التي تربط دمشق بدرعا وصولاً إلى عمان وتحييد الجماعات المسلحة عن المحيط المشرف على هذه الطريق، ومثلها طريق حماة حلب وصولاً إلى الحدود التركية السورية وخروج الجماعات المسلحة من محيط هذا الطريق الدولي.
اليوم أيضاً تخرج فلسطين إلى الساحات تمهيداً ليوم تاريخي غداً، سيكون الحدث فيه هو مسيرات العودة الفلسطينية التي يتوقع أن يشارك فيها مئات آلاف الفلسطينيين في الداخل والخارج، بينما تحتفل الحكومة الإسرائيلية ومستوطنوها بذكرى اغتصاب فلسطين، بمشاركة عربية ورعاية أميركية بانتقال السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، وسط تجمّعات للمستوطنين تهاجم باحات المسجد الأقصى، وتؤكد مصادر فلسطينية على صلة بالتحضيرات لمسيرات العودة أن المواجهة التي ستبدأ غداً ستكون بداية لتاريخ جديد.
في لبنان قضيتان تتصدّران الواجهة، انتخاب نائب رئيس مجلس النواب، بعد تبلور مرشح التيار الوطني الحر، وموقف التيار من التصويت لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، أو الذهاب لخيار الأوراق البيضاء، ليتقرر ما إذا كان الإجماع على الرئاسة سينسحب إجماعاً على نائب الرئيس أو تذهب اللعبة الانتخابية إلى مواجهة بين مرشحين أو أكثر.
القضية الثانية تشكيل الحكومة الجديدة، مع ترجيح عودة الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة، فالتجاذبات المحيطة بتشكيل الحكومة كثيرة ومعقدة، ما يجعل التشكيل مساراً طويلاً من التفاوض، يبدأ باعتماد مبدأ حكومة تمثل التوازنات التي حملتها الانتخابات والكتل الجديدة التي تتشكّل بضوئها، خصوصاً وجود عدد وازن من النواب المسيحيين والسنة خارج تكتلات تيار المستقبل والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، ويطال التجاذب مصير وزارة المالية ومثلها مطالبة القوات اللبنانية بتعزيز حصتها الوزارية كماً ونوعاً، والتجاذب الحريري مع النائب وليد جنبلاط في حديث جنبلاطي عن حلف يجمع الحريري بالوزير طلال إرسلان، فيما تصاعدت الأنباء عن تغييرات في وضع تيار المستقبل مع حملة إقالات واستقالات، كان أبرزها خروج نادر الحريري من دوره البارز إلى جانب الرئيس الحريري، ضمن ما وصفته مصادر متابعة بعملية فكّ وتركيب تأتي ترجمة لقرار الرئيس الحريري الوجود والحضور لإدارة ملفاته بنفسه بعد تجربة الإدارة عن بُعد وبالواسطة التي أثبتت فشلها في الانتخابات.
في التشكيل الحكومي ووظيفة الحكومة الجديدة، قال رئيس المجلس الأعلى للحزب السوري القومي الاجتماعي، إن القضية هي كيف تكون لنا حكومة تستعيد ثقة المواطنين، فحكومة استعادة الثقة لا تزال حاجة وضرورة، لكن المطلوب حكومة تستعيد الثقة بالأفعال لا بالأقوال.
حردان: نريد حكومةً تُعيد ثقة المواطن بالدولة
شدّد رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان على أهمية تثبيت الاستقرار وحمايته وتحصين الوحدة الوطنية وتقويتها، وتعزيز السلم الأهلي وصونه، مؤكداً ضرورة التمسك بعناصر قوة لبنان، المتمثلة بمعادلة «الجيش والشعب والمقاومة»، لأنّ هذه المعادلة هي التي حمت لبنان وهي التي تحمي السيادة والكرامة ومصالح اللبنانيين.
