قاسمي ينتقد الاستغلال السياسي والفئوي لقرار الاستقالة… روحـاني: ظريـف بـاقٍ
أفاد منشور على حساب الرئيس الإيراني حسن روحاني على موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، أمس، بأنه «رفض استقالة وزير الخارجية محمد جواد ظريف».
ونشر النصّ مصحوباً بصورة لروحاني وظريف معاً وهما يبتسمان، بالإضافة إلى هاشتاغان هما «ظريف ليس وحده» و«ظريف باق» بالفارسية.
وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، قد نفى «الموافقة على استقالة وزير الخارجية محمد جواد ظريف».
وقال قاسمي، في بيان، إنّ «كل التفسيرات والتحليلات عن أسباب استقالة ظريف غير صحيحة وبعيدة عن الحقيقة».
وانتقد قاسمي ما وصفه بـ «الاستغلال السياسي من جانب بعض الدوائر الخاصة لاستقالة ظريف».
وأضاف: «تنمية سلطة ومكانة السياسة الخارجية كانت الهاجس الرئيس لظريف منذ بدء عمله كوزير للخارجية وسعى جاهداً إلى تحقيق هذا الهدف».
كما نفى قاسمي الأخبار المنتشرة حول «نيّة عدد من المسؤولين في الخارجية الإيرانية الاستقالة».
وكان ظريف قد قال، في تصريحات سابقة أمس، إنّ «الهدف من استقالتي كان الدفاع عن شأن ومكانة وزارة الخارجية في العلاقات الخارجية، وأرى ذلك ضرورياً إلى جانب باقي قدرات الأمن الوطني».
وأضاف ظريف: «لست مستاءً أو متضايقاً من أحد شخصياً، ولا أحتاج أن يتم إرضائي»، متابعاً: «كوزير للخارجية والمصالح الوطنية، كان من واجبي أن يكون لي ردّ فعل في مواجهة عدم مراعاة مكانة وزارة الخارجية».
وأكد ظريف أنّ «باقي التحليلات هي من نسج خيال الأشخاص فقط».
كما دافع محمود واعظي، مدير مكتب روحاني عن ظريف، وقال في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر» إنّ «حديث روحاني عن وزير خارجيته دليل واضح على الرضا الكامل لممثل الشعب الإيراني عن مواقف وأفعال ظريف الذكية والمؤثرة، ورداً قاطعاً على كل التحليلات الخاطئة والمغرضة».
وأضاف واعظي: «من وجهة نظر روحاني، الجمهورية الإسلامية لديها فقط سياسة خارجية واحدة ووزير خارجية واحد».
من جانبه، كشف مسؤول إيراني حليف لظريف طلب عدم الكشف عن اسمه أنّ «قرار الاستقالة يفسّر بالضغوط التي تعرض لها ظريف في الآونة الأخيرة بسبب الاتفاق النووي الذي لعب وزير الخارجية دوراً بارزاً في إبرامه عام 2015».
وقال المسؤول: «إن روحاني وظريف أصبحا تحت ضغط هائل»، مضيفاً أنّ «مسؤولين كبار يمطرون وزير الخارجية، خلال اجتماعات أسبوعية مغلقة، بالأسئلة حول الاتفاق وما الذي سيحدث بعد ذلك وما إلى ذلك».
فيما رجح مصدر مطلع إيراني، طلب عدم ذكر اسمه، «عودة ظريف إلى منصبه في الحكومة». وفي حديث لوكالة «فارس» قال المصدر: «إنّ سبب تقديم ظريف استقالته من منصبه يعود إلى عدم التنسيق معه من قبل كبار مسؤولي رئاسة الجمهورية لحضور لقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني مع نظيره السوري بشار الأسد»، الذي زار طهران أول أمس.
وتابع هذا المصدر أنه «خلال الأشهر الأخيرة، برزت خلافات في بعض القضايا والقرارات بين ظريف وروحاني، وأنّ الخلافات في وجهات النظر هذه كانت تمتد أحياناً إلى جلسات الحكومة، حيث بلغ السيل الزبى تجاه رئيس الجمهورية إزاء الحدث الأخير ما حدا به للإعلان عن استقالته».