دمشق تؤكد عدم تردّدها في التصدي لمحاولات الكيان الصهيوني إطالة احتلال الجولان.. ولافروف يكشف مواصلة واشنطن احتجاز قاطني «الركبان» ومنعهم من مغادرته
أعلن نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أن سورية لن تتردّد في التصدي بكافة الوسائل والطرق للمحاولات التي يبذلها الكيان الصهيوني لإطالة الاحتلال للجولان.
وأعلنت وزارة الخارجية السورية أن «المقداد استعرض خلال لقائه مع رئيس أركان لجنة مراقبة الهدنة للأمم المتحدة «الانتسو» اللواء كريستين لاند، والوفد المرافق لها، الإنجازات التي حققها الجيش السوري في مكافحة التنظيمات الإرهابية المدعومة من الكيان الصهيوني وحلفائه قد أعادت الاستقرار إلى منطقة الفصل ومكنت قوات مراقبة الهدنة من متابعة تنفيذ ولايتها الموكلة إليها».
ونقلت وزارة الخارجية السورية على موقعها على الإنترنت عن المقداد قوله إن «سورية إذ تمضي في مكافحة التنظيمات الإرهابية، فإن أولويتها هي تحقيق الاستقرار والأمن في جميع أرجاء البلاد وصولاً إلى السلام العادل والشامل في المنطقة».
وأكد المقداد «ضرورة أن يتوقف الكيان الصهيوني عن انتهاكاته للقرارات الأممية ذات الصلة ودعمه للتنظيمات الإرهابية، الأمر الذي يزعزع أمن واستقرار المنطقة ويهدد الأمن والسلم الدوليين».
وقال بهذا الصدد إن «سورية لن تتردد في التصدي بكافة الوسائل والطرق للمحاولات التي تبذلها «إسرائيل» وعملائها بهدف إطالة الاحتلال للجولان السوري».
ونقلت الخارجية السورية عن اللواء لاند:
ارتياحها للتطورات الميدانية في سورية وأهمية هذا الأمر بالنسبة لعمل قوات مراقبة الهدنة، الأمر الذي أثّر إيجابياً على عودة الاستقرار إلى منطقة الفصل.
وأكدت لاند أن «موقف الأمم المتحدة واضح في ما يتعلق بالجولان السوري المحتل».
على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن القوات الأميركية التي تنتشر بشكل غير شرعي في منطقة التنف تواصل احتجاز قاطني مخيم الركبان رهائن وتمنعهم من مغادرته، مشدداً على أن الأولوية الآن هي الاستمرار في مكافحة الإرهاب في سورية والعمل على عودة المهجرين إلى بلدهم.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكويتي صباح خالد الحمد الصباح في الكويت أمس: إن موسكو لن تكفّ عن مطالبة واشنطن بإخلاء سبيل المهجرين السوريين في مخيم الركبان الذين تحتجزهم القوات الأميركية قسراً في تلك المنطقة الخاضعة لسيطرتها وتمنعهم من العودة الآمنة إلى ديارهم بهدف تبرير وجودها غير الشرعي هناك.
وبهدف إخلاء المهجرين المحتجزين في مخيم الركبان في منطقة التنف من قبل قوات الاحتلال الأميركي ومرتزقتها الإرهابيين تم في التاسع عشر من الشهر الماضي فتح ممرين إنسانيين في بلدتي جليب وجبل الغراب على أطراف المنطقة بالتعاون والتنسيق بين الهيئتين التنسيقيتين المشتركتين السورية والروسية لعودة المهجرين إلى سورية.
وأوضح لافروف أن الأمم المتحدة أجرت استطلاعاً للرأي في مخيم الركبان بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري وتبين أن 95 في المئة من قاطنيه يريدون العودة إلى منازلهم لكن القوات الأميركية تمنعهم من المغادرة، لافتاً إلى أن الدولة السورية دعت مجدّداً المهجرين في المخيم للخروج والعودة إلى مدنهم وقراهم، مؤكدة أنها ستقدم كل التسهيلات لنقلهم إلى أماكن سكنهم وتقديم كل التسهيلات اللازمة لهم.
وجدّدت سورية مطلع الشهر الحالي دعوة المهجرين في مخيم الركبان للخروج منه والعودة إلى مدنهم وقراهم، مؤكدة أن المسؤول الوحيد عن الكارثة الإنسانية التي يعيشها أهلنا في المخيم هو الاحتلال الأميركي وأدواته الإرهابية التي منعت قاطني المخيم بالقوة والتهديد من مغادرة المخيم على الرغم من الممرات الآمنة التي تم فتحها لكل راغب بالمغادرة.
وفي السياق، دعت كل من موسكو ودمشق في بيان طارئ لهيئات التنسيق الروسية المشتركة، أمس، الولايات المتحدة لتحرير سكان مخيم الركبان، الذين وصفهم البيان بالمحتجزين بشكل غير قانوني، وتوفير خروج آمن لهم من المخيم إلى أماكن إقامتهم الدائمة.
