الكرملين لترامب: هجمات الإرهابيين من إدلب غير مقبولة.. وبيسكوف يؤكد أن مسؤولية إيقافها تقع على النظام التركي
أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن منطقة إدلب السورية لا زال الإرهابيون يستخدمونها لشن هجمات على المواقع المدنية والقوات الروسية، مشدداً على أن استمرار هذا الأمر مرفوض.
وقال بيسكوف، في تصريح صحافي أدلى به أمس، رداً على دعوة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى الوقف الفوري لقصف هذه المحافظة السورية: «كما تعلمون، لا يزال يوجد في إدلب حشد كبير للإرهابيين والمسلحين، الذين يستغلونها لشن ضربات تستهدف المواقع المدنية والقوات الروسية».
وأضاف المتحدث باسم الكرملين: «روسيا تتعاون مع تركيا، التي تتحمل المسؤولية عن منع مثل هذه الاعتداءات. والعمل جار في هذا الاتجاه».
وختم بيسكوف تعليقه على تصريح ترامب بالقول: «لا شك في أن عمليات القصف، التي ينفذها الإرهابيون من إدلب غير مقبولة، وإننا نواصل الالتزام بهذا الموقف».
وفي وقت سابق قال الرئيس الأميركي، عبر «تويتر»، إن هناك أنباء عن قصف عنيف من قبل روسيا وسورية وإيران بدرجة أقل يستهدف محافظة إدلب، ما يسفر عن مقتل العديد من المدنيين الأبرياء، ودعا سيد البيت الأبيض إلى وقف هذه العمليات المزعومة.
وفي السياق، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن هجمات الإرهابيين من إدلب أمر غير مقبول ومسؤولية إيقافها تقع على النظام التركي.
ونقلت مصادر عن بيسكوف قوله للصحافيين أمس: «في إدلب لا يزال هناك تركيز كبير للإرهابيين والمسلحين الذين يقومون منها بمهاجمة الأهداف المدنية وتنفيذ هجمات عدوانية مختلفة على الأهداف العسكرية الروسية ومثل هذا الوضع غير مقبول».
وأشار بيسكوف إلى أن روسيا تتعاون الآن مع الجانب التركي «المسؤول تماماً عن ضمان عدم حدوث مثل هذه الهجمات من إدلب».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث الجمعة الماضي مع الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الروسي الوضع في إدلب وأعربوا عن القلق إزاء اعتداءات الإرهابيين المستمرة فيها.
ومنذ أوائل مايو الماضي، يشهد جنوب محافظة إدلب وريف حماة الشمالي الغربي تصعيداً بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة، وتمكّنت القوات الحكوميّة من تحقيق تقدم على الأرض، والسيطرة على عدد من القرى والتلال الاستراتيجيّة.
وتقول دمشق إن عمليات الجيش السوري تأتي رداً على خروق «الإرهابيين» لنظام وقف إطلاق النار في هذه الأراضي، وقصفهم مواقع القوات الحكومية والمناطق السكنية.
ونفذت التشكيلات المسلحة في إدلب خلال الأشهر الماضية عشرات الهجمات على قاعدة حميميم الروسية في ريف اللاذقية غربي سورية، لتردّ روسيا على هذه الاعتداءات بتدمير المواقع التي انطلقت منها.
ميدانياً، باغتت وحدات من الجيش السوري، أمس، مسلحي التنظيمات الإرهابية المسلحة في بلدة القصابية الموجودة في أقصى ريف إدلب الجنوبي، قبل أن تتمكن من السيطرة عليها عقب اشتباكات عنيفة.
وقال مصدر إن قوات الجيش السوري بدأت عملية تمهيد جوي ومدفعي كثيف باتجاه المحور الشمالي لبلدة كفرنبودة تلاها تقدم للقوات البرية باتجاه بلدة القصابية ، وتمكّنت من السيطرة عليها بعد اشتباكات عنيفة مع المجموعات الإرهابية المسلحة التي تسيطر على المنطقة.
ونقل عن مصدر عسكري قوله إن عملية السيطرة على بلدة القصابية بريف إدلب الجنوبي جاءت بعد إحكام السيطرة على التلال المحيطة بالبلدة، وتأمين خاصرة تقدم القوات باتجاهها على المحاور الشمالية للبلدة.
وأضاف المصدر أن السيطرة على القصابية تتخذ أهمية عسكرية كبيرة نظراً لدورها الكبير في حماية الجهة الشمالية لبلدة كفرنبودة والتي كانت تتعرّض لهجمات عدة انطلاقاً من هذا المحور.
