موسكو: الجيش السوري يسيطر على 97 من الأراضي.. وتمّ القضاء على نحو 87 ألف إرهابي بينهم 800 مسؤول
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ أكثر من 68 ألف عسكري روسي اكتسبوا خبرات قتالية عملية في سورية على رأسهم نحو 500 جنرال كما تمّ اختبار نحو 300 نوع من الأسلحة والمعدّات العسكرية الروسية خلال العملية العسكرية في سورية.
الوزارة قالت إنّ الجيش السوري وحلفاءه بسطوا سيطرتهم حتى الآن على نحو 97 من أراضي سورية.
وأشارت إلى أنه تمّ منذ بدء العملية العسكرية في سورية القضاء على نحو 87 ألف مسلّح بينهم نحو 800 من رؤوس الجماعات الإرهابية.
وأكدت الوزارة أن المسلحين خسروا منذ 2015 في سورية، حوالى 1000 معسكر ميداني و10 آلاف مستودع للذخيرة والوقود و650 دبابة وأكثر من 700 عربة قتالية تابعة لهم.
إلى ذلك، أكد مسؤول الإدارة الذاتية في شمال سورية أنهم يستعينون بوساطة روسية للتوصل إلى اتفاق سياسي مع الحكومة السورية بغض النظر عن خطط الولايات المتحدة للانسحاب من المنطقة.
ونقلت مصادر عن بدران جيا كورد، قوله إن الإدارة الكردية قدّمت خريطة طريق بشأن اتفاق الحكومة السورية خلال الاجتماعات الأخيرة مع مسؤولين روس وتنتظر رد موسكو عليها.
وكشف جيا كورد أن الأهداف الرئيسية لخريطة الطريق التي طرحت في موسكو تكمن في حماية الحدود السورية من تركيا وإيجاد سبيل لإدماج هياكل الحكم في شمال سورية في الدستور السوري وضمان توزيع عادل للموارد في شمال سورية وشرقها.
وأكد أن الأوراق الرابحة في أيدي الأكراد، من بينها سيطرتهم على سدود نهر الفرات وحقول النفط والموارد الأخرى في الشمال السوري، وستكون عناصر رئيسية في الحوار مع دمشق.
كما أكد المسؤول الكردي أن روسيا وافقت على لعب دور الوسيط، وأضاف أن «الغرض النهائي هو الاتفاق مع دمشق»، مشيراً إلى أن القيادة الكردية ستعمل لتحقيق الهدف «مهما كان الثمن وبالرغم من معارضة الأميركيين». وأضاف: «الكرة في ملعب روسيا ودمشق، على هذا الأساس يمكننا أن نتفاوض ونطلق الحوار»، بحسب تعبيره.
وأردف قائلاً: «نعتقد أن روسيا تحاول فتح آفاق جديدة مع دمشق، هذا ما شعرنا به»، مشدداً على أن الحاجة إلى دخول في حوار جدي مع دمشق أصبحت الآن أكثر إلحاحاً.
وعبر جيا كورد عن اعتقاده بأن إنهاء الاحتلال التركي وإلحاق الهزيمة بالمسلحين المتبقين هناك يتطلب إبرام اتفاقية بين دمشق والإدارة الذاتية في شمال سورية، مضيفاً: «هذا سيعطي دفعة كبيرة نحو إنهاء الاحتلال والإرهاب في سورية».
وفي سعي منهم إلى ملء فراغ القوة الذي سيسببه الانسحاب الأميركي يرغب اكراد سورية في الحصول على مساعدة روسيا في نشر قوات من الجيش السوري على الحدود الشمالية للبلاد في إطار جهود أوسع نطاقاً يبذلها الأكراد من أجل التوصل إلى اتفاق مع دمشق يحميهم من الهجوم التركي المرتقب على مناطق وجودهم.
