دمشق تؤكد مجدداً أن الجولان المحتل جزء لا يتجزأ من سورية
أكدت وزارة الخارجية السورية أن الجولان السوري المحتل جزء لا يتجزأ من أراضيها وأن سورية ستعمل على إعادته بكل الوسائل المتاحة باعتباره حقاً أبدياً لا يسقط بالتقادم.
وقالت الخارجية السورية، في رسالة وجّهتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، إن «سورية تؤكد دعمها للمواطنين العرب السوريين في مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي ورفضهم لقرار ضمّ الجولان السوري إلى كيان الاحتلال ولسياسة نهب الأراضي والممتلكات التي يتبعها في الجولان بما في ذلك إقامته للمستوطنات غير الشرعية على الأراضي السورية المحتلة تحت أي عنوان أو مسمّى كان بهدف تغيير طابعه الديمغرافي والجغرافي والقانوني»، وذلك حسب وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».
ودعت الخارجية، مجدداً مجلس الأمن لـ»التحرك العاجل لحفظ الأمن والسلم الدوليين من خلال إلزام الكيان الصهيوني بوقف سياساته الاستيطانية غير القانونية وإجراءاته القمعية بحق أهلنا في الجولان السوري المحتل والتي تشكل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ذات الصلة وفي مقدمتها القرار رقم 497».
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أعلن اعترافه بسيادة الاحتلال على الجولان السوري، في الخامس والعشرين من مارس/ آذار الماضي، أثناء زيارة نتنياهو لواشنطن.
إلى ذلك، جددت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين تأكيد أن الولايات المتحدة مسؤولة عن بطء عملية إجلاء المدنيين في مخيم الركبان ما يخلف مزيداً من الضحايا ويزيد من معاناة عشرات الآلاف من السوريين المحتجزين قسراً من قبل قوات الاحتلال الأميركي في منطقة التنف ومجموعات إرهابية تدعمها وأشارتا إلى أن الولايات المتحدة تسرق النفط السوري وتسهّل تهريبه لتمويل مجموعات إرهابية.
وذكر بيان صادر عن الهيئتين أمس أن «الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الكاملة عن البطء في عملية إجلاء النازحين من مخيم الركبان وإعادتهم إلى مناطق سكنهم الدائم»، لافتاً إلى أنه «لم يغادر المخيم سوى ربع المدنيين القاطنين فيه».
وأضاف البيان أن «التصرفات غير البناءة من الجانب الأميركي تخلف مزيداً من الضحايا وتزيد من معاناة السوريين المحتجزين قسراً في مخيم الركبان»، مبيناً أنه «رغم الإجراءات غير المسبوقة التي تتخذها روسيا وسورية لتأمين الظروف المناسبة في المناطق التي يعود إليها اللاجئون تسير إجراءات إجلاء المواطنين من الركبان ببطء وحتى الآن غادره أكثر من 12 ألف شخص فقط».
وأضاف البيان أنه «في الوقت الذي أوجدت فيه الولايات المتحدة مع الدول الحليفة لها أزمة وقود مصطنعة في سورية بهدف خنق الاقتصاد السوري تسرق الولايات المتحدة الموارد الوطنية السورية وتنظم تهريبها عبر نقلها من منطقة الضفة اليسرى لنهر الفرات وتعمل على تمويل تجمّعات مسلحة غير شرعية وتستخدمها لتنفيذ تفجيرات إرهابية لمنع إعمار سورية وزعزعة استقرارها».
ودعا البيان «الولايات المتحدة للتخلّي عن ازدواجية المعايير واحترام حقوق الإنسان والقانون الدولي وسحب قواتها من الأراضي السورية على الفور»، كما أهاب بالهيئات الإنسانية للأمم المتحدة لتنفيذ مهامها المسندة إليها من قبل المجتمع الدولي والتأثير على واشنطن بهدف إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية في أقرب وقت ممكن وحلّ مخيمي الركبان والهول وتحرير المواطنين السوريين منهما وعودتهم إلى أماكن إقامتهم داخل الأراضي السورية.