وأمام عشرات الوفود والشخصيات والفاعليات التي أمّت دارته لتهنئته بفوزه في الانتخابات، قال حردان: اللبنانيون جميعاً يداً واحدة وارادة واحدة مطالبون بحماية عناصر قوّة لبنان، فلبنان يجب أن يبقى قوياً وقادراً في مواجهة كلّ التحدّيات، وهو من خلال ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة استطاع ويستطيع مجابهة الخطر الذي يمثله العدو «الإسرائيلي» وخطر المجموعات الإرهابية التي ترعاها «إسرائيل» والتي تهدّد لبنان في أمنه استقراره وسلمه الأهلي.
وقال حردان: الحكومة الحالية رفعت شعار «استعادة ثقة المواطنين بالدولة»، لكن هذا الأمر لم يحصل، لذلك نتطلع إلى أن تكون الحكومة المقبلة قادرة على استعادة الثقة، من خلال تثبيت دعائم الاستقرار، لأنه وحده يسمح للثقة بأن تعود تدريجياً، ومن خلال تحقيق الإنماء المتوازن في المناطق، لأنه لا استقرار دون إنماء متوازن. إنّ الاستقرار الاجتماعي يتطلب الاستفادة من القروض لإقامة مشاريع أساسية وحيوية تحقق الإنماء المتوازن واستقرار البلد في آن.
وأردف: المناطق تحتاج إلى إنماء، ولا يجوز الاستمرار في حصر الإنماء بالعاصمة وإبقاء مناطقنا إضافةً إلى أحزمة البؤس في العاصمة مناطق فقيرة ومحرومة. واليوم، ثمة إضرابات في كلّ المؤسّسات، من التعليم إلى الكهرباء والمياه إلى الوظائف العامة حتى في المستشفيات. ونحن نعتبر أنّ غياب الحلول والمعالجات لا يساهم في عملية التحصين.
وأضاف حردان: نريد حكومةً تعيد بالفعل لا بالكلام ثقة المواطن بالدولة. الكلام لا يعيد الثقة، وللأسف لم يعد له أيّ مصداقية. المصداقية تتعزّز حين تترجم الأقوال أفعالاً. لذلك، المناطق اليوم بحاجة إلى تلبية مطالبها، ويجب أن تترجم التعهّدات للمواطنين على أرض الواقع.
وتحدث حردان عن واقع المناطق الجنوبية، بوصفها مناطق تشكل نموذجاً فريداً للوحدة، وللمناعة الوطنية في مواجهة الخطاب التفكيكي الطائفي، الذي للأسف، بات موجوداً في كلّ لبنان، لكن هذه المنطقة تغلبت عليه، ونتائج الانتخابات دليل على ذلك. إنّ النموذج الذي قدّمته هذه المنطقة هو تعبيرٌ حقيقي عن إرادة أبنائها، وهذا النموذج نريده لكلّ لبنان.
وتوجّه إلى الوفود والفاعليات قائلاً: «نحن إلى جانبكم ومعكم، سندافع عن حقوق هذه المنطقة وسنعمل لتأمين كلّ ما تحتاجه، ونحن بوجودكم ودعمكم نشكّل قوّة ضاغطة لتحقيق المطالب، فهذا البلد كغيره من البلدان علينا أن نكون أقوياء لأننا أصحاب حقّ. فعندما نكون أصحاب حقّ إلى جانب قوّتنا نصل إلى تحقيق حقّنا».
«عاصفة» إقالات داخل «المستقبل»
وكأن القوى السياسية غير راغبة بطي صفحة الانتخابات النيابية ولا إقفال الحساب الانتخابي والسياسي، ولم تشفع عطلة نهاية الأسبوع وبرودة الطقس دون ارتفاع سخونة المشهد السياسي الداخلي وانفجار كافة المحاور، لا سيما على جبهة بيت الوسط – كليمنصو والمختارة – خلدة، وعلى خط الرابية معراب، أما البارز فكان عاصفة الإقالات داخل التيار الأزرق التي أطاحت بمجموعة واسعة من قيادات الصف الأول والمستويات العليا والمتوسطة في «التيار» وطاولت شخصيات من «العائلة الحاكمة» لا سيما مدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري ومسؤول الماكينة الانتخابية في المستقبل ومدير مكتب وزير الداخلية ماهر أبو الخدود.
