هل ندم ترامب على تعاونه مع بولتون؟ الفلسطينيون هم من يعطل صفقة القرن ولو وقف العالم كله مع أميركا و»إسرائيل»
بهيج حمدان
فعلاً الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ورطة…
لا هو قادر على التقدّم على وقع تهديداته وتصريحاته التي تبدأ بـ «تصفير» بيع إيران لنفطها و «مسحها» عن الخارطة.
ولا هو قادر على ابتلاع لسانه، فيطلب من الرئيس السويسري «تمرير» رقم هاتفه الى القادة الإيرانيين، والإيرانيون ليسوا على عجلة من أمرهم، ويرون انّ مقدّمات الحوار مع الأميركيين لم يحن وقتها بعد، وقد يستغرق ذلك وقتاً لن يزيد بالتأكيد عن الحصار الأميركي للجمهورية الاسلامية المستمرّ منذ أربعين عاماً…
للمرة الأولى يشعر ترامب بفداحة ما ارتكب من خطأ حين استبعد الجنرال ماكماستر المعروف بتأييده للاتفاق النووي الدولي مع إيران واستبدله بـ جون بولتون المعروف بتعاطفه مع مغتصبي فلسطين، ومناداته بضرب كوريا الشمالية وإيران، وعيّنه مكان الجنرال ماكماستر، وبعد شهر احتفل ترامب في البيت بالانسحاب من الاتفاق النووي، وهو لا يدري أنه ابتلع المنجل!
ومع ذلك لم يتوقف ترامب عن ابتلاع «نصائح» جون بولتون الذي أوصله الى الارتطام بالجدران العالية للصين وكوريا الشمالية وإيران.
و»صفقة القرن» مطلوبة لجدوى صهيونية ورجعية عربية لمسح ذاكرة العرب والمسلمين ومقايضة فلسطين «الأرض المباركة» بشهادة خالق السموات والأرض بدولارات مسحوبة على المصارف الأميركية وبتمويل عربي سخي! عبر تنظيم المؤتمر الاقتصادي الدولي في البحرين في 25 و26 حزيران للاستثمار في الضفة الغربية وغزة! وفق الجزء الأول من مندرجات صفقة القرن المتدحرجة لاستبدال الحرب الساخنة بالحرب الاقتصادية… والغاية الأساس تصفية قضية فلسطين.
إلا انّ ترامب كاد ينفجر من جون بولتون الذي دفعه الى اتخاذ موقف متشدّد الى جانب انتفاضة خوان غوايدو في فنزويلا، ما ادّى الى مرمغة سمعة أميركا بالقرب من شواطئها! ولم ينس بعد انّ «صديقه» بولتون نصحه ببقاء قواته في الصحراء السورية خلافاً لرأيه والأمر ما زال معلقاً إلى اليوم.
أما كيف ستكون نهاية هذا التوتر في الإقليم وكيف ستنتهي هذه المسرحية، يجيب عنها بوضوح مدير الشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مقابلة أجراها معه أمس كبير المراسلين الدولييين في «سي أن أن» فريد يلدجين قائلاً رداً على أسئلة المراسل: أميركا تهدّدنا منذ أربعين عاماً ونحن ثابتون لا نخشى بوارجها وسنكون سعداء عندما تقترب من شواطئنا ومشكلة ترامب انه لا يعرف تاريخنا.
فسأله المراسل: ما المانع من التجاوب مع رغبة ترامب ومحاورته؟
أجاب: هو يريد السيطرة بنبرة تهديد ونحن لا نقبل ذلك، أما إذا أراد التحاور الهادئ والموضوعي فيمكنه ذلك بالعودة الى الاتفاق النووي وضمان الاستمرار به مع الرئيس القادم للولايات المتحدة، أما إذا أصرّ على محاورتنا تحت ضغط التهديد فهو رئيس مجنون.
صحافي لبناني