مبعوث بوتين يتحدث عن تطابق أهداف موسكو وواشنطن بشأن التسوية السورية
أكد مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف، على هامش قمة الرئيسين بوتين وترامب في هلسنكي، تطابق أهداف روسيا والولايات المتحدة في ما يخصّ التسوية السياسية في سورية.
وقال لافرينتييف للصحافيين إنّ الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لروسيا هو استقرار الوضع ووقف العمليات القتالية وترتيب العملية السياسية، وهذا أهمّ شيء بالنسبة لنا الآن ، وأضاف، رداً على سؤال حول موقف الجانب الأميركي بهذا الخصوص: من حيث المبدأ تتطابق أهدافنا هنا .
وأوضح أنّ الهدف هو تسوية النزاع بطرق سياسية، وأن تطابق هذه الأهداف تمّ التأكيد عليه أكثر من مرة .
ورداً على سؤال حول وجود العسكريين الإيرانيين في منطقة خفض التصعيد في جنوب سورية، قال لافرينتييف إنّ القوات الإيرانية غير موجودة في تلك المنطقة، ولكنه أشار إلى وجود مستشارين عسكريين إيرانيين في سورية، مشدّداً على أنهم موجودون مع بعض الوحدات العسكرية السورية بدعوة من الحكومة السورية .
وأكد أنّ عملية المصالحة مع الجماعات المسلحة في جنوب سورية مستمرة، مضيفاً أنه تمّت المصالحة مع كافة الجماعات المعتدلة تقريبا، وتستمرّ محاربة إرهابيّي داعش و جبهة النصرة .
وبشأن مشاركة المعارضة السورية المسلحة في اللقاء المرتقب في سوتشي حول سورية ضمن صيغة أستانة، قال المبعوث إنه من غير المعروف حتى الآن، لكننا نأمل بحضور ممثلي المعارضة للفعاليات التي ستجري في سوتشي يومي 30 و31 تموز/ يوليو .
ميدانياً، استعاد الجيش السوري تل الحارة الاستراتيجي الواقع على أطراف درعا والقنيطرة جنوب سورية، كما تمكن من الدخول إلى مدينة الحارة بعد انضمامها للمصالحة .
وأفاد الإعلام الحربي بأنّ الجيش السوري سيطر على تل الحارة الاستراتيجي وبلدة الحارة الملاصقة له في ريف درعا الشمالي الغربي، بالإضافة إلى حرش الحارة شمال غرب البلدة وتل الأحمر جنوب البلدة، وذلك بعد معارك مع المجموعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة.
كما دخل الجيش بلدة النمر القريبة، ضمن اتفاق تسوية، حيث عمد أهلها إلى رفع العلم السوري.
وفي وقت سابق، سيطر الجيش على قرية أم العوسج شمال غرب زمرين في ريف درعا الشمالي الغربي، فيما يعمل على دخول قرية عقربا ضمن اتفاق تسوية.
كما أعلن الإعلام الحربي أنّ الجيش السوري حرّر قرية مسحرة وتلتها في القنيطرة بعد مواجهات مع الإرهابيين، كما عرض مشاهد لعمليات الجيش السوري في القطاع الأوسط من مدينة القنيطرة، ورصد رماياته بكافة وسائط النيران على قرية مسحرة وتلتها.
ونقلت مصادر عن قائد ميداني سوري: «الجيش السوري استعاد التل بعد ضربات جوية ومدفعية مكثفة أسفرت عن مقتل عدد كبير من مسلحي جبهة النصرة وفرار الباقين».
وأضاف أنّ الجيش السوري سيطر أيضاً «على قرى سملين وزمرين وتلتيها الشمالية والغربية ومنطقة خربة المليحة الواقعة على الطريق بين قريتي كفر شمس وعقربا في ريف درعا الشمالي».
وتابع أنّ قوات الجيش السوري دخلت أيضاً مدينة الحارة في ريف درعا الشمالي الغربي ضمن اتفاق مصالحة وطنية برعاية روسية.
وأشار إلى أنّ الجيش السوري يتابع عملياته العسكرية، وتمكن من استعادة قرية أم العوسج شمال غرب قرية زمرين وطيحة والحرش، وقواته تتجه للسيطرة على قرية المال بالريف الشمالي لدرعا».
وكان الجيش السوري بدأ حملة عسكرية واسعة النطاق في 15 حزيران/ يونيو الماضي لاستعادة المنطقة الجنوبية من سورية بالتزامن مع عملية مصالحة وطنية.
وفي ريف البوكمال بدير الزور، شنّ طيران التحالف الدولي غارات جوية على منازل المواطنين، ما تسبّب باستشهاد وإصابة عدد من المدنيين وتدمير العديد من المنازل.
وذكرت مصادر لوكالة «سانا» أنّ قرية السوسة بريف مدينة البوكمال تعرّضت أمس الإثنين لقصف جوي عنيف من طائرات التحالف الأميركي ما تسبب باستشهاد رجل وزوجته وإصابة عدد من أفراد أسرته بينهم نساء وأطفال بجروح خطيرة.
ولفتت المصادر إلى أنّ اعتداء طائرات التحالف تسبّب أيضاً بوقوع دمار كبير في عدد من المنازل السكنية.
إلى ذلك، أعلن مجلس منبج العسكري، الذي يسيطر على مدينة منبج السورية، خروج آخر دفعة من «وحدات حماية الشعب الكردية»، في خطوة تتوافق مع مطلب تركي بانسحابها من المناطق القريبة من حدودها.
وقال «مجلس منبج العسكري» التابع لـ»قوات سورية الديموقراطية»، في بيان إنّ «الدفعة الأخيرة من المستشارين العسكريين في وحدات حماية الشعب قد أكملت انسحابها يوم 15 تموز/ يوليو 2018، وذلك بعد أن أنهت مهمّتها في التدريب والتأهيل العسكري لقواتنا، بالاتفاق مع التحالف الدولي».
وكانت قوات الاحتلال الأميركية والتركي قد اتفقت في حزيران/ يونيو الماضي، على «خارطة طريق» بشأن منبج، المدينة ذات الغالبية السكانية العربية والواقعة على بعد 30 كلم من الحدود التركية والخاضعة لسيطرة «قوات سورية الديموقراطية» فصائل كردية وعربية مدعومة من واشنطن وتنتشر فيها أيضاً قوات أميركية وفرنسية ضمن التحالف الدولي ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي.
وهدّدت تركيا مراراً بشنّ عملية عسكرية ضدّ المقاتلين الأكراد في منبج على غرار الهجوم، الذي مكّنها من السيطرة على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية، ما أثار توتراً مع واشنطن نتج عنه التوصل إلى «خارطة الطريق» بشأن منبج.
وأعلنت «وحدات حماية الشعب» التي تعتبرها أنقرة منظمة «إرهابية»، إثر هذا الاتفاق، أنها قررت سحب مستشاريها العسكريين من منبج، لكن من دون أن تحدد متى سينجز هذا الانسحاب.