ماذا يحصل داخل «المستقبل»؟ سؤال ضجّت به الأوساط السياسية والشعبية وسط توقعات بأن تتبع حملة الإقالات المتتالية حملات أخرى خلال الأيام القلية المقبلة ربما تشمل نواباً ووزراء. مصادر سياسية أشارت لــ «البناء الى أن «جملة الإقالات جاءت بطلب سعودي إماراتي كشرط مقابل تسوية مالية للرئيس سعد الحريري في إطار حملة تطهير أرادتها السعودية في صفوف المستقبل الذين تربطهم علاقة جيدة بحزب الله وتعاونوا معه ضد المملكة وأفشلوا خطتها إبان احتجاز الرئيس سعد الحريري في 4 تشرين الثاني الماضي». ولفتت المصادر الى أن «السعودية طلبت من الحريري هذا الأمر منذ ذلك الحين وأصرّت قبيل الانتخابات النيابية غير أن الحريري طلب تأجيل هذا الأمر الى ما بعد الانتخابات كي لا يؤثر على وحدة التيار وأدائه في العملية الانتخابية». وأوضحت المصادر بأن «نتائج الانتخابات التي تسببت بنكسة للتيار هي أحد أسباب ما يجري داخل المستقبل، لكن هناك أسباب خارجية». ولفتت الى أن «إقالة نادر الحريري لا يعني تجميد التواصل مع حزب الله الذي سيستمرّ عبر قنوات أخرى». ووضعت المصادر استقالة نادر الحريري بعملية استيعاب وامتصاص النقمة السعودية على الحريري وتمّت بالتنسيق بين الحريري وإبن عمته لتخفيف الضغط السعودي على الحريري، ولم تستبعد تعيين نادر في مناصب أخرى في الظلّ وبعيداً عن الإعلام بانتظار انحسار الضغط الخليجي ليعود الى مناصب وزارية ونيابية في المستقبل».
ووضعت مصادر قيادية مستقبلية ما يجري داخل «التيار» في إطار إعادة تقييم داخلي تجريه قيادة المستقبل بعد الانتخابات، لتحديد مكامن الخلل والتقصير لتجديد القطاعات والتنسيقيات والمسؤولين عن الملفات الأساسية في التيار». وكشفت لـ «البناء» أن «التحقيقات الداخلية مستمرة في مختلف المستويات بعد ورود شكاوى عديدة عن تقصير وأخطاء فردية وربما تصل الى حد الفساد وتلقي رشى وغيرها فضلاً عن الصراعات الداخلية وقد تطال مئات الأشخاص». ونفت المصادر أن «تكون للأمر علاقة بأزمة احتجاز الحريري أو بحسابات خاصة بمصالح السعودية في لبنان»، موضحة أن «لا رابط بين إقالة نادر الحريري والحنق السعودي عليه، إذ إنه واحد من أصل عشرات تمّت إقالتهم لأسباب داخلية محضة تتعلق بأداء التيار في الاستحقاقات».
ولفتت المصادر الى أن «الحريري لم يُمنَ بهزيمة كما يُشاع بل تمكن في الأسابيع الاخيرة قبل الانتخابات من استنهاض القواعد الحزبية والشعبية من خلال جولاته وحصد 21 مقعداً، رغم عدد اللوائح الكبيرة المنافسة في طرابلس وبيروت وصيدا والبقاع»، مشيرة الى «أن تقديرات المستقبل كانت حصوله على 24 مقعداً كأقصى حد».
