زاخاروفا: الجيش السوري يحرّر درعا بالكامل ويسيطر على الحدود مع الأردن
أكدت وزارة الخارجية الروسية أن قوات الجيش السوري تمكّنت من تحرير محافظة درعا جنوب سورية بالكامل تقريباً من قبضة المسلحين وفرضت سيطرتها على الحدود مع الأردن.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحافي عقدته أمس: «تدخل عملية تحرير محافظتي درعا والقنيطرة من المسلحين والإرهابيين مرحلتها الختامية. وحتى هذه اللحظة تم تحرير محافظة درعا بالكامل تقريباً».
وشددت زاخاروفا على أن «القوات السورية الحكومية بسطت سيطرتها على الحدود مع الأردن المجاور، وأمنت بالتالي فرصة لفتح حركة المرور على الطريق الدولية».
ويشنّ الجيش السوري حملة عسكرية واسعة منذ 19 حزيران/ يونيو لاستعادة جنوب البلاد بالتزامن مع إطلاق الحكومة السورية عمليات مصالحة وطنية انضمّت إليها عشرات البلدات والقرى في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء في منطقة خفض التصعيد الجنوبية قرب الحدود الأردنية، والتي أُنشئت وفق اتفاقات بين روسيا والأردن والولايات المتحدة في تموز/ يوليو 2017.
وتجري المفاوضات بوساطة العسكريين الروس من مركز حميميم للمصالحة بين الأطراف المتناحرة في سورية والتابع لوزارة الدفاع الروسية.
وبحسب وكالة سانا فقد دخلت وحدات من الجيش السوري إلى منطقة درعا البلد، رافعةً العلم السوري في الساحة العامة أمام مبنى البريد، كما رفع العلم فوق مبنى المجلس في بلدة طفس في ريف درعا.
وتقدّم الجيش السوري في عملياته العسكرية لإنهاء وجود المسلحين الإرهابيين في ريف درعا الغربي باتجاه ريف القنيطرة.
التلفزيون السوري الرسمي تحدّث عن توصل الدولة السورية والمجموعات المسلحة إلى اتفاق في قرى درعا البلد، وطريق السد، والمخيم، وسخنة والمنشية، وغرز، والصوامع.
وينصّ الاتفاق على تسوية أوضاع المسلحين الراغبين في ذلك وخروج الآخرين الرافضين للاتفاق على أن يقوموا بتسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للجيش السوري.
الإعلام الحربي بدوره، أعلن أن الجيش السوري سيطر على المزيريب شمال غرب درعا وانخل وكفر شمس بريفها الشمالي، وفق اتفاق المصالحة.
وذكرت مصادر أن مدرعات سورية ترافقها الشرطة العسكرية الروسية دخلت أمس منطقة كانت تحت سيطرة المسلحين في درعا.
وكالة «سانا» أفادت بعودة المئات من العائلات المهجرة إلى داعل وأبطع بعد فتح الطريق بين مدينتي داعل وطفس في ريف درعا الشمالي.
وكانت وحدات الجيش السوري، دخلت أمس، إلى مدينة طفس في ريف درعا الغربي بعد انضمامها إلى عملية المصالحة، فيما عاد مئات النازحين إلى مدينتي داعل وأبطع في المنطقة.
وأفادت وكالة «سانا» السورية الرسمية بأن مقاتلي القوات الحكومية رفعوا العلم السوري فوق مبنى مجلس طفس، وأضافت أن حشوداً كبيرة من أهالي المدينة كانت في استقبال عناصر الجيش وشاركت في رفع العلم الوطني في المدينة «إيذاناً بإعلانها آمنة مستقرة بعد استسلام المجموعات المسلحة وتسليم أسلحتها».
وفي تصريح للصحافيين من داخل مدينة طفس أكد محافظ درعا، محمد خالد الهنوس، أن المحافظة «تسير في الطريق الصحيح نحو إنهاء الوجود الإرهابي فيها»، مبيناً أن أكثر من 80 في المئة من مجمل مساحة درعا تمّ تحريرها من المسلحين سواء من خلال المصالحات أو العملية العسكرية.
وعلى صعيد متصل، أكدت الوكالة أن قوات الهندسة في الجيش السوري أنجزت تأمين الطريق إلى طفس، مما أتاح عودة مئات الأسر إلى مدينتي داعل وأبطع في المنطقة يوم أمس الخميس.
من جهته، مركز المصالحة الروسي كان قد أعلن عن ارتفاع عدد البلدات المنضمة للهدنة في منطقة خفض التصعيد جنوب غرب سورية إلى 90 بلدة، بعد انضمام 16 بلدة في محافظة درعا وبلدة واحدة في محافظة السويداء إلى الهدنة خلال الساعات الماضية.
إلى ذلك، ذكرت وكالة سانا السورية أن الدفاعات الجوية السورية تصدّت لاعتداء صهيوني على منطقة قرص النفل في القنيطرة ليل الأربعاء الخميس.