وجاء في البيان: «ندعو الجانب الأميركي للانتقال من الشعبوية إلى التصرفات الفعلية: تحرير سكان مخيم الركبان المحتجزين بشكل غير قانوني وتأمين حقهم مجاناً بالخروج إلى أماكن إقامتهم الدائمة، وتقديم ضمانات لمرور آمن لسيارات قوافل المساعدات الإنسانية عبر منطقة التنف المحتلة بشكل غير قانوني».
واتهم البيان الولايات المتحدة بأنها أفشلت عملياً، إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان المخيم.
وجاء في هذا الصدد: «قيادة التشكيلة الأميركية في منطقة التنف، لم تأخذ على عاتقها مسؤولية توفير المرور الآمن لسيارات القوافل عبر المنطقة التي تبلغ مساحتها 55 كلم والتي يسيطرون عليها، هذا في جوهره أحبط تنفيذ عملية إنسانية غاية في الأهمية لإنقاذ المواطنين السوريين الموجودين في الركبان».
وأكد البيان أن الحديث عن عمليات إنسانية في المخيم، غير وارد ما دامت «العصابات» المسلحة الموالية للولايات المتحدة، هي من يسيطر على سكان المخيم.
ميدانياً، استهدف الجيش السوري، أمس، تحركات وأرتالاً للمجموعات الإرهابية المسلحة جنوب وجنوب شرق إدلب وأوقع عددا من أفرادها قتلى ومصابين.
ونقل عن مصدر عسكري سوري قوله إن وحدات الجيش السوري رصدت تحركات معادية للمجموعات الإرهابية المسلحة على محاور خان شيخون والتمانعة وسكيك جنوب وجنوب شرق إدلب أثناء محاولتها نقل عتاد وذخيرة وأسلحة إلى هذه المحاور، ما أدى إلى تدمير عدد من الآليات التي كانت بحوزة المسلحين ومقتل وإصابة عدد منهم.
وأضاف المصدر أن مسلحي «حراس الدين» المتمركزين في محيط نقطة المراقبة التركية في مورك بريف حماة الشمالي، استهدفوا صباح أمس موقعاً للجيش السوري في تل بزام، شمال شرق مدينة صوران بعدد من القذائف الصاروخية حيث اقتصرت الأضرار على الماديات، في حين رد الجيش السوري على مصادر إطلاق القذائف عبر سلاحي المدفعية وراجمات الصواريخ مستهدفاً مواقع تنظيم حراس الدين في المزارع الجنوبية لمدينة مورك شمال حماة.
وعلى التوازي، استهدف مسلحو أنصار التوحيد ظهر اليوم بلدة جورين على جبهة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي بقذائف صاروخية عدة ما أدى إلى إصابة 5 أشخاص.
وقال مصدر عسكري إن وحدات الجيش السوري تعاملت مع مجموعة إرهابية تابعة لتنظيم أنصار التوحيد، حاولت تحصين وتدشيم مواقعها على محاور الحويز وباب الطاقة والكركات، ما أدى إلى تدمير مواقع وتحصينات للتنظيم الموالي لتنظيم «داعش» الإرهابي المحظور في روسيا.
وتنتشر في المنطقة منزوعة السلاح عشرات الفصائل الإرهابية الموالية لتنظيم القاعدة، وتلك التابعة مباشرة لمتزعم التنظيم في أفغانستان أيمن الظواهري.
وتتقدم «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، التنظيمات المهيمنة في المنطقة منزوعة السلاح في إدلب، متشاركة السيطرة مع تنظيمات أخرى ذات طبيعة قومية وتكفيرية كتنظيم «حراس الدين» الذي يتكوّن من مقاتلين متشددين أعلنوا إنشاء تنظيمهم الخاص محافظين على ولائهم لزعيم «تنظيم القاعدة» في أفغانستان أيمن الظواهري.
ويقود تنظيم «حراس الدين» مجلس شورى يغلب عليه المقاتلون الأردنيون ممن قاتلوا في أفغانستان والعراق والبوسنة والقوقاز، ولهم باع طويل في صفوف «تنظيم القاعدة» بينهم أبو جليبيب الأردني «طوباس»، أبو خديجة الأردني، أبو عبد الرحمن المكي، سيف العدل وسامي العريدي .
كما ينتشر في المنطقة المنزوعة السلاح مقاتلون تابعون لتنظيم «أنصار التوحيد»، وهو الاسم الجديد لتنظيم «جند الأقصى» الداعشي الذي كان ينشط في ريف حماة الشرقي بقيادة الإرهابي الشهير أبو عبد العزيز القطري، قبل مقتله في عام 2014، ودحر تنظيمه من المنطقة باتجاه عمق إدلب.
وإلى الشمال، حيث قطاع ريف إدلب الشرقي من المنطقة منزوعة السلاح، يتخذ تنظيم «أجناد القوقاز» إمارة له هناك، فيما تسيطر إمارة الصينيين التركستان/ الحزب الإسلامي التركستاني على ريفي اللاذقية الشمالي الشرقي وإدلب الجنوبي الغربي.