وقف تمويل «أونروا» آخر مظاهر الظلم الاميركي
عمر عبد القادر غندور
لم تترك الولايات المتحدة الأميركية وخصوصا في زمن ترامب، وسيلة لإيذاء الشعب الفلسطيني إلا وفعلتها! فهي تولّت منذ العام 1948 رعاية وحماية «دولة إسرائيل» متعهّدة بضمان أمنها وديمومتها واستمرارها شوكة لا في خاصرة العرب والمستعربين بل في حلقهم «واللي ما عجبوا يروح يبلط البحر»!
اليوم يوقف ترامب تسديد حصة بلاده لوكالة «أونروا»، ويقول انّ 500 ألف فلسطيني يمكن اعتبارهم لاجئين وهم الذين ولدوا في الأراضي المحتلة عام 1948! ويقول صهره مهندس صفقة القرن جاريد كوشنر: «لا يمكن إبقاء الأشياء ساكنة مكانها بل يجب المخاطرة والعمل على تفكيك الأشياء بطريقة استراتيجية، وانّ الاونروا برعايتها للاجئين تعرقل حلّ القضية الفلسطينية».
بذلك يُعرّض ترامب خمسة ملايين فلسطيني في الأردن وسورية ولبنان للمزيد من العوز والمرض والجهل، ويتمادى في عنجهيته وعنترياته ويهدّد الدول التي تسعى لتعويض الحصة الأميركية لـ»أونروا» وقيمتها 300 مليون دولار بالحظر والعقاب، وهي لا تساوي صفراً من الأموال التي يصادرها من الدول النفطية في الخليج!
ترامب يباهي اليوم بأنّ صفقة القرن لابتلاع الحق الفلسطيني بموافقة عرب الصهاينة، هي الحلّ الأمثل لطيّ هذه الصفحة الى الأبد، وهو بالتأكيد لا يدرك انّ مفاعيل هذه الصفقة لن تؤدّي الى استقرار وسترتدّ عليه، وستؤدّي الى انبعاث صحوة لا يعلمها إلا الله، لقناعة انّ الظالم هو خصيم الله ومصيره إلى زوال وانّ الظالم ملعون، وسيتأكد ترامب إذا بقي في موقعه انّ مكره وسعيه لإنهاء قضية شعب بأكمله لن يتحقق، وهو واهم، لأنّ للتاريخ سنن لا يدركها إلا العاقل، ولينظر إلى عاقبة من سبقه من الظالمين…
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي