نصر سورية الحاسم
ـ يظن الكثيرون أنّ التعقيد الأكبر الذي يقرّر مستقبل سورية والحرب الكبرى التي استهدفتها هو ما ينتظر شمال سورية حيث يتقاسم الأميركيون والأتراك السيطرة على جزء من التراب السوري وتطرح مشاريع التقسيم.
ـ قليل من التمعّن في المشهد يقول إنّ ما يجري في جنوب سورية يشكل نموذجاً صالحاً للشمال، ففي جنوب سورية يتخذ القرار الأميركي بالتدخل الواسع للحرب أو بحماية خطوط التقسيم أو بالاستعداد للانكفاء.
ـ في الجنوب يحضر بقوة ثلاثي الحرب على سورية بحلته الجديدة بعد تموضع تركيا في منتصف الطريق بين الأطماع والألاعيب من جهة والانضواء في تحالف مع روسيا وإيران تحت عنوان مسار أستانة وسوتشي، والحلف واضح وحاضر جنوباً، فأميركا في قاعدة التنف وغرفة الموك والسعودية مرجع ومموّل الجماعات المسلحة و«إسرائيل» حاضن علني ومتدخل دائم وحليف رسمي لجبهة النصرة.
ـ الحساب الأميركي في سورية بتفادي الحرب الكبرى واضح منذ حرب الغوطة وما سُمّي بالضربة وأكذوبة السلاح الكيميائي فيها، لكن الحساب الأميركي يبقى «إسرائيلياً» ولا يخفي الأميركيون أنّ قضيتهم التي يربطون بها بقاءهم في سورية تحدّدها الحسابات «الإسرائيلية».
ـ الحديث عن إيران وعن حزب الله «إسرائيلي» والاستعداد لمقايضة الوجود الأميركي في سورية بوجودهما يؤكد ذلك.
ـ عندما تقيم «إسرائيل» حساباتها وتصل لقرار الاحتماء وراء قرار فك الاشتباك ووحدات الأندوف فيما الجيش السوري يدكّ مواقع المسلحين الذين رعتهم وحمتهم «إسرائيل» يعني أنّ الحرب في سورية وعليها شارفت على النهاية.
ـ الانتصار الذي يحققه الجيش السوري جنوباً يحسم مكانة روسيا في حلفها مع سورية ويحسم مكانة سورية في حلفها مع إيران وحزب الله ويحسم أنّ قرار الانكفاء الأميركي و«الإسرائيلي» سيكون على طاولة التفاوض مع الرئيس الروسي في قمة هلنسكي…
التعليق السياسي