مختصر مفيد سورية تغيّر العرب والعالم
من حيث يدرون أو لا يدرون هم يتغيّرون بفعل ما فعلوه بحق سورية، فقد رمت أميركا بكل ثقلها الدبلوماسي والسياسي والإعلامي والمالي والعسكري لتغير سورية وعندما تنسحب دون تحقيق أي من أهدافها وتشهد عودة سورية التي كانت، لكن أقوى وأمنع، فهي من حيث لا تدري تعلن أنها تغيّرت، فلم تعد تلك القوة ذات الجبروت التي تقول للشيء كن فيكن وتأمر فتطاع. فالدول العظمى يكفي أن تهزم مرة واحدة حتى يبدأ بها مسار التراجع ويتقدم عليها الجاهزون للمنافسة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً ولا تعود العجرفة تنفع ولا تلاوة بطولات الماضي توقف مسار التغيير.
العرب الذين استثمروا أموالهم وعلاقاتهم بأميركا و»إسرائيل» وتنظيم القاعدة والأخوان المسلمين واعتقدوا أنهم قادرون بعد فوزهم برأس الرئيس التونسي ومن بعده الرئيس المصري بالفوز في سورية يعودون اليوم إلى سورية وهم من حيث ينتبهون أو لا ينتبهون يعترفون بأنهم ضعفاء عاجزون. فالأمر الذي رصدوا له كل ما يمكلون يفشل وهم يضطرون للاعتراف بالفشل.
إسرائيل هي الأخرى تغيّرها سورية، فهي التي ظنت أنها تأتي بأميركا وتوظف العرب وتعلن حلفها مع تنظيم القاعدة، والهدف واحد هو تغيير سورية. عندما تتأقلم مع الوقائع الجديدة عالمياً وعربياً بالانسحاب الأميركي والعودة العربية ورحيل فلول القاعدة مهزومة تعترف بالفشل، وعندما تقف عند حدود الأجواء السورية التي تحميها صواريخ الدفاع الجوي لا تعترف فقط بقوة سورية بل بضعفها هي.
هي سورية التي غيّرت العالم وغيرت المنطقة.
ناصر قنديل