مطار بيروت: أدرعي على الخط
ناصر قنديل
– بينما يتساءل اللبنانيون عن سر كثافة الأزمات في مطار بيروت، وسرعة تحولها إلى خبر أول في القنوات الفضائية الغربية والخليجية، واستعمالها كمدخل لبث تقارير لا علاقة لها بعناوين الأزمات، بل للتشهير بحزب الله والتحريض عليه تحت شعارات اتهامه بالسيطرة على المطار واستعماله لأغراض إجرامية ليس أقلها تهريب المخدرات وغسيل الأموال، خرج الناطق بلسان جيش الاحتلال ليريح اللبنانيين من عناء البحث والتفكير، فيما إذا كان ما يجري مجرد تعبير عن فوضى واهتراء أجهزة الدولة أم خطة مبرمجة، فقال إن حزب الله يقيم بنية تحتية لمستودعات ومصانع الصواريخ في محيط المطار وحرمه، عارضاً لصور لا تقول أي شيء له معنى، سوى ما تقوله الصور التي عرضها رئيس حكومة الاحتلال لأحد البساتين ليقول إنه منشأة نووية سرية قرب طهران.
– خلال حرب تموز 2006 كان المطار أحد الأهداف الدائمة للعدوان، وكان قرار إبقائه مقفلاً حتى يتم ضمّه لترتيبات أمنية تتولاها القوات المتعددة الجنسيات بقيادة أميركية أحد مواضيع التفاوض قبل صدور القرار 1701، وبعد صدور القرار خرجت أصوات لبنانية وإسرائيلية وغربية تطلب ضمّ المطار لمناطق انتشار مراقبين أمميين يتولون الإشراف على الحركة فيه ومنه وإليه، بالتوازي مع السعي لضم المعابر على الحدود اللبنانية السورية لهذا السيناريو. ولم يكن الفشل رادعاً لمنع العودة مجدداً للمخطط نفسه، فمع كل تطور في الحرب على سورية كانت ترتفع أصوات متشابهة في تجديد الدعوة بتدويل هذه المعابر كما ترتفع الأصوات الموازية لتدويل مطار بيروت.
– أعدت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بعد نهاية حرب تموز 2006 بتشجيع أميركي مشروعاً لنقل صلاحية إدارة مطار بيروت من وزارة الأشغال، ونقل المسؤولية الأمنية فيه من جهاز أمن المطار، وجعل المطار مؤسسة مستقلة تملك جهازها الأمني الخاص، وتتبع لرئيس الحكومة مباشرة، وفشل المشروع في إيجاد فرص لتمريره، والأزمات المتكررة في المطار تريد خلق مناخ يقول إن الأزمات ناتجة عن توزع صلاحيات الإشراف على المطار بين وزارة الأشغال ووزارة الداخلية، وبين جهاز أمن المطار والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، ليعود المشروع الذي خرج من الباب ويطل برأسه من الشباك.
– للتذكير فقط في 3 أيار 2008 وقعت حادثة في مطار بيروت، تبعها قرار معد سلفاً صدر في 5 أيار صدر عن الحكومة برئاسة السنيورة تضمن إقالة قائد جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير، وتفكيك شبكة اتصالات المقاومة، واستدعى صدور القرار المزدوج سهرة حتى الفجر للحكومة مجتمعة، تناوب خلالها الملك السعودي التحدث مع الوزراء فردا فردا لتأكيد دعم الرياض وواشنطن لهم في هذا القرار والتمني عليهم عدم التردد، وخرج قبلها وبعدها من حمل صورا إيضاحية على طريقة ما خرج به درعي، وخرج آخرون بتصريحات سنسمع صداها غداً.
– مطار بيروت وسلة العقوبات الجديدة على حزب الله، حكاية واحدة بأبواب متعددة.