وأعلنت الأمانة العامة في التيار قرار رئيس الحكومة «إعفاء السيد وسام الحريري منسق عام الانتخابات من مسؤولياته في هيئة شؤون الانتخابات»، و«السيد ماهر أبو الخدود مدير دائرة المتابعة في مكتب الرئيس من مهامه في التيار». ونفت الأمانة «استقالة الأمين العام للتيار أحمد الحريري». وأشارت الى أنّ «القرارات الصحيحة حصراً هي التي تصدر عن الرئيس وتعلنها الأمانة العامة رسمياً».
لكن السؤال كيف يتحدّث الحريري عن انتصار انتخابي في الوقت الذي يقوم بكل هذه الإقالات لأبرز المسؤولين عن الملف الانتخابي والعلاقات السياسية لتقصيرهم في مهماتهم الانتخابية وتحميلهم مسؤولية النتائج؟ فهل يحتاج المنتصر الى فعل ذلك؟
وفي الوقت الذي يعيش «المستقبل» والبيت الحريري الداخلي هزة انتخابية وسياسية وتغييرات لا تبدو السعودية بعيدة عنها طالت شخصيات مقربة من الحريري نفسه وعلى مسافة أسبوع من انطلاق استشارات التكليف الملزمة، كان رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة ، يستقبل القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري وسفير الإمارات في لبنان حمد سعيد الشامسي !
وفي الموازاة، لا تبدو علاقة رئيس المستقبل ورئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط آيلة الى التهدئة، فلم يستسغ جنبلاط ادعاء الحريري الانتصار الانتخابي، فغرّد عبر «تويتر»، قائلا: «أما وقد انتهت الانتخابات فغريب كيف أن بعض الخاسرين يدّعون النصر والبعض الآخر يلجأ إلى الضجيج الإعلامي بدلاً من احترام القانون»، فسرعان ما أدرك الحريري أنه المعني وردّ عبر «تويتر» متوجّهاً إلى جنبلاط،: «يا ليت يا وليد بيك تحلّ عن المستقبل شوي وما تحطّ كل مشاكلك علينا وشكراً».
«التيار» – «القوات»: المعركة الحكومية آتية
الى ذلك، لا تزال نتائج الانتخابات وعدد المقاعد محلّ سجال وقراءة سياسية مختلفة بين التيار الوطني الحر و»القوات اللبنانية»، فبعد رسائل رئيس «القوات» سمير جعجع الانتخابية ذات الأبعاد السياسية إلى بعبدا والرابية، ردّ رئيس « التيار» الوزير جبران باسيل على رئيس «القوات»، وأكد في كلمة له خلال احتفال «التيار» بالانتصار في الانتخابات النيابية ، بالقول: «إذا كنت لا تجيد عدّ نوّاب ولا تجيد عدّ الأصوات، كيف نعطيك وزارة فيها عدّ وحسابات كوزارة الطاقة؟».
وردّ وزير الإعلام ملحم الرياشي ، في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على باسيل قائلاً: «ما زيد عن المال و اللاجئين والعدّ، أقول لك يا جبران لم أكن أنا ورئيس الجمهورية ميشال عون نمازح فيه النائب إبراهيم كنعان في زمن المفاوضات الصعب بحركة اليد «كل شي بيرجعلك ضحاك ما بتحرز».
وقالت مصادر سياسية إن معركة تشكيل الحكومة بين «التيار» و»القوات» آتية لا محال في ظل تضخّم حجم «القوات» واعتبارها مساوية لحجم التيار البرتقالي، مشيرة الى أن القوات ذاهبة الى صدام مع التيار الحر والمستقبل والرئيس ميشال عون لفرض نفسها في الحكومة بحصة وازنة.
