شمال سورية يستعدّ
ـ خبران من شمال سورية يحملان المؤشرات على مسار الأيام المقبلة وطبيعة التفاهمات التي ستفرض ذاتها على الأرض لحساب الدولة السورية… الأول هو انسحاب مئات المسلحين الأكراد من منبج، والثاني هو اندلاع اشتباكات سقط فيها عشرات القتلى بين جبهة النصرة والجماعات الموالية لتركيا شمال حلب انتهت بتوسيع سيطرة النصرة.
ـ الانسحاب من الخطوط الحدودية هو بداية سيلتزمها المسلحون الأكراد كشرط لتحمّل الدولة السورية مسؤولية الحدود مع تركيا وضمان عدم حدوث أيّ خلل أمني عبر الحدود، ما يسقط الذريعة التركية الأمنية للتوغل العسكري في المناطق الحدودية من جهة، ويسقط ذريعة وجود منطقة انفصالية كردية تهدّد وحدة تركيا وتبرّر بقاء القوات التركية في جزء من سورية.
ـ الدولة السورية مؤمنة بما تفعله لتعزيز وحدة وسيادة سورية وليس مراضاة لتركيا، لكن الوظيفة السياسية المترتبة على هذا الفعل تتيح جعل الأتراك في حال اضطرار للتوقف عن التحرشات الحدودية والاستعداد لتقبّل أنّ قدرهم مغادرة سورية لاحقاً.
ـ في المقابل تقول اشتباكات شمال حلب إنّ التخلص من جبهة النصرة لم يعد موضع جدل روسي تركي، وإنّ الأتراك سلّموا بضرورة العمل العسكري، لكنها تقول أيضاً انّ الجهات المسلحة التابعة لتركيا أضعف من القيام بالمهمة، وإنّ قيام الجيش السوري بذلك بما يرتبه من انتشار الجيش وسيطرته على المناطق التي تتواجد فيها النصرة بات قريباً.
ـ الدولة السورية تسير بثقة نحو استعادة سيادتها، وتعرف جيداً كيف تدير هذه المعركة سياسياً وعسكرياً ومعها حلفاء يصدقونها القول والفعل…
التعليق السياسي