شكوك إيرانية كبيرة حول المفاوضات النووية بين واشنطن وبيونغ يانغ
شككت إيران أمس، في «الآفاق التي يمكن أن تنتج عن المحادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية،» داعية بيونغ يانغ لـ «التحلي بأقصى درجات اليقظة في ما يتعلق بالوعود التي تقطعها واشنطن».
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي في مؤتمر صحافي في طهران «لدينا شكوك كبيرة في ما يتعلق بسلوك الولايات المتحدة ومقاربتها ونياتها، وننظر إلى أفعالها بتشاؤم تام».
وتابع قاسمي «في الوقت الراهن لا يمكننا أن نكون متفائلين إزاء سلوك الولايات المتحدة، وعلى حكومة كوريا الشمالية مقاربة هذه المسألة بيقظة مطلقة».
وقال قاسمي «إن تخلّي الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الاتفاق النووي الموقع العام 2015 بين إيران والدول الكبرى وغيرها من الاتفاقيات الدولية، دليل على أنه شريك غير جدير بالثقة».
وتابع قاسمي «نريد أن يتمّ إرساء السلام والاستقرار والأمن في شبه الجزيرة الكورية»، مضيفاً «أنّ تجربة التعامل مع الولايات المتحدة وترامب تفرض الكثير من التشاؤم».
كذلك أكد المتحدث باسم الخارجية «أن إصرار الحكومة الأميركية على سلوكها وإجراءاتها الأحادية يشكل تهديداًً جاداً للسلام والأمن الدوليين. وهذا ما شهد على نماذج منه أعضاء مجموعة السبع خلال الأيام الأخيرة أيضاً».
وفي معرض ردّه على البيان الختامي لمؤتمر قمة مجموعة السبع في كندا وما طرح فيه من مطالب واهية ومزاعم بشأن إيران، قال قاسمي «إن فحوى البيان كان ينطوي على التدخل»، ناصحاً «الدول الأعضاء في مجموعة السبع تجنّب الوقوع في شراك سياسات التخويف والعداء لإيران المعتمدة من قبل عدد قليل من البلدان والأنظمة الجشعة».
وفيما أكد أن «توجّهاً كهذا لا يعدّ منطقياً وبناءً ولا يقوم على أساس الواقع الموجود». صرح قاسمي، «أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أثبتت بأنها أكثر من البلدان الأخرى، وحتى أكثر من بعض الدول الأعضاء في مجموعة السبع، قلقاً على السلام والأمن الدوليين وقد أظهرت هذا التوجّه الإيجابي لها علي أرض الواقع لما تحمّلته من تكاليف باهظة في مجال مكافحة الإرهاب المتمثل في تنظيم داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى التي تكوّنت بالتزامن معاً خلال العقود الماضية».
وصرّح قاسمي، «أن الذي يبعث على القلق هو إصرار الإدارة الأميركية على سلوكها وإجراءاتها الأحادية والأنانية. وهذا ما يشكّل تهديداً جاداً للسلام والأمن الدوليين».
ووصف المتحدث باسم الخارجية قلق مجموعة السبع بشأن البرنامج النووي الإيراني السلمي بأنه بـ «لا أساس»، مؤكداً، «أن إيران حكومة وشعباً عاقدة العزم على مواجهة تهديدات الأعداء من دون التأثر بالزوبعات السياسية والتهم الكاذبة والخاوية الموجهة لها، وأنها مصمّمة على الدفاع عن كيانها وضمان أمن شعبها وهذا الدفاع منبثق من نظريتها الدفاعية القائمة على أساس تعزيز قدراتها وكفاءاتها الدفاعية وقوتها الصاروخية الرادعة التي لا تتناقض مع أي قرار للأمم المتحدة».
وأضاف قاسمي، «أن الدور المبدئي والبنّاء والقانوني للجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة لا سيما في مكافحة الجماعات الإرهابية بما في ذلك داعش، يضمن الاستقرار والازدهار لكافة بلدان المنطقة وأن هذا الدور لا يمكن أن يتأثر بالاتهامات الزائفة والمغرضة التي توجهها الادارة الأميركية الراهنة».
على صعيد آخر، قال قائد فیلق القدس التابع للحرس الثوري، اللواء قاسم سليماني، «إن الانتخابات التي أجريت في لبنان مؤخراً كانت بمنزلة الاستفتاء الشعبي»، موضحاً أنها «تمثل انتصاراً كبيراً لحزب الله الذي تحوّل من حزب مقاوم إلی حكومة مقاومة».
وأشار سليماني إلى أن «السعودية أنفقت 200 مليون دولار في تلك الانتخابات خلال فترة قصيرة، ومع ذلك فاز حزب الله، في ظل الظروف التي یتهمه جميع الأطراف بالتدخل في شؤون سورية ولبنان والعراق واليمن والمنطقة».
وأضاف أن «مجلس التعاون والسعودية والبلدان الجاهلة التي تحكّم بها الجهلة، اتهموا أفضل تيار إسلامي بأنه من المجاميع الإرهابية، وأدرجوا أسماء شخصیات كالسيد حسن نصرالله علی قائمة الإرهاب، واعتبروا كل حلفائه من السنة والشيعة، عملاء إيران»، على حد قوله.
وتابع قائد فیلق القدس: «محافظة كرمان، جنوب شرق إيران، تفوق مساحتها لبنان بنحو 10 إلى 15 ضعفاً»، معتبراً أنّ «إنفاق 200 مليون دولار في بيئة صغيرة خلال فترة قصيرة ليس بالأمر البسيط، لكن ماذا حدث؟ النتيجة أن أول شخص فائز في بيروت ينتمي إلى حزب الله».
وأشار إلى أن «حزب الله حصل لأول مرة على 74 مقعداً من أصل 128 مقعداً في البرلمان اللبناني»، موضحاً أنه بهذه النتيجة قد تحول من حزب مقاومة إلى حكومة مقاومة لبنانية، وهو «نصر كبير».