هل تنفذ دول العدوان الثلاثي تهديدها بضرب سورية مرة أخرى؟
حميدي العبدالله
هل تنفذ دول العدوان الثلاثي على سورية التي تضمّ الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عدواناً جديداً على سورية في ضوء التهديدات التي أطلقت والتي حذرت من استخدام الأسلحة الكيماوية في إدلب؟
دول العدوان تعلم مسبقاً أنّ الجيش السوري لم يستخدم السلاح الكيماوي، لا سيما أنه حقق انتصارات كبيرة في جبهات أكثر تعقيداً من إدلب، ولم يكن بحاجة إلى استخدام مثل هذه الأسلحة التي أكدت دمشق دائماً أنها لم تعد بحوزة الجيش العربي السوري منذ عام 2013. ولكن دول العدوان تريد من خلال هذه التحذيرات تحقيق بعض الأهداف أبرزها:
أولاً، ترهيب الجيش السوري ومنعه من استئصال الإرهاب في آخر منطقة تسيطر عليها المجموعات الإرهابية، لا سيما أنّ المناطق الأخرى الخارجة عن سيطرة الدولة تخضع لاحتلال جيوش أجنبية أميركية وتركية، وبعد تحرير إدلب سيأتي الدور لتحرير هذه المناطق ولا سيما من قوات الاحتلال الأميركي، ولهذا تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها لتأخير تحرير إدلب كي يتأخر وقت بدء معركة تحرير المناطق الخاضعة للاحتلال الأميركي.
ثانياً، تقديم دعم مكشوف للإرهابيّين والعمل على رفع معنوياتهم ودفعهم للقتال ضدّ الجيش السوري ورفض خيار المصالحة، وعدم تكرار السيناريو الذي حدث في المنطقة الجنوبية.
لكن من الواضح أنّ التهديد بشنّ عدوان جديد على سورية وتقديم الدعم للإرهابيين، شأنه شأن تهديدات واعتداءات رافقت معارك سابقة لن يثني الجيش السوري عن عزمه على تحرير مدينة إدلب والمحافظة بكاملها والمواقع الأخرى القريبة من حدودها الإدارية، وبات الجيش السوري يمتلك الآن القدرات لإنجاز هذه العملية بأسرع وقت، ولا سيما في ضوء الموقف الشعبي المرحب بهذه العملية من غالبية سكان إدلب ومحيطها.
أما بشأن تهديدات دول العدوان الثلاثي فإنّ الدولة والجيش السوري باتا جاهزين للردّ على أيّ اعتداء، ويحظيان بدعم حلفائهما روسيا وإيران، روسيا التي حذرت وأكدت أنها لن تسكت على الدعم المكشوف للإرهابيين، وإيران التي زار وزير دفاعها سورية في هذا التوقيت في رسالة بالغة الوضوح والدلالات.
وفي ضوء الموقف الحازم لسورية وحلفائها، فالأرجح أنّ دول العدوان لن تتجرّأ على شنّ عدوان جديد، وهي أصلاً ربطت هذا العدوان بذريعة أكذوبة استخدام الكيماوي وتستطيع تفادي مواجهة مكلفة مع الجيش السوري وحلفائه من خلال التخلي عن كذبة استخدام الكيماوي، وبالتالي القول إنّ الجيش السوري امتثل لتحذيراتها ولم يستخدم الكيماوي، وهذه الدول لم تلتزم بالمطلق بالوقوف إلى جانب الإرهابيين من خلال خوض المعارك إلى جانبهم بصورة مباشرة.