موجة رعب تصيب «إسرائيل» وأعراب الجزيرة بسبب قرار سحب الباتريوت…!
محمد صادق الحسيني
رغم كل الضجيج الإعلامي الأميركي الموحي بتقدم محور الشر المطلق على تحالف قوى المقاومة وأصدقائها، فإن الوقائع على الأرض وموازين القوى الميدانية تشي بتراجع اندفاعتهم القتالية وتقهقر إرادتهم أمام اصطفافات نصرنا المبين وعزم أصدقائنا الدوليين المضي قدماً في معادلة الردع الاستراتيجي..!
وإليكم بعض مؤشرات وقرائن خيباتهم الميدانية:
قام وزير الحرب الأميركي، الجنرال جيمس ماتيس، يوم أمس الاول باتخاذ قرار يقضي بسحب أربعة أفواج من بطاريات صواريخ الباتريوت الأميركية، المرابطة في «الشرق الأوسط» لمواجهة تزايد التهديدات الروسية والصينية التي تواجه القوات العسكرية الأميركية بشكل عام والقوات الجوية والصاروخية الدرع الصاروخية بشكل خاص.
حيث إن كلتا الدولتين تمتلك قدرات صاروخية تهدّد بالقضاء على وسائل الدفاع الجوي الأميركية، من خلال زيادة الدولتين من حجم قواتهما الصاروخية التي تبلغ سرعة صواريخها خمسة أضعاف سرعة الصوت.
وبموجب هذا القرار فإن القيادة المركزية الأميركية، ومقرها الرئيسي في فلوريدا، والفرعي الخاص بـ«الشرق الاوسط» وآسيا ومقره الدوحة/ قطر، والذي تبلغ أمر العمليات المذكور أعلاه، سوف تقوم بسحب فوجي باتريوت من الكويت وفوج من البحرين وفوج رابع من الأردن.
علماً أن أمر العمليات لم يتضمن أي إشارة الى الأماكن التي سيتم نشر هذه المنظومات فيها، بينما أكدت مصادر عسكرية غير أميركية أن فوجين من هذه المنظومات سيتم نقلهما الى افغانستان في حين سيتم نقل الفوجين الآخرين الى رومانيا.
أما عن أسباب موجة الرعب، التي اجتاحت المسؤولين الإسرائيليين وأنصارهم السعوديين والإماراتيين، فإنها تعود إلى أن ماتيس قد اتخذ قراره هذا بعد يومين فقط على إعلان وزير الدفاع الروسي، الجنرال شويغو، عن قرار روسيا تزويد الجيش السوري بأربع كتائب صواريخ دفاع جوّي من طراز / اس 300/، والتي قد تتضاعف الى ثمانية عند الحاجة، بالإضافة الى ان هذا القرار قد اتخذ بعد الخطاب التصعيدي، الذي مارسه الرئيس الأميركي ووزير خارجيته ومستشاره للأمن القومي، خلال الأيام الثلاثة الماضية ضد إيران. وهو ما دفع الإسرائيليين والسعوديين والإماراتيين الى تفسير الموقف الأميركي على أنه مادة موجهة للاستهلاك الإعلامي الداخلي استعداداً لانتخابات الكونغرس النصفية القادمة. الامر الذي يجعل الدعم الأميركي الموعود أشبه بالسراب.
وفِي ظل موجة الرعب هذه، وتكرار اتصالات المسؤولين في الدول المتزلزلة المشار اليها أعلاه، مع المسؤولين في فرع القيادة المركزية في الدوحة وامتناع هؤلاء المسؤولين عن التعليق على سحب الباتريوت او إعطاء أي تفسير لهذه الخطوة، فقد اضطرت وزارة الدفاع الأميركية الى إصدار تصريح، على لسان ناطق باسم القيادة المركزية في فلوريدا وليس الناطق باسمها ، وهو الكابتن بيل اوربان Cpt. Bill Urban، الذي قال: «إن القوات الأميركية ستبقى منتشرة في مواقعها لتنفيذ أي مهمة او مواجهة أي طارئ في المنطقة» أي منطقة انتشارها في الشرق الأوسط .
وتابع الكابتن بيل اوربان قائلاً: «إن القيادة المركزية الأميركية ملتزمة بقوه بالعمل مع حلفائنا وشركائنا تأمين استقرار وأمن المنطقة» يقصد الشرق الأوسط .
أما ما زاد الطين بلة، فهو ما سمعه نتن ياهو من سيد البيت الأبيض، خلال اجتماعهما اليوم أمس على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، حيث أبلغ ترامب نتن ياهو بما يلي :
صفقة القرن ستكون جاهزة للتداول خلال ثلاثة أشهر.
أنه يرغب في التوصل الى حل للقضية الفلسطينية خلال ولايته الاولى على أساس الدولتين.
أن على «إسرائيل» أن تقدّم تنازلات للطرف الآخر الفلسطينيين .
وهذا ما جعل نتن ياهو، رغم سماعه كلاماً معسولاً من ترامب كقوله إنه يقف مع «إسرائيل» 100 ، يزيد من خيبة أمله في السياسة الأميركية الضبابية، حيث إنه تلقى ضربة ثانية، وفِي اليوم نفسه، بعد ضربة الباتريوت.
والحبل على الجرار، في تراجع واضمحلال أهمية الدور الإسرائيلي في المنطقة، رغم كل الضجيج الإعلامي الذي يوحي بغير ذلك. خاصة أن الرحيل الأميركي نحو الشرق الأقصى سيتواصل، بل سيتصاعد، ما يعني مزيداً من الوضوح لهزيمة الولايات المتحدة ومشاريعها في «الشرق الأوسط» وانتصار محور المقاومة المدعوم بقوة من روسيا وإيران. وذلك لأن روسيا وإيران قد حققتا نصراً استراتيجياً، على صعيد الصراع الدولي الذي كانت تقوده الولايات المتحدة ضد روسيا بهدف تطويقها وعزلها عن الصين وإثارة المشاكل الداخلية فيها وإسقاطها كدولة اتحادية موحدة والسيطرة على ثرواتها وأراضيها..!
الحالة نفسها المقرّرة ضد إيران التي كانت ولا تزال تواجه المخططات الأميركية نفسها والهادفة الى إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية فيها، وذلك في إطار الاستعدادات الأميركية لتطويق الصين وتعزيز حشدها الاستراتيجي على حدود الصين الغربية وحدود روسيا الجنوبية الغربية تعزيزاً لمواقع الولايات المتحدة في مواجهة الصين في مرحلة لاحقة.
بين حشدنا الاستراتيجي وحشدهم المضاد ثمة فارق كبير هو الذي سيحسم نهاية المعارك ألا وهو قوة الإرادة والعزم والاستقامة التي يتميّز فيها عنصرنا البشري عن عنصرهم، كما أثبتت كل المعارك التي خضناها ضدهم في السنوات الأخيرة…!
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
بعدنا طيّبين، قولوا الله.