نتائج محتملة إذا عرقلت واشنطن تحرير إدلب
حميدي العبدالله
بات واضحاً أنّ الجيش السوري وحلفاءه ولا سيما روسيا مصمّمون على تحرير إدلب من الإرهاب، على الرغم من التهديدات الأميركية. وبات واضحاً أنّ الأولويات والحسابات التي كانت تتحكم بمواقف الجيش العربي السوري وحلفائه قد تغيّرت الآن تغيّراً جذرياً، في السابق، ولا سيما قبل تحرير الغوطة والمنطقة الجنوبية، كان الجيش السوري يضع أولوياته آخذاً بعين الاعتبار أنّ أيّ اشتباك مع القوات الأميركية التي تحتلّ أجزاء من الأراضي السورية سوف يدفع الولايات المتحدة، وهي التي تقف وراء الحرب على سورية، إلى تقديم الدعم مع حلفائها للمجموعات الإرهابية الموجودة في الجنوب والغوطة وإدلب ومحيطها في أرياف حماة وحلب واللاذقية لشنّ هجمات على مواقع الجيش السوري منتهزةً فرصة انشغاله بالاشتباك مع القوات الأميركية والاستفادة من الغطاء الجوي الأميركي لتوسيع نطاق سيطرة الجماعات المسلحة المنتشرة في كلّ هذه المناطق. أما اليوم، وبعد تحرير الغوطة والمنطقة الجنوبية، ومحاصرة محافظة إدلب من كلّ الجهات، وحشود القوات في مواجهة المسلحين، فإنّ أيّ اشتباك مع القوات الأميركية لن يغيّر الوضع على الأرض، لا سيما في ظلّ الدعم الروسي في مواجهة أيّ عدوان أميركي، وسيكون لدى الجيش السوري القوة الكافية لتهديد أمن القوات الأميركية الموجودة على الأرض السورية، وهذا يعني أنّ الولايات المتحدة، إذا حاولت عرقلة عملية تحرير إدلب، تكون قد فتحت معركة تحرير المناطق الشرقية والشمالية في سورية من الوجود العسكري الأميركي، وأقصى ما تكون قد فعلته هو خلق ظرف يتزامن فيه تحرير إدلب مع تحرير المناطق التي تتواجد فيها القوات الأميركية.
هل تمتلك سورية وحلفاؤها القدرة على ذلك؟ نعم هذه القدرة متوفرة، فالقوة الجوفضائية الروسية إلى جانب قوات الدفاع الجوي السورية سوف تشكل مظلةً لحماية سورية في وجه الاعتداءات الأميركية، ولدى الجيش السوري القدرات الصاروخية ولديه ولدى حلفائه قوات برية قادرة على تهديد وجود القوات الأميركية التي يقدّر عديدها بين 2000 و 4000 عسكري، وستوضع الولايات المتحدة أمام خيارَين لا ثالث لهما، إما حشد قوات أكبر من القوات التي حشدتها في حربها في العراق وأفغانستان، وحتى في حرب فيتنام لأنها ستواجه سورية وروسيا وإيران والمقاومة، وإما سحب قواتها من سورية.
والأرجح بفعل هذه الحسابات لن تتورّط الولايات المتحدة في عملية عرقلة تحرير إدلب، وستظلّ تحذيراتها في إطار التهويل والتهديد.
لكن إذا حدثت عرقلة أميركية لتحرير إدلب، فإنّ ذلك يفتح معركة طرد القوات الأميركية من سورية بالتزامن مع معركة تحرير إدلب.