ولفت البيان إلى أن «الوضع في مخيم الهول شرق البلاد لا يقلّ كارثية عن الركبان ويواجه قاطنوه المشاكل نفسها المتمثلة في تقييد حرية التنقل ومصادرة الوثائق الثبوتية وفصل الأسر والنقص الحاد في الأدوية وانعدام النظافة».
وتحتجز قوات الاحتلال الأميركية في منطقة التنف عشرات آلاف المدنيين وتتعاون مع مجموعات إرهابية تنتشر في مخيم الركبان تعمل على ابتزاز المهجرين والسيطرة على معظم المساعدات الإنسانية التي تصل إلى المخيم ما يفاقم الأوضاع الكارثية للمدنيين ويهدّد حياة الكثيرين منهم وخاصة الأطفال. وهذا الوضع يشابه ما يعاني منه قاطنو مخيم الهول في الحسكة الذي تسيطر عليه ميليشيا «قسد» المدعومة من واشنطن حيث النقص الكبير في مقومات الحياة ما يؤدي إلى تزايد أعداد الوفيات بين المدنيين وخاصة الأطفال.
ميدانياً، دخلت وحدات من الجيش السوري ظهر أمس، إلى بلدة الحويز بريف حماة الشمالي الغربي، إثر معارك عنيفة مع مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» وحلفائه استمرت منذ منتصف ليل أمس.
وقال مصدر في حماة إن وحدات الهندسة دخلت إلى البلدة الاستراتيجية، وبدأت على الفور عمليات تمشيطها لإزالة الألغام والمفخخات والتشريكات التي خلفتها النصرة في أحياء البلدة.
وبدأ الجيش السوري منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء باستهداف الخطوط الأمامية لتنظيم جبهة النصرة في بلدة الحويز بريف حماة الشمالي الغربي، وأظهر مقطع فيديو حصري حصلت عليه سبوتنيك من الخطوط الأمامية لجبهات القتال، انطلاق عملية التمهيد الناري ودك تحصينات ودشم تنظيم جبهة النصرة وحلفائه في محيط بلدة الحويز.
ومساء الثلاثاء، أعلن علي طه قائد إحدى مجموعات الاقتحام العاملة بإمرة العميد سهيل الحسن الملقب بالنمر بدء العملية العسكرية لتحرير الحويز وقرى أخرى تابعة لها على المحور الشمالي الغربي لمحافظة حماة.
وقال طه عبر فيديو: «غداً إن شاء الله ستكون الحويز آمنة».
وكان الجيش السوري قد حرّر أول أمس بلدة الحمرا والمطار الشراعي الزراعي في سهل الغاب بريف حماة الشمالي.
وقال قائد عمليات قوات النمر العقيد يونس محمد أثناء عملية اقتحام «الحمرا»، إن الجيش سيتجه «إلى مدينة الحويز وما بعد الحويز..» التي تعد خزانا رئيسياً لمسلحي جبهة النصرة بريف حماة الشمالي الغربي.
وبدأ الجيش السوري منذ صباح السادس من الشهر الحالي، عملية عسكرية في ريف حماة الشمالي، ونقل عن مصدر عسكري سوري تأكيده أن الجيش السوري لن يبقى في موضع الرد على استفزازات المسلحين واعتداءاتهم وأن عملية تطهير المنطقة منزوعة السلاح كمرحلة أولى باتت ضرورة لا يمكن تأجيلها.
وتسيطر «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الموالي لتنظيم «القاعدة» الإرهابي، على مختلف مدن وبلدات محافظة إدلب.
وإلى جانب هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة»، تنتشر في ريفي حماة الشمالي واللاذقية الشمالي الشرقي تنظيمات إرهابية عدة تتقاسم معها النفوذ على المنطقة كـ «حراس الدين»، والحزب الإسلامي التركستاني الصيني ، و»أنصار التوحيد» المبايع لـ»داعش»، وفصائل أخرى من جنسيات عدة.