الأسد: مستمرون في العمل للقضاء على الإرهاب وإعادة الاستقرار.. وبعض الدول تواصل التدخل في التسوية السورية
قال الرئيس السوري بشار الأسد إن بعض دول المنطقة والعالم تواصل التدخل في المسار السياسي وممارسة الضغوط لفرض إرادتها على السوريين وهو ما قد يعيق إحراز أي تقدم سياسي. لافتاً إلى أن سورية مستمرة في العمل مع كل من لديه الإرادة الحقيقية للقضاء على الإرهاب وإعادة الاستقرار وفي الوقت نفسه متمسكة بحقها الذي كفلته المواثيق الدولية بعدم السماح لأي طرف خارجي بالتدخل في شؤونها الداخلية.
كما تطرق الحديث إلى موضوع عودة السوريين الذين اضطرتهم ظروف الحرب لمغادرة بلدهم، حيث أكد الأسد أن عودة السوريين إلى بلدهم هي هدف أساسي ومن الأولويات بالنسبة لعمل الحكومة وهي مستمرة في العمل على تأمين كل ما يلزم لعودتهم.
وكان الأسد استقبل أمس، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرينتييف وسيرغي فيرشينين نائب وزير الخارجية الروسي والوفد المرافق لهما.
وجرى خلال اللقاء تبادل الآراء حول تطورات الأوضاع في سورية وخاصة على المسار السياسي وعملية تشكيل لجنة مناقشة الدستور الحالي، حيث أعرب لافرينتييف عن ارتياح الجانب الروسي للإيجابية التي تبديها دمشق وانفتاحها على كل ما من شأنه المساهمة في المضي قدماً وتحقيق التقدم المنشود على هذا المسار مؤكداً أن هذا الأمر يساعد في سحب الذرائع من بعض الدول التي تمارس ضغوطاً كبيرة بغية عدم تحقيق أي تقدم في العملية السياسية، كي تتمكن لاحقاً من تحميل دمشق وحلفائها مسؤولية ذلك.
بدوره عرض لافرينتييف على الأسد نتائج جولته التي شملت عدداً من الدول العربية قبل زيارته دمشق، مؤكداً أن بلاده تسعى من خلال هذا الحراك الدبلوماسي إلى تبادل الآراء حول قضايا المنطقة وخاصة العملية السياسية في سورية واستكمال معركة القضاء على الإرهاب بما يساهم في استعادة الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة البلاد واستقلالها.
وفي سياق آخر، أكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيشارك في القمة الرباعية حول سورية المزمع انعقادها في اسطنبول في 27 الشهر الحالي.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن بيسكوف قوله: يجب عدم توقع حدوث اختراقات أو صدور قرارات حاسمة، هذا اللقاء ليس لتحقيق اختراقات ونحن نجهّز له.
وكان مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف قال الثلاثاء الماضي: «إن قادة روسيا وفرنسا وألمانيا وتركيا سيجتمعون في اسطنبول من أجل مناقشة الأزمة في سورية ويجرى إعداد التفاصيل المحددة لمباحثاتهم».
وفي سياق متصل، قال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس، إن قمة رباعية تضمّ زعماء تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا ستنعقد في العاصمة التركية اسطنبول في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي لبحث الوضع في سورية.
ونقلت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء عن كالين قوله إن القمة ستبحث أحدث المستجدات بمحافظة إدلب التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة السورية والعملية السياسية الرامية لتسوية الصراع.
وأضاف كالين أن الأطراف ستبحث تنسيق الجهود المشتركة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن أمس الخميس، أن روسيا حرّرت نحو 95 من أراضي سورية ولم تسمح للدولة بالسقوط، معتبراً أن تركيا تفعل ما بوسعها لتنفيذ التزاماتها في ما يخص إدلب على الرغم من صعوبة الأمر.
وأوضح بوتين أن القوات الروسية لم تنفذ مهمات إنشاء المنطقة منزوعة السلاح في إدلب إلا أنّها تفي بالتزاماتها، مضيفاً أن إرهابيي داعش احتجزوا 700 رهينة في سورية وتوعّدوا بإعدام 10 أشخاص كل مرة وأعدموا أول دفعة.
ميدانياً، أكد مصدر عسكري دبلوماسي روسي أن أطقماً روسية وصلت إلى سورية مرافقة لدفعة من منظومات «إس-300» المضادة للجو، لتدريب العسكريين السوريين على استخدام هذا النوع من السلاح.
وفي حديث لوكالة «تاس» الإخبارية أوضح المصدر، أمس، أن معظم العسكريين السوريين المتدربين حالياً هم ذاتهم من تدربوا، في العام 2011، على استخدام المنظومات ذاتها في مركز تدريبي بضواحي مدينة سان بطرسبورغ الروسية، وذلك في إطار اتفاقية تمّ إبرامها في العام 2010.
وأشار المصدر إلى أن دورة التدريب تنتهي أواخر العام الجاري، على أن يقوم العسكريون السوريون بعد ذلك برمايات تدريبية في أحد الميادين العسكرية الروسية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية كشفت أن منظومات «إس300 بي إم2» الصاروخية التي تم تسليمها لسورية تختلف عن المنظومات الصاروخية الكلاسيكية من هذا النوع وتتميز بمواصفات حديثة.
ونقلت صحيفة «إزفيستيا» عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية قوله: إن هذه المنظومات الصاروخية مزودة بمحطة رادار حديثة ورادار إطلاق النار المحدث وبمركز القيادة المحمول وتتميز بمنصات الإطلاق المحدثة الأمر الذي يسمح لها باستخدام الذخائر القوية بعيدة المدى».
وأشار المصدر إلى أن هذه الصواريخ وخلافاً للمنظومات الكلاسيكية قادرة على مواجهة الصواريخ الباليستية التكتيكية متوسطة المدى وإصابة الأهداف الجوية على مدى 250 كيلومتراً وذلك إضافة إلى قدرتها على العمل في ظروف الحرب الإلكترونية».
ولفت المصدر إلى أن النسخة المسلمة لسورية تختلف عن النسخ الأخرى من المنظومة نفسها والتي يتم تصديرها من روسيا لدول عدة.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أكد في وقت سابق أن الجانب الروسي أكمل عملية تسليم المنظومات الصاروخية للدفاع الجوي «إس 300» إلى سورية.
ويأتي قرار روسيا تسليم الجيش العربي السوري منظومة الدفاع الجوي «اس 300» بهدف حماية الأجواء السورية من أي تدخل مستقبلاً وحماية العسكريين الروس من أي عدوان لاحق.