لافروف وبيدرسون: لمباشرة اللجنة الدستورية السورية عملها في أسرع وقت
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون، على أهمية البدء بأسرع ما يمكن بعمل اللجنة الدستورية السورية.
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها، أمس، إنه «جرى، خلال محادثاتهما، تبادل مفصل للآراء حول احتمالات دفع العملية السياسية بقيادة السوريين أنفسهم، وبمساعدة الأمم المتحدة على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254».
وتابعت: «في هذا الصدد، تم التأكيد على أهمية إطلاق عمل اللجنة الدستورية السورية التي تحظى بدعم كافة الأطراف السورية، بما فيها الحكومة والمعارضة بأسرع ما يمكن».
وأشارت الخارجية الروسية، في بيانها، إلى أن «لافروف وبيدرسون بحثا كذلك القضاء كلياً على الإرهاب وإحلال السلام في سورية، مع احترام سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها».
جدير بالذكر أن المبعوث الأممي الجديد غير بيدرسون بدأ، أول أمس الاثنين، أول زيارة إلى روسيا بعد توليه منصبه اعتبارا من 1 يناير/ كانون الثاني الحالي، وأجرى، خلال الزيارة مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أنه تقرر تعيين دبلوماسي برتبة مستشار كقائم بالأعمال بالإنابة في السفارة الأردنية لدى دمشق.
وصرّح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية سفيان سلمان القضاة، بأن هذا القرار يأتي منسجماً مع الموقف الأردني منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011 بالإبقاء على السفارة الأردنية في دمشق مفتوحة.
وتابع المتحدث، أن الأردن دفع ومنذ بداية الأزمة للتوصل إلى حل سياسي يقبله السوريون ويحفظ وحدة سورية ويعيد للبلاد أمنها واستقرارها ويتيح الظروف التي تسمح بالعودة الطوعية للاجئين.
وقد دعا القائم بأعمال سفير دمشق لدى عمان، أيمن علوش، في نهاية العام الماضي، الأردن لإكمال طاقم سفارته في سورية ولرفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما.
وتبعت ذلك دعوات من مجلس النواب الأردني لوزير الخارجية في البلاد، إلى رفع التمثيل الدبلوماسي مع سورية.
وشهدت العلاقات بين دمشق وعمان توتراً كبيراً على خلفية اندلاع الأزمة السورية عام 2011، وفي 2014 طردت السلطات الأردنية السفير السوري لدى عمان.
لكن تقدماً ملحوظاً تم تحقيقه في الآونة الأخيرة لحل هذا التوتر لا سيما بعد إعادة فتح معبر نصيب جابر على الحدود الأردنية السورية.
إلى ذلك، تسببت الحرب ضد الإرهاب في حوض الفرات بتدمير معظم الجسور بين ضفتي النهر وتفريق السكان وتأجيج معاناتهم، حيث خرجوا للمطالبة بمدّ الجسور وانتشار الجيش السوري والشرطة الروسية.
الحرب انتهت في المنطقة، وأخذ السكان يطالبون بإصلاح الوضع وتم تنظيم فعالية جماهيرية على ضفتي النهر للمطالبة بحل مشكلة الجسور.
وخلال الفعالية، قال أحد شيوخ قبيلة شعيطات: «نرحب بالجيش السوري والقادمين من دمشق، والأصدقاء الروس، وبشكل عام نرحب بكل من شارك في تحرير سورية. لقد دمّرت قوات التحالف كل الجسور بين شرق وغرب الفرات ولذلك نطلب من الحكومة السورية والجيش الروسي، تشييد الجسور بسرعة بين الضفتين الشرقية والغربية للنهر».
وأضاف: «بعد سبع سنوات من الحرب، تمكن الجيش السوري من تحرير غرب الفرات، ووقعت الضفة الشرقية تحت سيطرة ما يسمى بالتحالف الدولي وقام الإرهابيون بتدمير الكثير من الجسور، فضلاً عن تلك التي دمرتها غارات التحالف الجوية. الآن انتهت الحرب، ولماذا لا يستطيع السكان التنقل بين الضفتين بحرية؟ تجب إعادة بناء الجسور على الفرات».
وأكد بعض المشاركين في الفعالية، أن معظم المنشآت الحيوية في المنطقة تقع غرب النهر وخاصة في دير الزور والآن يضطر سكان الجانب الشرقي، بسبب تدمير الجسور، للالتفاف لمسافة طويلة قبل أن يصلوا إلى المعبر المؤقت ومن هناك إلى دير الزور، ممضين خمس ساعات في الطريق.
وقال مواطن آخر، إن الكثير من الأمور، تقتضي التنقل بين ضفتي النهر، بين زيارة طبيب أو مراجعة محكمة أو حضور فعالية اجتماعية لدى الأقارب. لا يفهم الناس، لماذا لا يجري إصلاح وترميم الجسور كي يتمكنوا من قطع النهر في أي وقت كان».
وبدأت المظاهرات الجماهيرية في منطقة الفرات، في وقت واحد في مدن وبلدات عدة تطل على النهر العظيم.
وتجمع المواطنون على ضفتي النهر وهم يرفعون الأعلام السورية ويعقدون حلقات الرقص ويرددون الأهازيج الشعبية غير آبهين للجيش الأميركي وحلفائه على الضفة الشرقية.
وفي قرية حطلة الواقعة على الشاطئ الشرقي، عقد اجتماع لشيوخ القبائل دعا إلى لمّ الشمل بأسرع وقت وأعربت 12 عشيرة وقبيلة من مدينة دير الزور و23 قبيلة من المحافظة، تأييدها لمد الجسور وعودة الجيش.
ميدانياً، أعلن مركز المصالحة الروسي بين الأطراف المتحاربة في الجمهورية السورية، أن جندياً واحداً من القوات الحكومية السورية قد أصيب بجروح نتيجة قصف مدينة حلب من قبل المسلحين.
وقال رئيس المركز الجنرال سيرغي سولوماتين: «وهكذا، فقد قصف المسلحون من منطقة إدلب لخفض التصعيد، خلال 24 ساعة الماضية، بلدات زيلاقيات، تل المقطع، تل بازام في محافظة حماة، وحي السكري في مدينة حلب، وأسفر إطلاق النار من قبل المسلحين على منطقة البريج في مدينة حلب عن جرح أحد جنود القوات المسلحة السورية».
ووفقاً له، قام ممثلو مركز المصالحة الروسي خلال اليوم الماضي بإجراء عمل إنساني في قرية ألما، محافظة درعا، تم خلاله توزيع 500 طرد غذائي.
وفي السياق، استشهد مدني وأصيب 14 آخرون بجروح جراء تفجير إرهابي بسيارة مفخخة في ساحة الحمام بمدينة اللاذقية.
وذكر مراسل سانا أن «تفجيراً إرهابياً بسيارة مفخخة نوع سوزوكي وقع بعد ظهر أمس، في ساحة الحمام على أطراف مدينة اللاذقية ما أسفر عن استشهاد مدني وإصابة 14 آخرين كانوا في المكان إضافة إلى وقوع أضرار مادية».
ولفت المراسل إلى أن «الجهات المختصة قامت بتفكيك عبوة ناسفة قبل تفجيرها في المكان نفسه.
وأفاد مدير صحة اللاذقية الدكتور هوازن مخلوف في تصريح لـ سانا بأن منظومة الإسعاف قامت بنقل جثمان شهيد وإسعاف 14 مدنيا أصيبوا في التفجير إصاباتهم متفاوتة.