كوريا الشمالية تعلن إلغاء قمة كيم وترامب
علّقت الوكالة الكورية الشمالية، أمس، على إثارة الولايات المتحدة موضوع حقوق الإنسان في البلاد قبيل المفاوضات الأميركية الكورية الشمالية المرتقبة.
وقالت بيونغ يانغ إنّ «الضجة الأميركية بهذا الشأن خرق صريح لكرامة كوريا الشمالية وسيادتها، وعجرفة من الولايات المتحدة تجاه محاورها في محاولة سخيفة منها للوصول إلى أهدافها القذرة على ساحة المفاوضات عبر زيادة الضغط من خلال بوابة حقوق الإنسان».
وشدّدت بيونغ يانغ على أنّ «واشنطن أخطأت حينما ظنت أنّ سعي كوريا للتفاوض نتج عن العقوبات والضغط وليس عن إرادتها».
وأشارت إلى أنّ «مسألة حقوق الإنسان يجب أن تكون خارج أي صفقة سياسية وأي محاولة توظيف الموضوع لتحقيق خطط لفرض الهيمنة»، مضيفة «أنّ الولايات المتحدة لا يحقّ لها إطلاقاً التحدث عن حقوق الإنسان، إذ إنها ارتكبت عدداً لا يحصى من الجرائم البشعة وانتهاكات لحقوق الإنسان ضدّ الشعب الكوري، بما في ذلك جرائم القتل الجماعي خلال الحرب الكورية».
إضافة إلى ذلك، أعلنت السلطات الكورية الشمالية «إلغاء القمة بين رئيسها كيم جون أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب بسبب المناورات الأميركية – الكورية الجنوبية».
واعتبرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية «أنّ التدريبات بين القوات الجوية الكورية الجنوبية والولايات المتحدة هي بروفة لغزو كوريا الشمالية واستفزاز لـ العلاقات الدافئة بين الكوريتين».
من جهة أخرى صرّحت بيونغ يانغ أنها «ستلغي محادثات رفيعة المستوى مع كوريا الجنوبية كانت مقررة اليوم، بسبب تلك المناورات العسكرية المشتركة بين واشنطن وسيول».
وشدّدت بيونغ يانغ أن على «الولايات المتحدة التخلي عن غبائها الذي يمكن أن يعكس المسار الجيد للوضع الذي تم التوصل إليه بصعوبة، وبدلاً من ذلك، ينبغي عليها بذل جهود من أجل بناء جو من الاحترام المتبادل والثقة خلال فترة التحضير للحوار».
وكان قد أعلن سفير كوريا الشمالية لدى مؤتمر نزع السلاح التابع للأمم المتحدة هان تاي – سونغ في جنيف أمس، «أنّ بلاده ترغب بالمساهمة في الجهود الدولية لحظر التجارب النووية بشكل كامل».
وقال السفير إن «جمهورية كوريا الشمالية الشعبية الديمقراطية ستشارك في الجهود الدولية من أجل حظر كامل للتجارب النووية».
وأعلن رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ – أون الشهر الماضي «أنّ بلاده ستوقف اختباراتها النووية وعمليات إطلاق الصواريخ العابرة للقارات التي اعتبرتها خطوة مهمة نحو نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية».
لكن بيونغ يانغ لم تنضمّ مجدداً لـ «معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية» التي انسحبت منها في 2003.
وهي كذلك بين ثماني دول قادرة على إجراء اختبارات نووية، بينها الولايات المتحدة والصين وإيران، لم توقع أو تصدّق «معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية» الموقعة عام 1996، ما منع دخولها حيز التنفيذ.
ولم يًشر السفير الكوري الشمالي في مداخلته إلى المعاهدات، لكنه أكد نية بلاده «تطوير العلاقات بين الكوريتين ونزع فتيل التوتر العسكري الحاد وإزالة خطر اندلاع حرب في شبه الجزيرة الكورية لاحقاً».
