موسكو تحمّل الكيان الصهيوني مسؤولية إسقاط «إيل 20».. والرئيس بوتين سيدفع باتخاذ الإجراءات ضده
أفادت المعلومات من موسكو بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيدفع باتخاذ الإجراءات ضد الكيان الصهيوني بعد إعلان الدفاع الروسية نتائج التحقيق، مضيفة أن الدفاع الروسية كشفت المساومات التي أجرتها مع الكيان الصهيوني، ما يعني أنها لم تعُد ملزمة بها.
وقالت المعلومات إن تصريحات الدفاع الروسية تشير إلى احتمال إعادة النظر بقواعد عدم الاشتباك وبالمقاومة، لافتاً إلى أن تصريحات وزير الحرب الصهيونية أفيغدور ليبرمان تعكس عجز الكيان الصهيوني مستقبلاً عن استخدام السلاح الجوي في الاعتداء على سورية.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية أمس، معلومات مفصلة حول كافة ملابسات إسقاط طائرة «إيل-20» التابعة للقوات الجوية الروسية التي تحطمت قبالة مدينة اللاذقية الساحلية.
واعتبر المتحدّث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف أن مسؤولية تحطم الطائرة «إيل-20» الروسية في سورية تقع بالكامل على سلاح الجو الصهيوني، مشيراً إلى أن تصرفات سلاح الأخير عند حادثة تحطم «إيل-20» كانت لتعرّض طائرات الركاب للخطر.
وأضاف في مؤتمر صحافي أن «إسرائيل» تنتهك اتفاقيات تجنّب الحوادث في سورية محذرة من الضربة على سورية بالتزامن مع بدء الهجوم، موضحاً أن المندوب الصهيوني حذر الجانب الروسي من الضربة المخطط لها يوم 17 سبتمبر في سورية باللغة الروسية ويوجد تسجيل صوتي، لكنّ وزارة الدفاع الروسية اعتبرت أن «إسرائيل» ضللت روسيا بإشارتها إلى مكان خاطئ للضربة المخطط لها ما لم يسمح للطائرة «إيل-20» بالوصول لمنطقة آمنة، كما أنها لم تطلع روسيا على مكان طيران مقاتلاتها قبيل حادثة «إيل-20».
وشرح كوناشينكوف أن مقاتلة صهيونية نفذت مناورة اقتراب من الطائرة الروسية «إيل-20» ما اعتبرته أنظمة الدفاع الجوي السورية محاولة قصف جديدة، كاشفاً أن طياري مقاتلات اف-16 الصهيونية اختبأوا خلف «إيل-20» الروسية من منظومات الدفاع الجوي السورية.
وإذ أوضح أن طاقم الطائرة الروسية «إيل-20» بدأ هبوطاً اضطرارياً بعد ضرب الطائرة بصاروخ مضاد للطيران، أشار إلى أن مقاتلات اف-16 الصهيونية خرجت من منطقة المناوبة بعد 10 دقائق عندما أخبروهم بإسقاط الطائرة «إيل- 20».
وكشف أن الجيش الصهيوني اقترح المساعدة بعد مرور 50 دقيقة من إسقاط الطائرة، معتبراً أنه «إما سمح بإهمال إجرامي أو تصرف بغير مهنية ما أدى بالنتيجة لإسقاط الطائرة الروسية «إيل-20».
المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أكّد أن بلاده لم تنتهك أبدا الاتفاقيات مع «إسرائيل» حول التحليق في سورية، وأخطرت «إسرائيل» عن نشاط طيرانها في الجو أكثر بـ 12 ضعفاً مما قدمته «إسرائيل» لروسيا من معلومات عن طيرانها، مؤكّداً أن الطيران الإسرائيلي شكل خطراً مراراً على العسكريين الروس في سورية.
وأوضح كوناشينكوف أن 6 نقاط مراقبة للشرطة العسكرية الروسية تنتشر على طول خط الفصل في مرتفعات الجولان، وأكثر من ألف عضو بالتشكيلات الموالية لإيران و24 راجمة صواريخ سحبت من مرتفعات الجولان بإسهام من الدفاع الروسية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت السبت أنها ستنشر معلومات عن جميع ملابسات حادثة تحطم الطائرة الروسية إيل – 20 التابعة للقوات الجوية الروسية قبالة سواحل سورية، بما في ذلك أنشطة الطيران الإسرائيلي قبالة سواحل اللاذقية.