وقال مصدر عسكري للوكالة إن الطائرات الإسرائيلية أطلقت صواريخ عدة على نقاط للجيش السوري باتجاه محيط بلدة حضر وتل كروم جبا في ريف القنيطرة، واقتصرت الأضرار على الماديات.
وأقرّ جيش الاحتلال بمهاجمة ثلاثة مواقع عسكرية سورية.
الناطق باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي أكد في بيان له أن جيشه هاجم ليل أول أمس، ثلاثة مواقع عسكرية في سورية، مشيراً إلى أن «الهجوم جاء ّرداً على خرق طائرة سورية مسيرة للأجواء الإسرائيلية»، وفق ما ذكر موقع القناة السابعة.
ونشر أفيخاي أدرعي على حسابه على «تويتر» فيديو لغارات سلاح الجو الصهيوني على ثلاثة مواقع عسكرية سورية.
وأضاف بيان أدرعي أن «الجيش الإسرائيلي يعتبر النظام السوري مسؤولاً عما يجري في أراضيه ويحذّره من العمل ضد قواتنا».
وتابع البيان أن «الجيش الإسرائيلي في حالة جهوزية عالية لسيناريوات متنوّعة وسيواصل العمل بقدر ما يتطلبه أمن مواطني «إسرائيل»، بحسب تعبيره.
وكان جيش العدو قد أعلن إسقاط طائرة من دون طيار اقتربت من الجولان المحتل بواسطة صاروخ باتريوت. كما أعلن جيش الاحتلال أن الطائرة كانت في مهمة استطلاعية ولم تكن مسلحة.
رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أكد أن «إسرائيل» ستتصدّى لأي محاولة لخرق حدودها بما في ذلك الجوية منها. وقال في اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «قبل ساعات قليلة توغلت طائرة مسيرة آتية من سورية داخل «إسرائيل» وأسقطت بنجاح»، مؤكداً «سنقوم بالتصدي لأي محاولات لخرق حدودنا الجوية والبرية».
وسائل إعلام العدو أفادت بأن الصاروخ أطلق من منطقة صفد، بالتزامن مع إطلاق صفارات الإنذار في الجولان المحتل وغور الأردن.
وتكرّرت الاعتداءات الصهيونية على الأراضي السورية، حيث أطلقت طائرات العدو في 10 أيار / مايو الماضي من داخل أراضي فلسطين المحتلة صواريخ عدة باتجاه الأراضي السورية وتصدّت لها الدفاعات الجوية السورية.
كما استهدف العدو في 9 نيسان/ أبريل الماضي مطار «تي 4» العسكري. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن مقاتلات إسرائيلية من طراز أف 15 شنّت عدواناً بثمانية صواريخ على المطار من أجواء لبنان، وأن الدفاعات الجوية السورية تصدّت للصواريخ وأسقطت 5 من أصل الثمانية التي أسقطت على المطار.
الدفاعات الجوية السورية كانت قد تصدّت أيضاً لاعتداءين صهيونيين وأسقطت طائرة F16 صهيونية، وذلك إثر اعتداء الطيران الإسرائيلي على إحدى القواعد العسكرية في المنطقة الوسطى والآخر في ريف دمشق في 10 شباط/ فبراير الماضي.
وأشارت وكالة «سانا» إلى أنه بالتوازي مع العدوان الصهيوني استهدفت المجموعات الإرهابية بالقذائف الصاروخية والهاون قرية جبا ما تسبب بدمار كبير في المنازل من دون وقوع إصابات بين المدنيين.
على صعيد آخر، سلمت قوات سورية الديمقراطية «قسد» السلطات السورية بعض مواقعها في مدينة الحسكة شمال شرق البلاد، حسب مصادر إعلامية سورية.
وأفادت صحيفة «الوطن» السورية بأن الوحدات الكردية سلمت الحكومة حي النشوة في المدينة، وهو ما أكدته أيضاً مصادر للناشطين السوريين، مضيفة أن السلطات بدأت بنصب حواجز على أطراف الحي، تتبع لفرع الأمن العسكري.
وحسب المصادر الإعلامية، فإن هذه الخطوة تأتي في سياق تنفيذ بنود الاتفاق الأخير بين «قسد» والدولة السورية في المدينة، الذي يقضي بإزالة أعلام وشعارات الأحزاب الكردية من شوارع المدينة بغية التعاون العسكري بين الطرفين، وهو الاتفاق الذي نفت القيادة الكردية وجوده أصلاً.
كما نفى الأكراد ما أفادت به «الوطن» في وقت سابق عن لقاءات بين ممثلين عن الحكومة وقيادات من «قسد»، تهدف إلى إنجاز اتفاق حول عودة المناطق التي تسيطر عليها الأخيرة إلى سيطرة الدولة السورية، إضافة إلى توصل الطرفين إلى اتفاق ينص على تسلّم الحكومة السورية إدارة المنشآت النفطية، وتولي عمليات تصدير النفط.
ومنذ اندلاع الأزمة في سورية تحتفظ الحكومة بسيطرتها على أجزاء من الحسكة، بينما تخضع معظم مناطق المدينة لحكم الإدارة المحلية الكردية وأجهزتها الأمنية.