ميدانياً، كشفت مصادر محلية في ريف إدلب أن المعلومات التي وصلت من المشافي الميدانية تشير إلى وقوع أكثر من مئتي قتيل في المواجهات التي اندلعت فجر الثلاثاء بين هيئة تحرير الشام وفصائل الجبهة الوطنية للتحرير غرب حلب، وامتدت بعدها إلى جنوب إدلب وشمال غرب حماة.
وقالت المصادر إن مشفى أطمة وصل إليه نحو 50 جريحاً للهيئة، بينما مشفى باب الهوى وصل إليه 100 جريح على الأقل، بالإضافة إلى 77 جثة خلال اليومين الماضيين معظمهم سقطوا في ريف إدلب الجنوبي، في حين مازال هناك عدد كبير من الجثث منتشرة على أطراف الأوتستراد الدولي بين معرّة النعمان وسراقب، لم يتم سحبها نتيجة كثافة الاشتباكات ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إليها.
وبيّنت المصادر أن هيئة تحرير الشام خسرت عدداً كبيراً من مُقاتليها جنوب إدلب جرّاء العملية العسكرية الواسعة التي أطلقتها الجبهة الوطنية للتحرير رداً على سيطرة الهيئة على مساحة واسعة غرب حلب واستمرارها في تقدّمها، مضيفة أن عدد الأسرى للطرفين كبير وقد تجاوز المئتي مقاتل من الطرفين.
وفي السياق، تواصل أجهزة الأمن السورية المختصة كشف مستودعات ومخابئ الذخائر والأسلحة التي خلفها الإرهابيون بعد مغادرتهم المناطق التي يتحصنون داخلها لسنوات عديدة من عمر الأزمة السورية.
وتبين حالات الكشف التي أصبحت شبه يومية تقريباً، أن الأهالي المدنيين هم مَن يساعد في أغلب الأحيان بالكشف عن مخلفات الإرهابيين، خصوصاً أن الأهالي كانوا أشبه بالمحتجزين والرهائن في مناطق سيطرة المجموعات الإرهابية قبل مغادرتها إلى الشمال السوري.
وأخيراً وليس آخراً، وخلال متابعتها أعمال تأمين المناطق التي طهرها الجيش السوري من الإرهاب، عثرت الجهات الأمنية المختصة على كميات من الأسلحة والذخيرة في محيط قرية تلدهب بريف حمص الشمالي. بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».
وذكرت «سانا» أن الجهات المختصة وخلال استكمال تمشيط المناطق التي أعاد إليها الجيش الأمن في ريف حمص الشمالي ضبطت كميات من الذخيرة المتنوعة وصواريخ «تاو» أميركية الصنع من مخلفات التنظيمات الإرهابية كانت مخبأة في الأراضي الزراعية التابعة لقرية تلدهب في منطقة الحولة.
قوى الأمن السورية تعثر على مستودع يحوي كميات كبيرة من الأسلحة المتنوعة، بينها طائرات من دون طيار، من مخلفات المجموعات الإرهابية المسلحة، خلال عمليات التمشيط في مزارع درعا البلد.
وأظهرت عمليات الكشف المستمرة عن احتواء مستودعات الإرهابيين لمختلف صنوف الأسلحة الغربية ومنها «تاو» الأميركية الصنع وذلك دليل صارخ على الدعم الأميركي للجماعات الإرهابية والذي لم ينقطع طوال فترة الأزمة السورية.
وأكدت «سانا» أنه حفاظاً على حياة المدنيين، تواصل وحدات الجيش بالتعاون مع الجهات المختصة عمليات تمشيط القرى والبلدات في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي بعد تطهيرها من الإرهاب وذلك لرفع مخلفات الإرهابيين وتأمينها بالكامل، حيث عثرت بتاريخ 2 ديسمبر/ كانون الأول الماضي في قرية كفرلاها على قذائف «آر بي جي» وحشوات قذائف وعدد من البنادق الحربية الآلية ومناظيرها ورشاش «بي كي سي» إضافة إلى ذخائر متنوّعة.