وزارة الدفاع الروسية كانت قد حمّلت «إسرائيل» مسؤولية استشهاد 15 جندياً روسياً في طائرة «ايل 20» فقدتْ قاعدة حميميم الاتصال بها خلال عدوان صهيوني ليل الإثنين الماضي على اللاذقية غرب سورية.
ويُشار إلى أنه وبعد حادثة إسقاط الطائرة أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته بـ نشر أنظمة رقابة وحماية متطورة للدفاع عن قاعدتي حميميم وطرطوس غرب سورية.
وافادت معلومات بأن روسيا بصدد إغلاق المجال الجوي فوق المياه الإقليمية السورية بعد انتهاء مناوراتها في المتوسط، في 26 أيلول/ سبتمبر الجاري.
المعلومات تشير إلى أن موضوع إغلاق الأجواء السورية بُحث ضمن إجراءات الرد على إسقاط «ايل 20» في اجتماع مجلس الأمن القومي الروسي الخميس الماضي.
وتوضح معلومات الميادين أن موسكو تجري اتصالات عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية مع الدول المعنية بقرار إغلاق الأجواء السورية.
وفي السياق، أعلن أفيغدور ليبرمان، وزير دفاع العدو، أمس، أن تل أبيب لن تتوقف عن شنّ عدوانها على سورية.
وجاء تصريح ليبرمان لإذاعة العدو، على خلفية تحميل وزارة الدفاع الروسية تل أبيب مسؤولية حادث إسقاط طائرة الاستطلاع، وانطلاق العديد من التكهنات الإعلامية بأن روسيا يمكن أن تحد من حرية الحركة العسكرية الإسرائيلية في سماء سورية. وقال ليبرمان «تصرفنا ونعمل بحذر ومسؤولية وفي الحالات التي لا يكون لدينا فيها خيار آخر، لذا لم يتغير شيء ولن يتغير. هذه سياستنا».
على صعيد آخر، قيمت المندوبة الدائمة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، إيجابياً الاتفاق بين روسيا وتركيا حول إنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب السورية بحلول 15 أكتوبر المقبل.
وفي مقابلة مع قناة «سي بي إس» الأميركية، أمس، علقت الدبلوماسية على الاتفاق المذكور قائلة: «أعتقد أنها خطوة في الاتجاه الصحيح». ورداً على سؤال عما إذا كانت تعتبر الاتفاق الروسي التركي انتصاراً للرئيس دونالد ترامب الذي حذر دمشق من «الهجوم المتهور على إدلب»، قائلة: «لا أظن أنه انتصار ما دمنا لا نرى حدوث ذلك بالفعل. كان هدفنا هو ضمان ألا تستخدم في إدلب الأسلحة الكيميائية، بل وألا تجرى فيها أي عمليات قتالية بالمرة»، بحسب تعبيرها.
وكان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا صرح بأن الحديث عن الكارثة الإنسانية في إدلب بسورية هدفه صرف الانتباه عن الحضور العسكري الأميركي في البلاد.
وقال نيبينزيا في حديث لإذاعة «صدى موسكو» إن «إدلب إن جاز التعبير هي بمثابة مناورة لصرف الانتباه عما يحدث في أجزاء أخرى من سورية».
وأضاف أنه في الفترة الأخيرة تمّ «تصعيد الكلام حول كارثة، وجرى الحديث حول أن الهجوم على إدلب سيؤدي إلى أكبر كارثة إنسانية في القرن الـ 21».
وتابع: «عندما تعود إدلب إلى حضن دمشق، وهذا سيحدث عاجلاً أم آجلاً، وهو أمر حتمي، ستكون سورية محرّرة تقريباً من بؤر كبيرة للإرهابيين. فماذا سيبقى في سورية عندئذ؟ ستبقى هناك منطقة الشمال الشرقي التي توجد فيها قوات أميركية بصورة غير شرعية، وقاعدة التنف الواقعة بموقع استراتيجي على الحدود بين سورية والأردن والعراق بصورة غير شرعية أيضاً».
من جهته اعتبر رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، أن المشكلة الكبرى بالنسبة إلى مستقبل سورية هي ما وصفه بالمستنقع «الإرهابي» المتنامي شرق الفرات، بحسب تعبيره.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول قبيل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.