هدوء حذر في الشويفات
إلى ذلك، وضع الجيش اللبناني يده على ملف أحداث الشويفات وسط حالة من الهدوء الحذر تعيشها المدينة، وأعلنت قيادة الجيش في بيان أنها «أوقفت المدعوين طارق السوقي ووائل البنا، لارتباطهما بالإشكال الذي حصل في وقت سابق في بلدة الشويفات وبالمطلوبين بشكل أو بآخر، وضبط بحوزتهما مسدسان حربيان ومبلغ من المال وعدد من الأجهزة الخلوية، بالإضافة إلى بطاقات تسهيل مرور ورخص حمل أسلحة منتهية الصلاحية. ولا تزال التحقيقات معهما مستمرة بإشراف القضاء المختص».
وأكد جنبلاط في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى «أنني أشجب وأدين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتعرّض لكرامات الناس وأعراضهم وأنني على كامل الثقة بأن القانون سيأخذ مجراه في قضية حادثة الشويفات ، لكن كفى هذا السيل من المزايدات والتحريض والإساءات من هنا وهناك وتمثلوا بسيرة وأخلاقية الشهيد علاء أبي فرج».
وكان رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» وزير المهجرين طلال أرسلان، قد شنّ هجوماً لاذعاً وعنيفاً على جنبلاط والمختارة هو الأول من نوعه منذ سنوات. وفي مؤتمر صحافي عقده في دارته في خلدة، قال: «يا وليد بيك إذا كنت تريد التهدئة والمعالجة فنحن حاضرون، وأنا أنتظر قرارك النهائي، ومهما حاولت تطويقي وابتزازي والتهويل، فلم يعد ينفع ذلك، لأن الزمن الأول تحوّل، نريد أن تكلّمنا وجهاً لوجه أنت أو تيمور بيك جنبلاط، لأنني لا أريد أن تدخل الأوباش إلى منزلي».
بري – الحريري: تعقيدات التشكيل تابع…
وفي ظل مربعات الاشتباك المحلية والتعقيدات الاقليمية، يصبح السؤال مشروعاً: أي حكومة وحدة وطنية ستبصر النور في هذه الأجواء الملبدة بالغيوم؟ وأي انطلاقة لحكومة العهد الأولى مع هذه الخطابات الطائفية والتصعيدية؟ وماذا عن خطط رئيس الجمهورية والعهد والحكومة لمعالجة الأزمات الحياتية والاقتصادية المتفاقمة مع تنامي خطر الانهيار المالي والاقتصادي في لبنان؟
مصادر حزبية قالت لـ «البناء» إن «اللقاء المسائي الطويل الذي جمع رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة سعد الحريري لم يخرج برؤية واضحة حول المرحلة المقبلة باستثناء إعلان الحريري تأييده لبري لرئاسة المجلس وتأييد برّي لتسمية الحريري لتشكيل الحكومة، لكنها لفتت الى أن «لا اتفاق على شكل الحكومة الجديدة ولا على وزارة المال ولا التوازنات وتوزيع الحقائب والبيان الوزاري، على أن تبحث تعقيدات التشكيل بعد استحقاق رئاسة المجلس».
وحول نيابة رئاسة المجلس أبلغت أوساط مستقبلية «البناء» بأن كتلة المستقبل ستصوّت إلى الوزير السابق النائب الياس بو صعب.
نصرالله يطلّ اليوم
ويطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عصر اليوم في كلمة له في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد القائد الجهادي مصطفى بدر الدين.
وأكد رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين خلال احتفال تأبيني، أن من أهم نتائج الانتخابات النيابية أن كل ما دفعه آل سعود، وما فعله الأميركي والإسرائيلي على المستوى الدولي والسياسي والعقوبات المالية والاقتصادية، والضغط الإعلامي والدعائي، ذهب هباءً منثورًا».
وأعلن عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب هاني قبيسي بأننا لن نقبل بأن يكون نزع سلاح المقاومة هدفاً سياسياً او انتخابياً للبعض يريد تأدية دور مكلف به من الخارج، ولن نقبل أبداً أن يرفض كتابة كلمة مقاومة في أي بيان وزاري».