ظريف ينوّه إلى حوادث خطيرة قد تؤدي لاشتباك عسكري مع أميركا.. وإيران تواصل تصدير نفطها بقوة
عدّ وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن «الحرب بين إيران والولايات المتحدة ليست وشيكة»، لكنه لم يستبعد «وقوع حوادث غير متوقعة بين البلدين يمكن أن تؤدي إلى اشتباك عسكري».
ونقل كاتب مقال نشرته صحيفة «إنديبندنت» البريطانية، أمس، عن ظريف تصريحات أدلى بها خلال زيارته إلى نيويورك قبل أيام، وأوضح فيها أن ما يقصده من هذه «الحوادث» هو، قبل كل شيء، «التوترات المحتملة المتعلقة بإبحار السفن في الخليج وخاصة عبر مضيق هرمز».
وذكر الوزير أن «الحرس الثوري الإيراني هو الذي يسيطر على الساحل الإيراني من المضيق، ويتواصل مع السفن المبحرة عبره بشكل مباشر، لذا فإنّ غياب الاتصال الحيوي مع الجانب الأميركي في هذه المنطقة يمكن أن يؤدي إلى وقوع اشتباك بسهولة».
وأضاف أن «القلق بهذا الشأن ازداد مؤخراً على خلفية قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إدراج الحرس الثوري في قائمة الإرهاب الأميركية، ورد طهران بالمثل عبر إعلانها القيادة المركزية الأميركية تنظيماً إرهابياً».
كما أعاد ظريف إلى الأذهان سابقة اعتقال السلطات الإيرانية لعدد من البحارة الأميركيين في مياه الخليج، في كانون الثاني العام 2016، مؤكداً أن «الحوادث المشابهة يمكن أن تتسبب هي الأخرى في وقوع اشتباك مباشر بين الدولتين».
وأضاف أن «الحوار بينه وبين نظيره الأميركي في ذلك الوقت، جون كيري، سمح آنذاك، بالإفراج عن البحارة المحتجزين بسرعة وتجنيب خطر التصعيد العسكري بين الدولتين، الأمر الذي أصبح غير ممكن في ظل العلاقات الراهنة بين طهران وواشنطن».
من جهته، قال مساعد رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران، حسين أمیر عبد اللهیان، إن بلاده «ستواصل تصدير نفطها بقوة ودون أي قيود».
وأكد عبد اللهيان قوله إن «النفط الإيراني لا يمكن استبداله في الأسواق العالمية»، منوّهاً إلى أنّ: «الضغوط المتزايدة التي تمارسها الحكومة الأميركية بهدف إسقاط الحكومة في فنزويلا البلد الغني بالنفط يدلل على أنه لا يمكن استبدال النفط الإيراني في الأسواق العالمية وأن إيران ستواصل نشاطات تصدير نفطها دون أي قيود». وتابع «إن الشعب الفنزويلي قال كلا لترامب المتعطش لـ البترودولار وهو مَن يصنع قراراته بنفسه».
وكانت الولايات المتحدة الأميركية أعلنت، في 22 نيسان المنصرم، عدم تجديد الإعفاءات من العقوبات على الدول المستوردة للنفط من إيران، في موعد تجديدها يوم 2 أيار الحالي.
وقال البيت الأبيض في بيان، إن «الرئيس دونالد ترامب قرر عدم إعادة إصدار إعفاءات من العقوبات على إيران عندما تنتهي صلاحيتها في أوائل أيار». ويهدف هذا القرار إلى وصول صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر وحرمان النظام من مصدر دخله الرئيسي».
وأضاف أن «الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ثلاثة من أكبر منتجي الطاقة في العالم، إلى جانب أصدقائنا وحلفائنا، ملتزمون بضمان استمرار تزويد أسواق النفط العالمية بما يكفي».
كما أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن «قرار عدم تجديد الإعفاءات على الدول المستوردة للنفط من إيران، يهدف للردّ على السياسات الإيرانية».
وقال بومبيو، في مؤتمر صحافي: «أوضحنا للقادة الإيرانيين أنه في حال تمّ الاعتداء علينا سنجيب بطريقة صارمة، سنرد على ما يقوم به قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني أو أي ميليشيا حول العالم».
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أن «طهران تجري اتصالات مع المؤسسات الداخلية والشركاء الدوليين المعنيين بمسألة وقف الإعفاءات من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران»، مؤكدة أنها «لا تعطي أي اعتبار لمنح هذه الإعفاءات أو رفعها».