إن لم تخافوا فأنتم أغبياء!
ـ مع الكلام الذي قاله السيد حسن نصرالله عن عمق فهم تعقيد معركة مكافحة الفساد وما ينتظر المقاومة في مواجهتها بوصفهها معركة تشبه معركة مقاومة الاحتلال بمصاعبها ومتاعبها وما يتخللها من تيئيس وتشكيك وحملات تشهير وتشويه، وما سيعترضها من محاولات لإثارة الفتن وحرف المعركة عن مسارها، وما أضافه بناء على ذلك باعتبارها بقداسة معركة المقاومة بوجه الإحتلال وتحتاج ذات الصبر والتفرّع والمثابرة، وما كشفه من عزم على المضيّ بها قائلاً يجب أن تتوقعوا من حزب الله كلّ شيء في هذه المعركة، يجب على المتورطين في الفساد أن يخافوا والأصحّ ألا يناموا الليل، وإنْ لم يفعلوا فهم حكماً أغبياء، فقد فعل الاحتلال ذلك من قبل واستفاق على هزيمة.
ـ التفوق الأخلاقي والاقتدار والحكمة والشجاعة والصبر هي أسلحة الفوز بهذه المعركة وقد كشف السيد نصرالله عن توافرها، فمن كان لديه حجر يرشق ما يعتبره بيتاً من زجاج فليرشق بيت المقاومة به من ملفات بحق حزب الله أو أحد من قادته أو أعضائه فليتقدّم به للقضاء، وسيتكفل حزب الله برفع الغطاء عن أيّ كان مهما علا شأنه، بل سيرجمه جمهور المقاومة بالحجارة إنْ كان فاسداً، ومن يظنّ أنّ اصطدام حملة مكافحة الفساد بمن ينتمون لصفوف حلفاء المقاومة سيثنيها عن المعركة مشتبه وواهم، وهذا هو التفوّق الأخلاقي، أما الاقتدار فلا جدال حوله، وأما الحكمة فبائنة بتصنيف الملفات والأولويات والوسائل، أما الشجاعة والصبر فبعض مما أظهرته المقاومة وهي في طور التكون في مواجهة الاحتلال يكفي لخوض معركة ليس فيها بذل دماء.
ـ المتورّطون في معارك الفساد والهدر إذا حالفهم نصيب من الفهم مدعوّون للمبادرة للإستسلام المبكر، وطلب تسويات حول العقوبات المخففة مقابل إعادة المال المنهوب، وإلا فقد بات بعد كلام السيد نصرالله عليهم التصرف على قاعدة انّ حالة حرب مع القوة التي هزمت «إسرائيل» وأذلتها بالتفوّق التقني والصبر والذكاء والحكمة والشجاعة، ولهم أن يتوقعوا النتيجة، فهم في مواجهة مع السيد الذي حارت أميركا و»إسرائيل» في تفكيك شيفرة القوة التي ينطلق منها، وعمادها السهل الممتنع هو العلم والإخلاص والأخلاق.
التعليق السياسي