وتُعد بلدة القصابية إحدى نقاط الارتكاز التي اتخذها تنظيم جبهة النصرة في إدلب الجنوبي بعد تطهير بلدة كفرنبودة بريف حماة الشمالي الغربي من مسلحيه، حيث نقل خطوطه الدفاعية الأولى إليها.
وخلال الأسابيع الأخيرة، شنّ تنظيم جبهة النصرة موجات متتالية من الهجمات المعاكسة المنسّقة على نقاط تثبيت الجيش السوري في محيط كفرنبودة، تخللتها غزارة مفرطة في استعمال الانتحاريين المهاجرين من جزر المالديف، إلا أن محاولاته باءت بالفشل.
وفي السياق الميداني، واصلت الجهات المختصة أعمال التمشيط لرفع مخلفات الإرهابيين في المنطقة الجنوبية وضبطت أسلحة وذخائر بينها صواريخ تاو أميركية الصنع.
وذكر مصدر في الجهات المختصة في تصريح أن المضبوطات شملت مئات آلاف طلقات البنادق الآلية بعضها من صنع كيان العدو الصهيوني ورشاشات من أعيرة «7,12مم» و»5,14 مم» و»23 مم» إضافة إلى عدد من الصواريخ المضادة للدروع من أنواع «مالوكا وميتس وفاغوت» وتاو أميركي الصنع وكميات كبيرة جداً من القذائف المتنوعة لافتاً إلى أن وجود هذه الأسلحة النوعية مؤشر واضح على الدعم الذي كانت تتلقاه المجموعات الإرهابية في المنطقة الجنوبية من الدول الداعمة للإرهاب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وبإشراف غرف عمليات أدارتها استخبارات تلك الدول.
ولفت المصدر إلى العثور على طائرة مسيرة «درون» يتم توجيهها عبر الأقمار الصناعية قادرة على حمل كمية من المواد المتفجرة تقدر بحدود 20 كليوغراماً مشيراً إلى أن وجود مثل هذا الطيران المسير بأعداد كبيرة في الفترة الأخيرة دليل واضح على حجم الدعم اللامحدود للتنظيمات الإرهابية من قبل داعميها.
وخلال استكمال عمليات تمشيط القرى والبلدات المحررة من الإرهاب عثرت الجهات المختصة في الـ21 من أيار الفائت على أسلحة وذخائر بعضها أميركي وتركي الصنع من مخلفات الإرهابيين في أرياف دمشق ودرعا وقطع أثرية كانت معدّة للتهريب من قبل الإرهابيين في قلعة المضيق بريف حماة الشمالي.
وتواصل الجهات المختصّة تمشيط القرى والبلدات المحرّرة لتأمين عودة المهجّرين إلى منازلهم، حيث عثرت خلال الفترة الماضية على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة بعضها إسرائيلية وأميركية الصنع وأدوية وسيارات شحن كبيرة وسيارات إسعاف غربية الصنع من مخلفات الإرهابيين.
وبعد أقل من 24 ساعة على ضبطها أسلحة وذخائر من مخلفات التنظيمات الارهابية في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي عثرت الجهات المختصة اليوم على كميات كبيرة من الذخيرة والأسلحة والصواريخ المضادة للدروع بالريف ذاته وذلك في إطار استكمال تأمين المناطق التي حرّرها الجيش السوري من الإرهاب.
وتواصل «الجهات المختصة أعمال تمشيط المناطق بوتيرة عالية لرفع مخلفات الإرهابيين لتأمين المنطقة وضمان استكمال عودة الأهالي إلى منازلهم وقراهم ومتابعة أعمالهم وحياتهم الطبيعية وضبطت اليوم كميات كبيرة من الذخيرة المتنوعة والقذائف والأسلحة الرشاشة في ريف حمص الشمالي».
وبيّن مصدر أن المضبوطات تضمنت «صواريخ مضادة للدروع وقذائف ار بي جي وحشوات دافعة للقواذف وعشرات الصناديق التي تحتوي ذخائر بنادق حربية ورشاشات من أعيرة 23 و5,14 و7,12 و5,5 وقنابل يدوية».
وعثرت الجهات المختصة أمس، خلال تمشيط منطقة الحولة والأراضي الزراعية في محيطها على أسلحة وذخائر من مخلفات الإرهابيين بينها بنادق حربية ورشاشات متوسطة وقواذف أر بي جي وقذائف هاون وقنابل يدوية وكميات كبيرة من الذخيرة الناعمة وقذائف تذخير خاصة بعربة الـ بي إم بي .