بوتين والسيسي يعلنان توقيع اتفاقية للشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي
عقد الرئيسان، الروسي فلاديمير بوتين، والمصري عبد الفتاح السيسي، مؤتمراً صحافياً بعد مباحثات أجرياها أمس، في مدينة سوتشي الروسية.
واعتبر بوتين في بداية كلمته خلال المؤتمر، أنّ «تفجير القرم جريمة يجري التحقيق في ملابساتها وسنعلن النتائج للشعب الروسي».
وعن المباحثات مع الرئيس المصري، أوضح بوتين «أنّها تناولت مسائل عدة ذات اهتمام مشترك والعلاقات الثنائية»، معلناً «توقيع اتفاقية لشراكة شاملة وتعاون استراتيجي بين البلدين».
وأشار بوتين إلى أنّ «اللقاء بحث فرص التعاون العسكري الذي نوليه أهمية خاصة»، كما ناقش الطرفان «التفاصيل المتعلقة بالتعاون في مجال الطاقة وبناء محطة نووية في مصر».
وأكد بوتين «أنّ المباحثات أظهرت التقارب في بعض المسائل، وأن التعاون بين روسيا ومصر لا يزال عنصراً فاعلاً في ضمان الاستقرار في المنطقة».
وفي الشأن السوري، تحدّث بوتين عن أنّه «اتفق مع السيسي على الاهتمام بما يجري في منطقة إدلب السورية، حيث لا يزال هناك عدد كبير من الإرهابيين»، معبراً عن أنّ «هناك مخاوف من انتقال الإرهابيين في إدلب إلى مناطق أخرى»، متابعاً «أبلغنا مصر بنتائج مساعينا مع تركيا».
وأكد الرئيس الروسي، «ضرورة مواصلة المساعي من أجل الحل السياسي في سورية»، مبرزاً أنّ «مصر تشجّع الأطراف على المشاركة في محادثات سوتشي»، داعياً إلى «بذل الجهود المشتركة من أجل إعادة إعمار سورية وإعادة النازحين إلى مناطقهم».
وفي ختام كلمته، نوّه بوتين إلى أنّ «المحادثات مع الرئيس المصري كانت مفيدة وبناءة، والاتفاقيات التي تمّ توقيعها اليوم ستساهم في تعزيز علاقاتنا».
ومن جهته، عبّر الرئيس المصري عن أنّ «زيارته المهمّة لروسيا تعكس عمق العلاقة بين البلدين وشعبيهما»، مبرزاً أنّ «التعاون بين البلدين يؤسس لنقلة نوعية في العلاقات ويشجع الاستثمارات الروسية في مصر».
وأكد السيسي في السياق نفسه أنّ «اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين روسيا ومصر تفتح فصلاً جديداً في العلاقات بين البلدين».
وفي حديثه عن الشأن السوريّ، أوضح السيسي أنّ «سورية احتلت حيزاً واسعاً من النقاش»، متابعاً: «اتفقنا على مواصلة العمل من أجل التوصل إلى حل سياسي»، كما اعتبر أنّه «يجب تشجيع المبعوث الأممي من أجل استئناف المحادثات السياسية والحفاظ على وحدة الأراضي السورية».
وتطرّق الرئيسان إلى الأزمة الليبية، حيث نوّه السيسي إلى أنّه «أبلغ الرئيس بوتين بمساعي مصر لحل الأزمة وإعادة الاستقرار إلى ليبيا»، مؤكداً أنّ «القوى الأمنية الليبية بما فيها الجيش هي الوحيدة المخوّلة الحفاظ على الأمن في العاصمة طرابلس».
ونبّه السيسي إلى ضرورة «تجنّب الدخول في مفاوضات موازية للحرب، لأنها تؤدي إلى إطالة أمد الأزمة».
وفي ما يتعلّق بالقضيّة الفلسطينية، أشار الرئيس المصري إلى «وجود تقارب كبير بين روسيا ومصر في ما يتعلق بالقضية على أساس حل الدولتين والقرارات الدولية».
وفي ختام كلمته أكد السيسي «انفتاح مصر في مجال مكافحة الإرهاب الذي يشكل تحدياً خطيراً أمام المنطقة».