وأضاف أن بلاده «ستبذل جهوداً صادقة لوضع آلية مستدامة للسلام مع الشطر الجنوبي»، داعياً المجتمع الدولي إلى «توسيع دعمه النشط في تشجيع المناخ الإيجابي الحالي».
من ناحيته، قال سفير الولايات المتحدة لدى المؤتمر روبرت وود خلال الاجتماع أن بلاده «ترحّب بالتزام كوريا الشمالية إنهاء الاختبارات النووية وعمليات إطلاق الصواريخ وإغلاق مواقع إطلاق الصواريخ الخاصة بها».
وأفاد «أن واشنطن تتطلع إلى القمة المرتقبة في سنغافورة بتاريخ 12 حزيران بين كيم والرئيس الأميركي دونالد ترامب اللذين تبادلا قبل أشهر قليلة فقط الإهانات الشخصية والتهديدات بشن حرب».
وصف وود القمة بأنها «فرصة تاريخية لتحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية».
وأضاف «نأمل أن تستغل كوريا الشمالية الفرصة وتتخذ الخطوات الشجاعة الضرورية لقيادة البلاد نحو مستقبل آمن ومزدهر».
وتأتي التحركات الدبلوماسية الأخيرة بعد سنوات من التوترات في شبه الجزيرة الكورية حيث استدعت برامج بيونغ يانغ النووية والصاروخية عقوبات مشددة من مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية وغيرهم.
ولدى سؤاله عن استمرار التهديدات من واشنطن بفرض عقوبات، حذّر هان أمس، من أنها «محاولة خطيرة لتخريب مناخ الحوار الذي تمّ التوصل إليه بصعوبة».
في السياق نفسه، أكد تقرير نشره موقع «38 نورث» التابع لجامعة جونز هوبكنز في واشنطن، «أنّ كوريا الشمالية بدأت تفكيك أكبر مواقعها للتجارب النووية بانغي – ري شمال شرق البلاد».
ويعتمد التقرير على صور حديثة ملتقطة بالأقمار الاصطناعية، حيث تظهر «أوّل أدلة فيها على أنّ تفكيك موقع الاختبار النووي يتقدّم بشكل جيد».
وجاءت هذه التعليقات قبل قمة تاريخية بين الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ – أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب من المقرّر عقدها في 12 حزيران المقبل في سنغافورة.
وأعلنت بيونغ يانغ مؤخراً أنها ستدمّر «بالكامل» موقع بانغي – ري في شمال شرق البلاد، وبحضور الصحافيين الأجانب في الفترة بين 23 و25 أيار.
وشهد موقع بانغي – ري كل التجارب النووية الستّ التي أجرتها كوريا الشمالية بما فيها أقوى تجاربها في أيلول الماضي.
في سياق متصل، وافقت كوريا الجنوبية على اقتراح قدّمته نظيرتها الشمالية لعقد اجتماع رفيع المستوى اليوم في قرية بانمونجوم الحدودية بين البلدين.
وقالت وزارة الوحدة الكورية الجنوبية في بيان صحافي أمس: «ستُعقد محادثات رفيعة المستوى بين ممثلي كوريا الشمالية والجنوبية للوقوف في 16 أيار في قرية بانمونجوم الحدودية على سبل تنفيذ بنود إعلان بانمونجوم المشترك حول الازدهار والسلام والوحدة في شبه الجزيرة الكورية».
واقترحت بيونغ يانغ أمس، عقد المحادثات رفيعة المستوى بين الكوريتين لمناقشة إجراءات لاحقة للاتفاقات التي توصل إليها رئيسا البلدين في لقائهما التاريخي الشهر الماضي، وفقاً لما ذكرته وزارة الوحدة الجنوبية صباح أمس.
تجدر الإشارة إلى أنّ المحادثات ستشكل أول اجتماع بين ممثلي الكوريتين بعد لقاء القمة الذي جمع رئيسي البلدين، الجنوبي مون جيه إن، والشمالي كيم جونغ أون في نيسان الماضي.