ظريف لواشنطن: إذا أردتِ دخول هرمز فعليك التحدّث إلى الحرس الثوري.. والأمر يعود لها للعودة إلى طاولة المفاوضات
انتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف السياسة الأميركية الخارجة عن كل الأصول والأعراف الدولية، معتبراً أن «إيران لم تغادر طاولة المفاوضات، وبالتالي الأمر يعود إلى الولايات المتحدة كي تعود إلى التفاوض».
ظريف وفي تصريحه لـ»الميادين» في مستهل زيارته لنيويورك لحضور الجمعية الآسيوية، وصف أعضاء إدارة ترامب بأنهم «تحوّلوا مجرد بيادق في لعبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو البالغة الخطورة على أمن المنطقة واستقرارها».
وقال ظريف إن «الولايات المتحدة أظهرت أنها ليست شريكاً تفاوضياً يمكن الوثوق به، لقد أظهرت ازدراء للقانون الدولي ولاتفاقاتها وقراراتها، وبالتالي الأمر لا يعود لإيران كي ترجع إلى التفاوض بل إلى الولايات المتحدة، فإيران لم تغادر طاولة المفاوضات، وما زلنا نجتمع مع شركائنا في الصفقة النووية»، مشيراً إلى أن «هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها عضو دائم في مجلس الأمن إلى تهديد بقية الأعضاء إذا امتثلوا لقرارات المجلس».
وتابع، «الولايات المتحدة تواصل دعم التطرف والإرهاب في منطقتنا كالسعودية والإمارات اللتين لا تحترمان القانون الإنساني الدولي في اليمن وفي غيرها من أنحاء المنطقة كالبحرين».
وأشار إلى أن «الولايات المتحدة تطلب من إيران أن تكون دولة طبيعية!»، متسائلاً «هل الدولة الطبيعية تنكث بمعاهداتها كما فعلت بالنسبة للعديد من المعاهدات الثنائية والجماعية؟».
ورأى ظريف أن «سياسة ترامب ليست سياسة، بل بالغة الخطورة، فهي لم تكتف بانتهاك قرارات مجلس الأمن بل حضّت الدول الأخرى على الانتهاك.. لم يعد لديها أي رادع».
وتابع «نعلم مدى سطوة الولايات المتحدة الاقتصادية عالمياً.. لكن هل يمكن ممارسة الإكراه إلى الأبد؟ هل نريد العودة إلى شريعة الغاب؟ الإمبراطوريات تزول ولا تدوم.. نريد نمط تعايش يمكن أن يبدل هذا الحال ويدوم».
وزير الخارجية الإيراني لفت إلى أن «هناك تناقض مصالح من جهات عدة.. هناك أربعة يبدأون بحرف باء وهم يتعاونون في نظامهم الخاص، بن زايد، بن سلمان، بنيامين، بولتون.. والآن ترامب يقول إنه يريد شيئاً أفضل».
وتناول وزير الخارجية الإيراني مسألة مرور النفط عبر مضيق هرمز وقال «نؤمن بأن إيران ستواصل بيع النفط وسيستمر مرور النفط عبر هرمز.. لكن إذا لجأت الولايات المتحدة إلى منعنا من ذلك بإجراء جنوني مغامر فإننا سنردّ، وعلى الولايات المتحدة أن تعلم أنها إذا أرادت دخول هرمز عليها التحدّث إلى مَن يحمي هرمز وهم حرس الثورة».
وأوضح ظريف أن «الأميركيين عندما يدخلون المضيق ينسقون مع إيران، وعندما يخرجون ينسّقون مع عُمان.. هذه هي قواعد الاشتباك في الخليج. والوضع لم يتغيّر حتى الآن. لدى إيران ممرات عدة تربط الدول المجاورة من ميناء تشاهباهار الباكستاني، إلى خط الحديد العراقي غايتها محاربة الإرهاب والتكامل الاقتصادي».
وقال ظريف «إن الرباعي ابن زايد وابن سلمان ونتنياهو وبولتون لديهم أجندة سرية ويريدون سَوق أميركا إلى كارثة عسكرية»، مشيراً إلى أنه «لا يستبعد افتعال صدام عسكري مع إيران، وهذا ما يخطط له الفريق باء وهو يريد ذلك قبل الانتخابات».
من جهة أخرى، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه، في تغريدة له عبر «تويتر» إن «على إيران أن تدخل في مفاوضات جادة مع الأمين العام للأمم المتحدة، ولاعبين آخرين كالاتحاد الأوروبي حول مضيق هرمز».
فيما قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية رفض الكشف عن اسمه «إن واشنطن تريد ضمان حرية تدفق موارد الطاقة وحرية الملاحة في مضيقي هرمز وباب المندب»، مشيراً إلى أنها «تطالب إيران وجميع الدول باحترام حرية الملاحة في المضيقين».
في هذه الأثناء، طالب خبراء في الولايات المتحدة الإدارة الأميركية بـ»تأجيل قرارها حول إيران»، منوّهين إلى أن «قرار واشنطن بشأن إيران قد يكون له تأثير على الاقتصاد الأميركي».
في حين قال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية إن «أي خطوة من قبل إيران لإغلاق مضيق هرمز رداً على انتهاء سريان الإعفاءات الأميركية من العقوبات النفطية ستكون غير مقبولة».
المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، أضاف أن «الرئيس الأميركي دونالد ترامب على قناعة بأن السعودية والإمارات ستنفذان التزاماتهما بالتعويض عن النفط الإيراني للمستهلكين الذين حصلوا سابقاً على إعفاءات من العقوبات الأميركية ضد طهران».
بدوره، ردّ مجلس الشورى الإيراني أول أمس على العقوبات الأميركية، وأعلن أن القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم» التي تشرف على النشاطات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط وأفغانستان، والقوات والمؤسسات التابعة لها منظمة إرهابية.
وفي حين اعتبرت موسكو أن «سياسة طهران المستقلة لم ترض واشنطن، لذا فإنها تسعى إلى حرمانها من عائدات تصدير النفط لتقويض اقتصادها».
بدورها، أعلنت بكين أنّها «تعارض بشدة فرض الولايات المتحدة عقوبات على إيران».
كما أكدت المفوضية الأوروبية التزامها بـ»خطة العمل المشتركة مع إيران».
من جهته، اعتبر مندوب روسيا في الاتحاد الأوروبي أن «واشنطن تفعل ما بوسعها لعرقلة نشاط آلية الحسابات مع إيران»، مشيراً إلى أن «آلية الحسابات مع إيران لم تظهر نفسها بشكل واقعي وطهران تنوي إنشاء آلية».
في المقابل، قال مسؤولون في كوريا الجنوبية إنهم «سيحاولون إقناع الحكومة الأميركية بتمديد الإعفاءات عليهم».
أما اليابان فقد أعلنت انسياقها مع «الموقف الأميركي». كذلك، رحبت السعودية بقرار العقوبات على إيران. أما الخارجية البحرينية أعلنت من جهتها تجديد موقفها الثابت مع واشنطن بـ»ضرورة تكاتف الجهود الهادفة لوقف أنشطة إيران المهددة للسلام».