بوتين يبحث نتائج أستانة 9 والوضع في فلسطين.. وحكومة الظل البريطانية تؤكد حقيقة شعبية الأسد
بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان نتائج الجولة التاسعة من اجتماعات أستانة حول سورية والوضع المتفاقم في الشرق الأوسط على خلفية نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن الكرملين قوله في بيان صحافي «تمت مواصلة تبادل الآراء حول موضوع التسوية اللازمة في سورية مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج لقاء أستانة الدولي حول سورية الذي انتهى يوم أمس».
وأضاف البيان «أن الجانبين ناقشا كذلك الوضع المتفاقم في منطقة الشرق الأوسط وتمّ إيلاء اهتمام خاص للاحتجاجات الواسعة التي تجري على الأراضي الفلسطينية على خلفية افتتاح السفارة الأميركية في القدس، كما تمّ الإعراب عن القلق البالغ إزاء سقوط أعداد كبيرة من الضحايا الفلسطينيين».
وشدّد الرئيس الروسي في هذا السياق على «أهمية عدم اللجوء إلى العنف والحاجة إلى عملية تفاوض فعالة من أجل إيجاد حلول مقبولة للطرفين على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة».
وفي السياق، أكد وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمانوف أن البلدان الضامنة تستخدم ساحة أستانة مع باقي الأطراف لمعالجة المسائل المرتبطة بوقف الأعمال القتالية في سورية، معتبراً أن الدور الأساسي في مجال التسوية السياسية يعود إلى عملية جنيف برعاية الأمم المتحدة.
وقال عبد الرحمانوف في تصريح له: إن كازاخستان «تشاطر البلدان الضامنة تقييمها للنتائج الإيجابية للجولة الأخيرة»، معرباً عن أمله في بذل جهود إضافية لإيجاد حلّ للأزمة في سورية عبر تعزيز السلم والثقة بين مختلف الأطراف.
وكانت الجولة التاسعة من محادثات أستانة اختتمت أول أمس، وجدّد البيان الختامي المشترك للدول الضامنة لاجتماعات أستانة تأكيد الالتزام الثابت بسيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها وضرورة تجنّب الجميع لأي خطوات من شأنها المساس بهذه المبادئ وتقويض إنجازات صيغة أستانة، داعياً إلى ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب في سورية بهدف القضاء النهائي على تنظيمي «داعش» وجبهة النصرة وكل التنظيمات الأخرى.
من جهة أخرى، أعلنت حكومة الظلّ البريطانية رفضها وجود أي قوات بريطانية على الأراضي السورية.
وكشفت قناة بي بي سي البريطانية عام 2016 بالصور عن وجود عناصر من القوات البريطانية الخاصة في سورية، بزعم محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي. كما سبق أن كشفت صحيفة التايمز البريطانية عن دور سري تقوم به قوات بريطانية خاصة في الأراضي السورية دخلت عبر الأردن.
وتشارك بريطانيا في التحالف الاستعراضي غير الشرعي الذي أنشأته الولايات المتحدة الأميركية منذ آب عام 2014، من دون موافقة مجلس الأمن بدعوى محاربة الإرهاب الدولي في سورية، لكن الوقائع أظهرت أن هذا التحالف كان هدفه حماية إرهابيي تنظيم «داعش». وقام بارتكاب العديد من المجازر بحق السوريين عدا عن الدمار الهائل الذي ألحقه بالبنى التحتية في البلاد ولا سيما في مدينة الرقة.
وقالت وزيرة خارجية حكومة الظل البريطانية ايميلي ثورن في مقابلة مع مجلة بروسبيكت البريطانية.. «على القوات الأجنبية بما فيها البريطانية أن تغادر سورية، لأن هذه القوات لا تقاتل من أجل الشعب السوري»، مضيفة «وليس هناك شيء يُسمّى ثورة في سورية»، داعية حكومة تيريزا ماي الى دعم نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في مدينة سوتشي الروسية.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين السورية أكدت في أكثر من بيان أن أي وجود عسكري أجنبي في سورية من دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان موصوف واعتداء على السيادة السورية وانتهاك صارخ لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة.
إلى ذلك أشارت ثورن الى الدعم الشعبي الكبير الذي يحظى به السيد الرئيس بشار الأسد، لافتة إلى أن الغرب يحاول تجاهل هذه الحقيقة. وقالت «لو كان الرئيس الأسد شخصية لا تحظى بشعبية كبيرة لما كان موجوداً في مكانه».
إلى ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن واشنطن لا تتقبل وجود وجهات نظر بديلة حول حلّ الأزمة في سورية، مشدداً على أن هذا الأمر غير طبيعي.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن ريابكوف قوله للصحافيين أمس: «بغض النظر عن القضايا قيد النظر وسورية ليست استثناء.. الولايات المتحدة لا تتقبل أبداً وجود وجهات نظر بديلة.. إنه أمر غير طبيعي. وهو يؤدي لتصعيد التوتر الداخلي في النظام الدولي ويؤثر سلباً في القدرة على حلّ المشاكل بشكل جماعي والتي لا يمكن حلها بصيغ مصغرة».
