السيد نصرالله و«المستقبل» و«لبنان القوي» و«الجمهورية القوية»

ناصر قنديل

– خاطب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله العناوين الثلاثة التي ترمز إليها أسماء كتل ثلاث وازنة في مجلس النواب بعضها حليف لحزب الله كتكتل «لبنان القوي» وبعضها في موقع الخصومة السياسية كـ «المستقبل» وتكتل «الجمهورية القوية»، فرسم في خطابه معاني لمستقبل لبنان ولمفهوم لبنان القوي والجمهورية القوية، والكتل الثلاث التي تلتقي على خطاب محوره السيادة، صارت بعد خطاب نصرالله بمعزل عن التحالف والخصومة أمام السؤال حول قدرتها على إثبات الممارسة السيادية للدولة.

– تناول نصرالله في سياق شرحه إنجازات الثورة الإيرانية خلال أربعين عاماً خريطة طريق لـ «مستقبل» لبنان قال إنه مستعد لتبنيها والسير فيها إذا قررت الدولة أن تكون قراراتها سيادية، فحلول مشاكل الكهرباء والطرقات والمترو وسكك الحديد والسدود المائية والأدوية وصناعتها الممكنة بأكلاف بسيطة ومن دون أعباء ومن دون انتظارات وتسوّل على أبواب الدول الغربية. ونموذج نجاح إيران فيها دليل على واقعيتها، وبحكم الصداقة مع إيران يضمن السيد تعاوناً إيرانياً ميسراً ومسهلاً لمصلحة لبنان في زمن الإنجاز وكلفته وطريقة سداد الأكلاف، وخريطة طريق «المستقبل» التي رسمها السيد ليست محصورة بالتعاون مع إيران، بل بالتعاون مع كل مَن يمكن أن تكون المصلحة اللبنانية بالتعاون معه من دون إقامة حساب للممنوعات التي يقيمها الغرب على الدولة اللبنانية، ومضمون رسالة السيد لـ«مستقبل « لبنان كونوا سياديين حقيقيين فيسهل النقاش وتهون المشاكل.

– في الشأن الدفاعي قال السيد نصرالله كلاماً محدداً ودقيقاً يبدو موجهاً لكل من تكتل «لبنان القوي» رغم التحالف، وتكتل «الجمهورية القوية « رغم الخصومة، بدءاً من السؤال الافتراضي الذي وصفه بالغموض البناء متعمّداً، ماذا لو كان لدى المقاومة منظومة دفاع جوي وماذا لو استخدمتها وأسقطت طائرة إسرائيلية تنتهك الأجواء اللبنانية؟ ليستخدم الجواب ومضمونه استنكار الجميع لأن ليس لدى الجيش اللبناني شبكة دفاع جوي، ليقدّم عرضه لكيف يكون «لبنان القوي» وكيف تكون «الجمهورية القوية»، قائلاً أنا مستعدّ أن أضمن تزويد إيران للجيش اللبناني بشبكة دفاع جوي، ومستطرداً، وصواريخ ضد الدروع وصواريخ استراتيجية، ليخلص إلى معادلة، أضمن لكم تزويد الجيش اللبناني بما يجعله أقوى جيوش المنطقة، مستخلصاً أن الأمر ليس محصوراً بإيران. فليعطنا الآخرون بديلاً ولا أحد سيمانع، المهم أن يكون قرارنا سيادياً ومستقلاً. وشرط القوة هو الاستقلال والقرار السيادي فهل لدى الحكومة هذه الإرادة وهذه العزيمة، أم أن القرار السيادي مرتهن لحدود الرضا والغضب الأميركيين؟

– كلام السيد يشكل تحدياً حقيقياً لكل الدولة وللحكومة الجديدة بصورة خاصة، وأمام الحكومة أحد خيارين، أن تضع هذا الكلام على طاولة النقاش، أو أن تدير ظهرها له على قاعدة كل وزير معني بوزارته، وعندها على الحكومة تقبّل ما ستشهده وزارة الصحة، من ثورة في قطاع الاستشفاء العام وتصنيع الدواء بما يخفّف عن كاهل الدولة والمواطنين مئات ملايين الدولارات سنوياً، ويكون النموذج الذي يعد السيد بأن يقدّمه حزب الله للبنانيين عن كيف تتغيّر أحوالهم عندما تتولى الوزارة قوى تؤمن فعلاً بالسيادة وتجرؤ على ممارستها؟

اترك تعليقاً

Back to top button