الجولان سيعود حتماً والمقاومة هي الردّ
العلامة الشيخ عفيف النابلسي
بين الحق والباطل هذه الثنائيّة المنعكسة في التكوين التاريخيّ للإنسان وفي جغرافيا العالم والمنطقة على نحو دائم تتخذ صفة العداء والاشتباك بين معسكر يتصل بالقيم السماويّة وآخر تستولي عليه نوازع الشر والطغيان.
لكن الحق يتميّز برسوخه وثباته وأبديّته، بينما الباطل ظرفيّ متحرّك وزائل. وبيننا وبين الكيان المصطنع «إسرائيل» هذه المعادلة. اغتصاب فلسطين وإعلانها القدس عاصمة لها أو اعتبار الولايات المتحدة الأميركيّة الجولان جزءاً من أرض إسرائيل ليس إلا شيئاً عابراً. فإذا كانت القوة إلى جانب أميركا و«إسرائيل» اليوم، فإنّ الحق مع الفلسطينيين والسوريين أبداً. إنّ ثبات شعوبنا من ثبات الحق نفسه ورسوخه في التقاليد والإرادات والمواقف السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة، وإذا كنا في كبوة الآن فسنقوم غداً لنحرّر الأرض، لأن المنطق يحكم على هذه الزمرة الغريبة الوافدة بالزوال، وعلى هذه الكوكبة المؤمنة من المقاومين الشرفاء بالنصر التي ترفع قيمتها الاستراتيجيّة بالتحضير والاستعداد وروح المبادرة وتستعدّ لتخوض معركة الحق بكل صلابة وقوة.
اليوم تعمل أميركا على هدم الأسس القانونية الدولية وتهدم المواثيق التي يقوم عليها السلام والأمن وسيادة الشعوب على أرضها. وهذا يعني أننا أمام واقع دوليّ جديد ونظام دوليّ جديد. وحينئذٍ يحقّ لشعوب المنطقة أن تتحرّك في إطار الدفاع عن مصالحها بما تملكه من قوة الحق وقوة الإرادة وقوة الأخلاق.
إننا نتطلّع إلى اللحظة التي تشتعل فيها جبهة الجولان والجنوب وغزة في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، ونتطلع إلى اليوم الذي يتحرك فيه فلسطينيو الضفة الغربية في توجّه شعبي عارم نحو عصر الحقيقة وعصر الحسم. نحن مقبلون على هذا اليوم بيقين مطلق، وإيمان راسخ. وليس كل ما يحصل من تطوّرات في ما يتعلق بصفقة القرن إلا الدليل على صحة إيماننا وطريقنا وتوجهاتنا نحو هذا اليوم الموعود.
فلسطين ستعود حتماً والجولان سيعود حتماً، ألسنا نحن من أطلقنا شعار المقاومة هي الرد وقوافل الشهداء تصنع النصر؟!