ومن جهة ثانية أشار ريابكوف إلى أنّه يجب تخفيف الاعتماد على النظام المصرفي الأميركي، كاشفاً عن أن روسيا تعزّز الحوار حول ذلك في مجموعة دول بريكس.
وقال ريابكوف: «يجب الحدّ من الاعتماد على النظام المصرفي المالي الأميركي والقيام بكل شيء لضمان وجود قنوات وفرص بديلة»، مضيفاً أن تصرفات الولايات المتحدة المالية «تتجاوز حدود السيادة وتعرقل المسار الطبيعي للتعاون الاقتصادي في التجارة الدولية ما تحوّل إلى مشكلة قائمة بحد ذاتها».
وشهدت العلاقات الروسية الأميركية تدهوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة على خلفية سعي الأميركيين إلى الهيمنة على العالم وخرق القانون الدولي والاتفاقيات الدولية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول بهدف تغيير الأنظمة التى لا تتوافق سياساتها مع السياسات الأميركية ورفض روسيا لذلك.
ميدانياً، دخلت وحدات من قوى الأمن الداخلي إلى بلدة حر بنفسه بريف حماة الجنوبي بعد إخلائها من الإرهابيين ورفعت العلم الوطني فوق مبنى الناحية.
وذكر مصدر في حماة أن وحدات من قوى الأمن الداخلي دخلت ظهر اليوم إلى بلدة حر بنفسه وسط ترحيب من الأهالي الذين تجمّعوا أمام مبنى الناحية رافعين العلم الوطني في حين قدّمت الوحدات التحية الرسمية خلال مراسم رفع العلم الوطني فوق مبنى الناحية.
الأهالي المحتشدون فرحاً بعودة الأمان إلى بلدتهم رددوا الهتافات والأهازيج التي تتغنّى بالوطن وجيشه البطل مؤكدين أن بطولات الجيش السوري وتضحياته حرّرتهم من بطش الإرهابيين الذين حاصروهم لسنوات مشيرين إلى أن الفرحة الكبرى ستكون بتحقيق النصر المؤزر على الإرهاب.
وبين المصدر أن دخول الوحدات الشرطية وحفظ الأمن والنظام ترافق مع دخول ورشات تابعة لشركة كهرباء حماة ومؤسسة المياه وشركة الصرف الصحي والخدمات الفنية في المحافظة وفرق طبية وإسعافية من مديرية الصحة وكوادر من الهلال الأحمر العربي السوري لتقديم الخدمات الصحية للأهالي والبدء بإصلاح الشبكات الكهربائية والطرق والمرافق العامة في إطار الجهود الرامية لإعادة الحياة الطبيعية للبلدة بعد إخراج الإرهابيين وعائلاتهم منها إلى شمال سورية.
وجال محافظ حماة الدكتور محمد الحزوري يرافقه قائد شرطة المحافظة اللواء أشرف طه في شوارع البلدة، وصولاً إلى مبنى الناحية واستمع من الأهالي لمطالبهم والصعوبات التي عانوها في ظل وجود التنظيمات الإرهابية.
وحول عملية تسوية أوضاع الأهالي الذين أصروا على البقاء في منازلهم ومناطقهم والعودة إلى حضن الوطن بين رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في محافظة حماة في تصريح صحافي أنه تمّ إحداث مكاتب للتسوية في ريف حماة الجنوبي الغربي بدءاً من اليوم قابلة للتمديد متمنياً على جميع المطلوبين مراجعة هذه المكاتب لبدء إجراءات التسوية ضمن إجراءات سهلة وبسيطة.
وأشار مدير الشركة العامة لكهرباء حماة المهندس محمد رشيد الرعيدي في تصريح إلى أن شبكات التوتر المنخفض والمتوسط والمحوّلات الكهربائية في البلدة خرّبها الإرهابيون بالكامل قبيل إخراجهم لحرمان الأهالي من خدماتها، مؤكداً أن الورشات ستبدأ اليوم عمليات الإصلاح بعد تقييم حجم الأضرار وإعداد الدراسات الكاملة عنها وخلال أسبوع يمكن إيصال خطوط التوتر المتوسط مع تجهيز أحد مراكز التحويل الكهربائية ومن ثم البدء بتجهيز شبكات التوتر المنخفض.
وأنهت وحدات من الجيش السوري أمس، عملية تمشيط بلدة حر بنفسه ومحيطها، حيث أزالت عناصر الهندسة فيها السواتر الترابية والمتاريس الاسمنتية وفككت 10 عبوات ناسفة على المدخل الرئيسى للبلدة زرعها الإرهابيون قبيل إخراجهم منها وضبطوا غرف عمليات ومقرّين لمتزعمي التنظيمات الإرهابية وشبكة خنادق للإرهابيين قرب سكة القطار بطول 3 كيلومترات.
وأعلنت ناحية حر بنفسه وعدد من القرى التابعة لها خالية من الإرهاب الاثنين الماضي بعد إخراج جميع الإرهابيين غير الراغبين بالتسوية مع عائلاتهم إلى شمال سورية في إطار تنفيذ الاتفاق القاضي بإنهاء الوجود الإرهابي في ريفي حماة الجنوبي وحمص الشمالي.